رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
ضربة معلم!

لا أظن أن هناك توجيها رئاسيا حظى برضا واستحسان الرأى العام على مدى السنوات الأخيرة بمثل ما حظى توجيه الرئيس السيسى للحكومة أمس الأول «الاثنين» بتأجيل تطبيق تعديلات قانون الشهر العقارى لفترة انتقالية لا تقل عن عامين بهدف إتاحة الفرصة لإجراء حوار مجتمعي.

إن قيمة وعظمة هذا التوجيه الرئاسى فى كونه يحمل عناوين كثيرة ورسائل متعددة، أهمها أن احترام إرادة الرأى العام والتجاوب مع نبض الشارع المصرى يعطى إشارات ودلالات لمرحلة جديدة فى العمل الوطنى، مفادها أن قوة وحكمة أى نظام حكم رشيد تتمثل فى صدق استجابة الحكومة للمطالب المشروعة وعدم عزوفها عن حتمية الانصياع لإرادة الناس من منطلق الشعور بأن تقوية جدران الثقة بين الحكومة والرأى العام هو علامة قوة للحكومة وليس رضوخا لأى ضغوط.. وظنى أن هذا هو مضمون ومغزى التوجيه الرئاسى فى الاجتماع العاجل والطارئ مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء لهذا الغرض.

إن هذا التوجيه الرئاسى أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد ومنح حكومة الدكتور مدبولى فرصة لإعادة النظر فى العديد من السياسات الاقتصادية، لكى تتم أيضا مراعاة الأبعاد الاجتماعية والظروف المعيشية، خصوصا فى مثل تلك المراحل الاستثنائية التى تمثل تداعيات وباء كورونا أحد أهم ملامحها.

والأهم من ذلك كله أن الرئيس السيسى أكد حرصه على الاستماع لرأى الناس وإدارة حوار مجتمعى واسع وليس مجرد حوار شكلى ومن ثم كان مغزى التوجيه الرئاسى بألا تقل فترة التأجيل عن عامين كحد أدنى لضمان إجراء حوار تتوافر له كل الشروط الموضوعية للخروج بقياسات صحيحة للآراء المتنوعة لمختلف أطياف الشعب بما فى ذلك آراء النخب السياسية والفكرية والإعلامية.

وإذن ماذا؟

فى الحقيقة أن الرئيس السيسى انتصر لصوت الشعب وأكد بما فعل أنه على صلة وثيقة بنبض الشارع المصرى ومن ثم فإن هذا التوجيه الرئاسى يمثل ضربة معلم يمكن البناء عليها، فقد طرق الرئيس الباب وعلى الشعب أن يستكشف مع الحكومة ما يوفره هذا التوجيه من إمكانيات وفرص ليس فقط من أجل تخفيف الأعباء عن الناس وإنما أيضا من أجل دعم حلم الرئيس فى إيجاد مشاركة مجتمعية تتطلب صدق الإخلاص وجدية اغتنام الفرصة من الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية التى عليها أن تبدأ فى حفر طرق جديدة للعمل السياسى، حتى لو استلزم الأمر أن تحفر هذه الطرق بين صخور الجبال بأظافرها، فالعمل السياسى عطاء وابتكار وجهد بلا انقطاع وليس وجاهة وسعيا لإثبات الذات فقط!

خير الكلام:

<< الوسيلة الوحيدة لاتخاذ القرار الصحيح هى الاعتراف بالقرار الخاطئ!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: