للعام الثانى على التوالى يأتى شهر رمضان المبارك وقد غيرت كورونا الكثير من الطقوس والثوابت.. يأتى رمضان شهر الصوم والعبادة والتقرب إلى الله.. حيث اضطرت الحكومات إلى تحديد وقت لصلاة التراويح ومنعت الحكومات موائد الرحمن وكانت من أهم مظاهر الصوم.. حيث يتجمع ملايين المسلمين حول موائد الإفطار فى الشوارع والنوادى والساحات.. يأتى رمضان هذا العام والناس يهربون خلف الكمامات ولا يصافح بعضهم بعضا خوفا من الوباء.. يأتى رمضان والناس فى بيوتهم وقد حرمت دول إسلامية كثيرة خروج الناس إلى الشوارع ومنعت التجمعات والحفلات والزيارات..
فى عامين تغيرت كل طقوس الشهر المبارك لم يكن رمضان شهرا عاديا كان شهر العبادات والانتصارات والقرآن.. لا ادرى هل ينجح الإعلام فى أن يوفر للناس شيئا من روائح الزمن الجميل.. هل تطل علينا نفحات القرآن الكريم مع صوت الشيخ محمد رفعت والحصرى والمنشاوى وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل والبنا وزاهر.. وهل ينطلق صوت النقشبندى فى سماء الشهر الكريم وهل نسمع ونشاهد أحاديث العلماء الكبار.. وهل تهز كلمات شوقى قلوب المسلمين وأم كلثوم تغنى ولد الهدى وسلوا قلبى ونهج البردة.. أشياء كثيرة سوف نفتقدها فى ليالى الشهر المبارك..
كنا ننتظر أيام رمضان كل عام ونستعد لها صوما وصلاة وتجرداً وعبادة والآن جاءت كورونا وغيرت كل شيء.. إن دعوات المسلمين تنطلق الآن فى سماء الكون تبتهل إلى الله أن يخفف عنا محنة الوباء لكى يعود لنا الشهر المبارك رحمة وهدى للعالمين.. إن رمضان الذى عاش فى ضمير الملايين من المسلمين فى كل بلاد الدنيا يأتينا هذا العام ومساجدنا مغلقة وبيوتنا تفتقد دفء المشاعر وكل واحد مسجون فى بيته يطلب الرحمة للمرضى والمصابين والشهداء.. فى هذا الشهر الكريم سوف نحاول رغم الظروف الصعبة أن نعيش رمضان الذى اعتدناه صلاة وقرآناً وتجرداً وهداية.. سوف يبقى عبير رمضان فى كل القلوب المؤمنة وسوف يكون اختباراً فى الصبر والمعاناة والرضا بقضاء الله.. كل سنة وأنت طيب ورمضان كريم..
[email protected]
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: