أمس، 10 أبريل احتفل حزب التجمع أو التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى بالعيد الخامس والأربعين لتأسيسة، فى عام 1976باعتباره منبر اليسار بعد أن قرر الرئيس الراحل أنور السادات التخلى عن نظام الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكى العربى)، منشئا داخله المنابر الثلاثة للوسط واليمين واليسار، والتى مالبثت أن تحولت – فى 22 نوفمبر من نفس العام – إلى أحزاب، يتوسطها حزب مصر، فى الوسط برئاسة ممدوح سالم، وعن يمينه حزب الأحرار برئاسة مصطفى كامل مراد، وعن يساره حزب التجمع برئاسة خالد محيى الدين! ومنذ اليوم الأول لإنشاء منبر، ثم حزب التجمع وعلى رأسه قيادته التاريخية، خالد محيى الدين، كان التجمع مخلصا للمبادئ الاشتراكية واليسارية عموما، ومؤمنا بقيم العلمانية والفصل القاطع للدين عن الدولة، ومحاربا عنيدا ضد الاستغلال والتوظيف السياسى للدين. وسواء تحدثنا عن حزب التجمع نفسه، او عن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، الذى انبثق من داخل التجمع ودخل بدوره تحالفات واندماجات متعددة....إلخ. فلا شك أن تلك التنظيمات لعبت ولا تزال تلعب دورا رئيسا فى الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطن المصرى وللعامل المصرى. والحقيقة أن اعتناقى وتحيزى للفكر والقيم الليبرالية، ينطوى فى نفس الوقت على الإيمان بحتمية وأهمية وجود ونشاط وفاعلية للأحزاب الممثلة بصدق للطبقات العاملة، وواجبها للتواصل المستمر معها، وذلك هو ما أعتقد أن حزب التجمع نجح فى تحقيقه. ينطبق هذا ليس على النشاط السياسى فقط للحزب، وإنما أيضا على أنشطته الثقافية والفكرية من أجل التنوير والتجدد الفكرى. تحية للتجمع، وتحية لقياداته الراحلة خالد محيى الدين ورفعت السعيد ولرئيسه الحالى سيد عبد العال، ورموزه الرائعة الذين يثرون حياتنا السياسية والفكرية، خاصة من خلال جريدة الأهالى التى تترجم بصدق وإصرار قيم العدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادى والتنوير الثقافى والفكرى!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: