رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
علاقات فى زمن الكورونا!

يشتاق الناس فى أنحاء العالم إلى ما كانت عليه حياتهم قبل أن تفرض عليهم جائحة كورونا اتباع إجراءات احترازية جعلت الاختلاط خطرًا، خاصًة فى الأماكن المغلقة. مضى أكثر من عام تحت وطأة الخوف من الإصابة بالعدوى حال الإقدام على سلوك كان طبيعيًا حتى مطلع العام الماضى. ومن الطبيعى، فى مثل هذا الوضع غير الطبيعى، تختلف أنماط العلاقات والتصرفات فى ظل ازدياد الضجر من القيود.

ويزداد الإحساس بوطأة هذه القيود فى الدول التى وصلت فيها معدلات الإصابة بالفيروس إلى أعلى المستويات فى العالم، مثل معظم الدول الأوروبية الآن. وفى مثل هذه الظروف، يتصرف بعض الناس بطرق غير مألوفة نتيجة التزامهم بالإجراءات الاحترازية. ومن ذلك مثلا ما فعلته فتاة فرنسية منعها التزامها بالإجراءات الاحترازية فى المترو من الاقتراب من شاب لفت انتباهها أو أعجبها والحديث معه. صعدت هيلين إلى المترو فى محطة لامادلين، فوجدت شابًا يقرأ فى كتاب الفيلسوف المُبدع جان بول سارتر (الوجودية مذهب إنسانى). فكرت فى الاقتراب منه والحديث معه، ولكنها لم تستطع لالتزامها بإجراءات التباعد. وعندما وصلت إلى المحطة التى تقصدها غادرت المترو، ولكنها بقيت مشغولة به إلى حد أنها نشرت نداء عبر بعض وسائل التواصل طلبت فيه مساعدتها فى العثور عليه، مصحوبًا بمعلومات عن خط المترو الذى رأته فيه، ووقت صعودها إليه ونزولها منه، إلى جانب بعض أوصافه.

وانبرى «أبناء الحلال» فعلا فى مساعدتها عبر نشر ندائها على أوسع نطاق، إلى أن عُرف اسمه وبعض المعلومات عنه، على نحو أتاح لها أن تبعث رسالة إليه طالبة أن تلتقيه، ولكنه اعتذر لها بسبب ارتباطه بامرأة يحبها.

ويثير الانتباه أن تصرفها هذا وجد تعاطفًا, ولم يبد غريبًا لمن ساعدوها, رغم أنه غير مألوف, ولم يكن ممكنًا أن يحدث قبل أكثر من عام بقليل إلا فى عمل درامى. ففى وضع طبيعى، كان سهلا أن تفتح الفتاة الحديث مع الشاب الذى أُعجبت به فى المترو، وتعرف أنه مشغول بغيرها. إنه زمن كورونا الذى تغير فيه كثير من أنماط العلاقات بين الناس.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: