رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
لوحة تبحث عن رسام!

مازلت عند رأيى بأننا لم نستطع حتى اليوم أن نرسم بالكلمات لوحة فنية وحقيقية لما جرى يومى 30 يونيو و3 يوليو 2013!

إن ما جرى فى هذين اليومين لم يغير مجرى التاريخ فى مصر وحدها وإنما كان بمثابة زلزال سياسى تعددت توابعه الإيجابية إقليميا ودوليا وعززت من أهمية مراجعة الأفكار والرؤى التى كانت تنتصر لنظرية الفوضى الهدامة التى ولدت من رحم جريمة الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 وبلغت ذروتها فى عواصف الفوضى التى رفعت رايات الربيع العربى المشئوم مطلع عام 2011والتى مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم ومع ذلك مازال هناك من يتاجرون بعواصف الفوضى ويزعمون أنها كانت ثورة استهدفت بالتحايل أن تسرق عيد الشرطة لحسابها وكأننا نسلم بصحة شعارات الفوضى التى بدأت أكذوبتها باقتحام أقسام الشرطة وحرق مقراتها!

إن اللوحة الفنية التى أتحدث عنها تحتاج إلى رسام ماهر يجيد صياغة الكلمات واستخلاص المعانى حول كيفية العبور الهادئ على جسر الأمان الذى بدد مشاعر ومظاهر الحيرة التى عاشها المصريون لمدة عامين ونصف العام فى ظل سحب سياسية ملبدة بغيوم قاتمة مليئة بالبرق والرعد المجتمعي!

كم كانت الصورة قبل 30 يونيو مخيفة وموحشة وموجعة ولم تكن هناك أى إشارات توحى بقرب بزوغ فجر الخلاص من كابوس الفاشية الدينية والسعى الحثيث لتغيير الهوية الوطنية ولكن كثيرين – وأنا واحد منهم – كنا نرى بالإحساس الوطنى وبالحساب السياسى الصحيح قياسا على سوابق الصحوات الوطنية ضد كل ما هو دخيل على الشخصية الوسطية المصرية أن هناك ثقبا يتسرب منه بصيص من الضوء عند نهاية النفق!

كنت مثل كثيرين من أصدقائى ومعارفى نتابع ما يجرى فى الشارع وما بدأ يصدر من إشارات وتلميحات على لسان قائد الجيش المصرى آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسي.. وكان استخلاصنا لحقيقة وجوهر ما نرصده وما نراه أن الشعب المصرى فى معظمه متحفز ومتأهب وفى انتظار اللحظة التى تتوافق عليها القوى الوطنية ليبدأ الزحف الكبير بالنزول إلى الشوارع والميادين بالملايين صفوفا وراء صفوف لكى تتوفر شروط الاستدعاء للمؤسسة العسكرية التى لم تخذل هذا الشعب فى أى مرة صدر لها النداء والرجاء من المدن والقرى والنجوع!

ولأول مرة يشعر المصريون بعد استجابة المؤسسة العسكرية مع القوى الوطنية التى وقفت على منصة 3 يوليو أن الحقيقة لم تعد بعيدة عما دار فى خيالهم!

خير الكلام:

<< الحقيقة دائما أغرب من الخيال!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: