يعد نجاح الحكم الانتقالى فى السودان فى توقيع إعلان مبادئ مع عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان فى جوبا خطوة كبيرة فى طريق جمع شتات المجتمع السودانى الذى مزقته ثلاثون عاما من حكم نظام الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، الذى لم يستوعب طبيعة السودان البلد متنوع الأعراق والأديان والثقافات. وقد بلغت الأمور ذروتها بانفصال جنوب السودان، وتأسيس دولته، ولولا ثورة الشعب السودانى البطل، لتدهورت الأمور فى أنحاء السودان الأخري، التى كان من الممكن أن تنفصل كما انفصل الجنوب. وهنا تكمن أهمية توقيع اتفاق المبادئ مع حركة الحلو، التى كانت تطالب بتقرير المصير إذا لم يتم فصل الدين عن الدولة، وأحجمت هى وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور عن الانضمام لركب السلام الذى أفضى لتوقيع اتفاق جوبا فى 3 أكتوبر الماضي.
والآن يفتح اتفاق المبادئ الباب لتفاوض نأمل أن يكلل بانضمام حركة الحلو للحكم الانتقالي، والمساهمة فى عبور السودان من هذه المرحلة الدقيقة الصعبة التى تحيط بها التعقيدات من كل جانب إلى الآفاق الرحبة التى تليق بالسودان شعبا ودولة.
ومن أبرز ما ميز إعلان المبادئ هو تلك المرونة الإيجابية والنضج والشعور بالمسئولية التى أبداها الطرفان، وهو ما يؤسس لتفاوض بناء للوصول لاتفاق يعزز السلام، ويضع حدا للصراع، ويضمن الأمن والاستقرار، ويسهم فى نجاح الفترة الانتقالية، وهو ما يفرض على كل الأطراف السودانية إدراك خطورة الظرف التاريخى الذى يمر به السودان وضخامة التحديات التى يمور بها المشهد السياسي، والمخاطر الداخلية والخارجية التى تتربص بثورة وآمال وتطلعات الشعب السوداني، وهو ما يلقى على كل الأطراف السودانية مسئوليات جساما..
لمزيد من مقالات أسماء الحسينى رابط دائم: