فى جدارية رائعة تنحنى الملكة حتشبسوت لتزرع القمح وعلى رأسها تاج الملك رسم يمثل تاريخا طويلا وعظيما وعميقا للمرأة المصرية فى فلاحة الأرض والجلوس على العرش كجزء من تاريخها الطويل والعميق فى الصبر لم تتوقف عن نثر البذور والخير فى الأرض والبشر وتربية وتخريج أعظم النساء والرجال ومشاركاتها قبل ان تتعلم وتنال اكبر الدرجات العلمية فى جميع حلقات كفاح ونضال شعبها ويحل الثلاثاء القادم 16 مارس يوم المرأة المصرية عندما ثارت وخرجت مظاهرات النساء تشارك فى ثورة 1919 وسقطت أول شهيدات وفرضت أن يكتب المعتمد البريطانى لبلاده: لا أظن أننا نستطيع أن نواصل البقاء فى بلد فيه هذا النوع من النساء .. وفى رأيى أن من أهم المقومات التى تستقوى بها دولة 30/6 هو تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودستوريا فى 22 مادة وخاصة المادة 11 التى تلغى كل أشكال التمييز وعدم العدالة فى استحقاقات المواطنة.
ومن أهم الأسرار التى تستقوى بها دولة 30 /6 التى كانت النساء فى مقدمة القوى التى قادت نجاحها هو رد الاعتبار لها وتمكينها فى توقيت من أخطر ما شهدته مصر مؤخرا من طوفان التطرف والفكر الارهابى الذى يريد أن يعيدها لعصور الإظلام وهذا ماسيحققه بمشيئة الله المشروع القومى لإعادة إحياء الريف وبث التنوير والوعى فى أطراف الوادى والمناطق التى تعشش فيها طيور الظلام ولتشارك النساء بقوة فى حل مشكلات بلدهن ودورها الخطير فى صناعة أعظمهم وفى مقدمتهم الشهداء الذين ترضعهم مع لبنها حب وعشق الوطن وكان توافقا رائعا يمتلئ بالمعانى النبيلة أن تتعانق المناسبتان يوم المرأة ويوم الشهيد ... وتكريم مصر كلها والرئيس لأمهات وزوجات وبنات وأبناء الشهداء.
> وفى الخطاب المهم الذى ألقاه الرئيس فى ختام الندوة التثقيفية الثالثة والثلاثين للقوات المسلحة احتفاء بيوم الشهيد أسعدنى أن يتبع التحية والتكريم للشهداء وأسرهم والمعانى العظيمة لهذه البطولات بدعوة فى رأيى لا تقل أهمية فى الحفاظ على الوطن بحماية الأراضى الزراعية وعدم تجريف والبناء فوق ماتبقى منها وهو ما جدد وأكد دعوتى التى وجهتها خلال مجموعة من المقالات الماضية لعدم مواصلة ما تم من جرائم تجريف وإعدام مجموعة ضخمة من الحدائق والمزارع البحثية والتى كانت تمتلئ بزراعات ونباتات وأصناف نادرة من الأشجار والنخيل، وكلها كانت تشارك فى تحسين ومضاعفة منتجاتنا الزراعية وتستثمر كمعامل تجارب وأبحاث لخبراء زراعة ودارسين وطلبة وأضيف إليها ما وصلنى هذا الأسبوع من بعض أعضاء جمعية أحمد عرابى التعاونية الزراعية التى يعود إشهارها إلى عام 1995 بعد ان تعاقد وحصل عليها الأعضاء منذ عام 1978 بثلاثة عقود مع وزارة الزراعة التى كانت صاحبة الولاية على الأرض وقاموا بسداد كامل ثمنها وأتموا مشروعات البنية الاساسية على نفقتهم الخاصة وإمدادها بخطى مياه وتنفيذ مشروع ضخم لتثبيت الكثبان الرملية التى تؤدى الرياح إلى ردم وإعدام المزروعات بها وحولوا مساحات مما تضمها مصر من صحراوات إلى جنات خضراء يسكنون المساحات المتفق عليها منها ويشاركون بمنتجاتها الزراعية فى تخفيف أزمة اضطرار مصر لاستيراد 70 أو 80 % من احتياجاتها الغذائية ومحاصيلها الرئيسية وفوجئوا بانتقال الولاية على المشروع من وزارة الزراعة إلى وزارة الإسكان ومدينة العبور الجديدة التى تطالب بفرض قواعد ورسوم إضافية وتقسيمات جديدة للأرض تخالف ما تعاقدوا عليه مع وزارة الزراعة تهدد المساحات الخضراء والعمالة التى تتجاوز 70 ألف عامل ويطرحون تساؤلات تنتظر إجابات تستجيب لدعوات حماية الأرض الخضراء وتجيب عليهم، ألسنا دولة قانون يجب ان تحترم فيها القوانين وكيف يتم تغيير شروط تم التعاقد على أساسها منذ ثمانينيات القرن الماضى لقد استبق من قاموا بمغامرة زراعة وتعمير الصحراء إلى تنفيذ الإستراتيجية التى تدعو إليها الدولة الآن للخروج إلى الصحراء وزراعتها والتوقف عن البناء فوق أخصب أراضينا الزراعية.
وليس بعيدا عن أراضينا الزراعية وعدم احترام ما تدعو إليه الدولة لحمايتها وزيادتها تأتيني صرخات الصديق العزيز وفلاح قرية البراجيل الفصيح كما أطلق عليه من روعة وعيه الوطنى والسياسى ويضيف بعدا آخر للأزمات التى تعرض لها ما تبقى من مساحات مزورعة بأراضى مركز أوسيم بمحافظة الجيزة من بعض المسئولين عن حماية هذه الأراضى وما تتعرض له من انتشار للقمامة وإلقاء حيوانات نافقة ورمى مخلفات البناء فوق ما تبقى مزروعات وتبويرها وبيعها بأرقام خياليه كأراضى بناء مع غياب للمحليات ولدور ومسئولية الجمعيات الزراعية ووقوفها وراء كثير من المشكلات التى يعانيها الفلاحون كاختفاء التقاوى عالية الإنتاجية والاضطرار إلى زراعة نوعيات منخفضة الإنتاج والجودة وارتفاع ما تبقى، من إيجارات الأراضى الزراعية وأسعار السولار والنقل وبيع البذور الجيدة فى السوق السوداء، وغياب الأسمدة الطبيعية والمبيدات الآمنة وبيع القليل المتوافر منها لمن جرفوا أراضيهم الزراعية وحولوها إلى أراضى بناء!
> ويواصل الفلاح الفصيح شكاواه وكيف تحولت بلادنا من سلة لغذاء العالم إلى مستوردة لمحاصيلها الإستراتيجية ويتمنى ان نتوسع في زراعة محاصيلنا الإستراتيجية كالقمح والقطن ونقلل من زراعة الخضراوات.
ذكرتنى شكاوى عيد عفيفى فلاح البراجيل الفصيح بمجموعة من أندر وأمتع الوثائق الأدبية لأجدادنا القدماء، وكانت تحمل اسم شكاوى الفلاح الفصيح التى أرجو ان أعود إليها فى مقال قريب عن شكاوى الفلاحين 2021 . أعود إلى ما بدأت من عنده هذه المجموعة من المقالات عما تمارسه وتلتزم به الإدارة والحكم الرشيد للدول من اهتمام وتركيز على الأولويات وتوثيق روابط الثقة والاطمئنان مع المواطن، والحرص على القراءة الصادقة والأمينة لنبض وتوجهات الرأى العام والإيمان بأهمية الاستماع لشكاواه وحل مشكلاته وإدراك قيمة وأهمية الرأى الآخر والاختلاف على أرضية وطنية لمعالجة وتطوير السياسات والقرارات والمسارات.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: