رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الكتيبة 16 مشاة.. «عَلِّمِتْ» على وزيرى دفاع للعدو!

فى تاريخنا وحاضرنا.. أيام وأسماء وأحداث وإيجابيات وإنجازات وأبطال وبطولات لا تُنسى ويجب ألا تُنسى.. ومسئولية الإعلام أن يبعدها عن النسيان ويبقيها فى دائرة الضوء.. يقينًا لنا.. بأن الأبناء من جينات الآباء نفسها.. قادرون على صناعة الإعجازات.. ويستحيل أن يفرطوا فى حق الوطن.. مهما تكن التضحيات.

>> جسر الإمداد الجوى الأمريكى للعدو الذى بدأ وصوله إلى سيناء مباشرة من يوم 13 أكتوبر 1973 لم يكن مجرد عملية إمداد بسلاح وتعويض لذخائر.. إنما رسالة واضحة مباشرة للعدو قبل الصديق.. إسرائيل ليست وحدها فى هذه الحرب.. وأن التأييد الأمريكى لها.. ليس فقط سياسيًا فى المحافل الدولية.. إنما عسكريًا فى المعارك الحربية بالمعلومات المخابراتية وبالطائرات والدبابات والصواريخ والأحدث فى الحرب الإلكترونية.. والأهم بالمقاتلين المحترفين.. مرتزقة كانوا أو متطوعين!. يعنى أمريكا من يوم 14 أكتوبر هى فى الحرب!.

ابتداء من يوم 14 أكتوبر.. العدو بات على قناعة تامة.. بأن الطريق مفتوح أمامه لتنفيذ خطته كما يريد!. معارك 14 أكتوبر تشير إلى هذا.. والقادم حتى 18 أكتوبر يؤكد ذلك!.

الدعم الذى وصل للعدو فى أرض المعركة بالفعل والدعم الذى لم يصل لنا فعلاً.. وضحت معالمهما على المعارك القائمة على الأرض!.

خطة العدو أن يكون الهجوم على أحد الأجناب البعيدة عن تركيز القوات المصرية الرئيسية!. وأن تكون منطقة العمليات صالحة لتنفيذ هذا الهجوم!. العدو وجد منطقة الدفرسوار المكان الأنسب!. تركيز الهجوم فى أضيق قطاع بالشرق.. لأن المعركة الحقيقية ستكون فى الغرب!. المطلوب أعلى معدلات السرعة فى تنفيذ العملية.. بداية من الاختراق والوصول إلى الغرب.. ونهاية باحتلال هدف استراتيجى غرب القناة.. والسويس هى الهدف واحتلالها يكون يوم 18 أكتوبر!.

العدو خلاصة خطته.. فتح ممر فى الشرق ما بين الجيشين الثانى والثالث.. والوصول إلى غرب القناة.. والوصول ليس الهدف.. إنما وسيلة لتحقيق الهدف.. الذى هو احتلال الإسماعيلية والسويس.. والذى إن تحقق له هذا.. قطع كل خطوط الإمداد على الجيشين فى الشرق.. وهذا انتصار عسكرى هائل يعيد العدو إلى سابق عهده فى الغطرسة والتكلم بمنطق القوة وإملاء الشروط!.

ملاحظة: العدو نجح فى تنفيذ الثغرة التى خطط لها ووصلت قوات بالفعل إلى غرب القناة.. ولأجل تأمينها فى الغرب.. تحمل خسائر رهيبة فى الشرق أمام الفرقة 16 مشاة المصرية العظيمة!. الثغرة التى حدثت فى الغرب.. لم تفلح فى تغيير أوضاع قواتنا على الأرض.. لا فى الشرق ولا فى الغرب.. وفشلت تمامًا فى إعادة مسرح العمليات إلى ما قبل 6 أكتوبر!. وحتى لا نسبق الأحداث تعالوا لنرى التفاصيل!.

خطة العدو التى تمت على الأرض.. الفرقة المدرعة التى يقودها شارون.. تفتح ممرًا لها فى الشرق بعرض خمسة كيلومترات.. وتصل إلى القناة وتنشئ جسرًا لعبور القوات إلى الغرب بعمق 4 كيلومترات.

الفرقة المدرعة التى يقودها الجنرال أدان.. تعبر من على هذا الجسر إلى الغرب.. وتتجه إلى السويس لاحتلالها!.

فى اللحظات الأخيرة طرأ يوم 17 أكتوبر تعديل على خطة العدو!. يتوجه شارون بفرقته المدرعة لاحتلال الإسماعيلية.. على أن تنضم الفرقة 252 المدرعة التى يقودها الجنرال كليمان إلى الفرقة 162 المدرعة فى الهجوم على السويس.

هذا ما خطط العدو لتنفيذه فى غرب القناة.. فماذا عن خطته فى مواجهة جيش مصر بسيناء؟.

مجموعتا عمليات خصصهما العدو لأجل مهمة تثبيت القوات المصرية فى الشرق.. من خلال القيام باشتباك هدفها شغل القوات المصرية!.

الصورة الكاملة للموقف العسكرى يوم 15 أكتوبر بعد وصول الجسر الجوى الأمريكى.. العدو حشد ألف دبابة إسرائيلية لأجل إحداث الثغرة فى مواجهة أقل من 400 دبابة مصرية.. على مساحة أرض تقترب من الـ50 كيلومترا مربعا!. ألف دبابة بأطقمها وفرها الجسر الجوى الأمريكى فى يوم وليلة!. فعلاً.. «إللى ليه ضهر.. ما ينضربش على بطنه»... على رأى المثل العامى!. على أرض الواقع لا الأمثال.. جيش مصر ضرب العدو على ضهره وبطنه وقفاه كمان!.

أعود إلى يوم 14 أكتوبر الذى لم تتوقف الاشتباكات فيه.. نهارًا وليلاً.. إلى أن وصلنا إلى 15 أكتوبر.. وفيه بدأت ملامح خطة العدو الهجومية فى الوضوح!. القوة الأساسية لنيران مدفعيته موجهة إلى معابر الجيش المصرى على القناة لأجل تدميرها!. العدو فشل تمامًا فى هذا الأمر!. الأهم.. أن وحدات الاستطلاع المصرية.. رصدت عدة إشارات لاسلكية للعدو.. جميعها كانت عن تمام الاستعداد للهجوم!.

فى أغلب المعارك.. غالبًا ما يبدأ الاشتباك بهجوم خداعى!. يعنى.. مدفعية العدو تمهيدها النيرانى على كل الجبهة.. حتى لا نعرف اتجاه الهجوم الأساسى!. الساعة وصلت إلى الخامسة والنصف مساء 15 أكتوبر.. وبدأ هجوم خداعى على منتصف الفرقة 16 المتمركزة فى جنوب الإسماعيلية حتى الدفرسوار.. وفى الوقت نفسه الاشتباكات الخداعية التى بدأها العدو قائمة على امتداد الجبهة!.

ساعتان من نيران العدو الخداعية على امتداد الجبهة.. إلى أن وضح اتجاه الهجوم الرئيسى له فى السابعة والنصف مساءً.. وكان فى أقصى الحد الجنوبى للفرقة 16 عند الدفرسوار وليس تجاه وسطها!.

القتال بدأ فى السابعة والنصف مساءً واستمر طوال الليل!. العدو يهاجم ونيران الفرقة 16 توقفه فينسحب.. ليعاود هجومه ويفشل فينسحب!. الأمر تكرر عدة مرات.. إلى أن نجح فى مرة.. تسللت خلالها بضع دبابات له إلى المنطقة الإدارية للفرقة 16 ودمرت عددًا من عربات الشئون الإدارية.. إلا أن هذه الدبابات لم تنجُ بفعلتها!. صائدو الدبابات بالصواريخ فهد.. دمروها!.

أيضًا نجحت دبابات العدو فى الوصول إلى «المزرعة الصينية».. وهى نجحت لأن طبيعة هذه الأرض التى تقع على الحد الأمامى للفرقة 16 مليئة بالمصارف والترع الجافة.. أى مساحات أرض منخفضة عن بقية الأرض.. بما يسمح باختفاء أى مركبات أو دبابات فيها!.

المعركة التى دارت فى المزرعة الصينية ليلاً.. بين قوات فرقة مدرعة ولواء مشاة مصرى هو اللواء 16 من الفرقة 16.. هذه المعركة الشرسة خسر العدو فيها 70 دبابة.. وهذا الرقم هم من ذكروه فيما بعد.. وهم يتبادلون الاتهامات عن مسئولية المجزرة التى حدثت لدباباتهم وأطقمها فى هذه المعركة!.

المعارك لم تتوقف طوال ليل 15 أكتوبر!. العدو هدفه الرئيسى ثغرة يصل منها إلى الغرب!. نجح فى ذلك بعد منتصف الليل وقبل أن يأتى نهار 16 أكتوبر.. كان للعدو لواء مظلى مدعم بكتيبة دبابات فى الغرب من خلال البحيرات المرة!. العدو بدأ العبور فى الواحدة والنصف ليلاً.. وقبل أن يقوم بالعبور.. مدفعيته قامت بتمهيد نيرانى هائل ضربت فيه 70 طنًا من ذخائر المدفعية.. تجاه مزارع أشجار المانجو الكثيفة الموجودة غرب القناة.. والتى سيدخلها العدو للاختباء فيها بعد عبوره.. ولذلك دمروها بـ70 طن ذخائر.. لضمان ألا يبقى فيها كائن حى!.

الجزء الأول من الخطة تم!. ثغرة وصلت من خلالها قوات للغرب.. تختبئ فى الأشجار إلى أن يفتح شارون الممر الآمن فى الشرق.. لتتدفق قوات العدو إلى الغرب!. كلام سهل لكن التنفيذ صعب!.

شارون فشل تمامًا فى تنفيذ ذلك.. والهجمات المدرعة التى قام بها دمرتها القوات المصرية!. موشى ديان فى مذكراته حول هذه المعارك قال: تكبدت قوات شارون أبشع الخسائر وتعرضت لنيران العدو المهلكة وقتل 200 رجل وقتل جميع قادة سرايا أحد ألويته وتم استبدالهم مرتين!.

الفشل الإسرائيلى فى فتح ممر بالشرق وعمل رأس جسر عند القناة.. جعل الدولة الإسرائيلية فى موقف بالغ الصعوبة والدقة.. لأن اللواء المظلى وكتيبة الدبابات الموجودين فى غرب القناة.. وضعهم بالغ الخطورة ومعرضون للإبادة فى كل لحظة!.

بعد فشل شارون.. انهارت جولدا مائير وأعلنت لوسائل الإعلام.. أن لديها قوات صغيرة جدًا فى غرب القناة.. بينما فشلت باقى القوات فى الوصول إلى رأس الجسر على شاطئ القناة.. وبالحرف الواحد قالت: كل من حاول الاقتراب من رأس الجسر.. دمره المصريون!.

القتال لم يتوقف طوال يوم 16 أكتوبر واستمر طوال الليل.. وأعلن شارون فشله للمرة الثانية فى تحقيق المهمة المكلف بها.. صحيح هناك ثغرة تسلل منها لواء مظلى إلى الغرب مع كتيبة دبابات.. ولكن!.

هذه القوات المختبئة فى حدائق المانجو.. سيتم ذبحها ما لم تكتمل الخطة وتعبر إلى الغرب.. قوات المهمة الرئيسية!.

وبالمناسبة.. أول فشل لشارون.. كان يوم 9 أكتوبر وهو اليوم التالى للهجوم المضاد الذى تحطم يوم 8 أكتوبر وتحطمت معه أسطورة الجيش الذى لا يقهر.. وهذا ما دفع شارون لأن يستغل الموقف.. على أمل أن يثبت للشعب الإسرائيلى أنه المنقذ الوحيد.. ولكن!.

«دَبّور وزَنّ على خراب عِشُّه».. قام بهجوم.. خسر فيه ما تبقى من دبابات للعدو!. ما علينا!.

المعارك المستمرة طوال الليل.. شارك فيها مع اللواء الـ16 قوات من الفرقة 21 مدرعة.. وتم دفع اللواء 22 مدرع من الجيش الثالث للمعاونة فى صد هجوم العدو.. إلا أن اللواء المدرع المصرى وقع فى كمين للعدو نتيجة التحرك الخاطئ له.. وحدثت له خسائر كبيرة!.

العدو يحشد كل قواه لأجل إتمام المهمة!. طيران العدو عادت له قوته التى سلبها منه حائط الصواريخ المصرى حتى يوم 15 أكتوبر.. حيث لا تجرؤ طائرة للعدو على الاقتراب من قواتنا حتى 15 كيلو شرق القناة!. الثغرة التى حدثت ودبابات العدو التى تسللت إلى غرب القناة.. نجحت فى إحداث ثغرة فى حائط الصواريخ بمنطقة أبوسلطان!.

الذى حدث لحائط الصواريخ فى منطقة أبوسلطان.. حرر طيران العدو من نيران دفاعنا الجوى.. ومكنه من مهاجمة الفرقة 21 المدرعة.. فى هجومها المضاد يوم 17 أكتوبر على قوات العدو.. ولولا الطلعات الجوية المكثفة على الفرقة 21 ما بقى مظلى واحد حيًا من المختبئين فى أشجار المانجو!.

حتى الآن العدو فشل فى اختراق نطاق الفرقة 16 فى قطاع اللواء 16 وتحديدًا الكتيبة 16 منه!. لا ضرب المدفعية نجح ولا الهجمات المدرعة المتتالية فلحت فى فتح هذا الممر.. وهنا قرر العدو أن يؤدب الكتيبة 16 هذه بأشرس ما يملك!.

العدو قرر الاستعانة بالمظليين المشهورين بشراستهم.. لتأديب المصريين وإنهاء هذه المعارك وفتح الممر وإنشاء رأس الجسر!.

أنا لن أتكلم عما حدث.. لكن أستشهد هنا بكلام إسحاق مردخاى قائد الكتيبة 890 مظليين أو الوحدة الشرسة التى خاضت هذه المعركة ضد الكتيبة 16 المصرية!. فى مذكراته.. حول هذه المعركة قال إنه لا يستطيع أن ينسى أو يسامح قادة الجيش الإسرائيلى.. وما فعلوه به وبكتيبته وكيف أقحموه فى معركة رهيبة أمام رجال المشاة المصريين فى منطقة المزرعة الصينية!.

بالحرف الواحد يقول فى مذكراته: لسوء الحظ كانت ليلة 16 مقمرة يصعب التخفى فيها.. وفى النهاية وصلت الكتيبة إلى المزرعة الصينية.. لتكون المفاجأة المروعة!.

ملاحظة: تعليمات قائد الكتيبة 16 لرجاله الصمت النيرانى إلى أن يصل العدو للمكان.. غير مسموح بتقدمه مترًا واحدًا عنه!. الصمت النيرانى.. أحد أصعب القرارات التى تتطلب أعصابًا فولاذية وقلوبًا لا تعرف الخوف وجرأة لا سقف لها!. مقاتلو الكتيبة 16 فى أماكنهم والعدو يقترب ويقترب إلى أن أصبحت همهمة جنوده مسموعة لهم فى الظلام وهم بمنتهى الثقة والجرأة والشجاعة.. صامدون صامتون إلى أن يبدأ القائد المعركة بنيران سلاحه.. وحدث!.

يكمل إسحاق مردخاى قائد كتيبة المظلات كلامه بقوله: فى لحظة انفتحت علينا النيران وسقطت فوقنا القنابل من كل اتجاه. السرية الشمالية بقيادة ياكى.. أخبرنى بوجود قصف مكثف اعتقدت أنها وحدة إطلاق الصواريخ «ساجر».. ولم يخطر فى ذهنى وقتها حجم الفخ الذى وقعنا فيه!. فى أثناء تبادل إطلاق النيران أخبرنى ياكى بأنه أصيب.. ثم قتل وبدأت أسمع على اللاسلكى صوت قائد آخر غيره.. لكن سرعان ما أصيب هو الآخر واختفى صوته إلى الأبد.. وأصبح واضحًا أمامى أن السرية (ب) قد دمرت.. فطلبت من أهارون قائد السرية (ج) التوجه لمساندتها ولكن أهارون أيضًا قتل.. وفهمت ساعتها أننا أمام قوات مصرية ليست سهلة!.

ويكمل مردخاى الكلام قائلاً: طلبت القيادة على اللاسلكى وطلبت منهم مساندة المدفعية.. فقالوا لا يمكن لأن المدفعية مشتبكة فى قتال آخر عنيف!. طلبت دبابات.. قالوا لا يمكن الآن وبعد شرح صعوبة الموقف.. أرسلوا فى الصباح كتيبة دبابات مدعمة بالمدفعية يقودها المقدم إيهود باراك.. وعندما سألت باراك لاسلكيًا هل تعرف مكاننا فأجاب بالنفى.. وكان الوصول لنا أمرًا غاية فى الصعوبة لأن القوات المصرية تحاصرنا من كل جانب!.

كتيبة الإنقاذ فشلت فى الوصول إلينا.. واضطرت إلى فتح قنبلة دخان لأجل أن يعرف باراك مكاننا.. وما أن فعلت.. انهالت نيران المصريين علينا وعلى دبابات باراك التى حاولت إنقاذنا وفشلت وانسحبت.. وفى صباح 17 أكتوبر وصلنا لواءان مدرعان لإنقاذ ما تبقى!. قتل 38 جنديًا وضباطًا وأصيب 100 آخرون.. لقد كانت خسائرنا واحدًا من كل ثلاثة جنود!.

انتهى كلام قائد كتيبة المظلات الإسرائيلى.. وأقول أنا: المعركة التى دارت.. وبتعبير أدق.. المجزرة التى وقعت للمظليين.. كانت فى الواقع أدق وأصدق شهادة للمقاتل المصرى فى شجاعته وفدائه ورجولته!.

ملاحظة: هذه المعركة تحديدًا.. معركة الكتيبة 890 مظلات الإسرائيلية مع الكتيبة 16 مشاة باللواء 16 بالفرقة 16.. هذه المعركة من تبقى من المظليين أحياء.. ظهروا فى فيلم تليفزيونى وثائقى يحكون فيه قصة هذه المعركة وما حدث لهم فيها!. هذا الفيلم قمت بعمل ترجمة له.. بل وعمل دوبلاج له.. فى برنامج «دائرة الضوء» بقناة النهار.. وهو موجود فى القناة.. فيه شهادتهم هم لا كلامنا نحن.. على هزيمتهم وخسائرهم وفشلهم!.

هذه الموقعة الجبارة واحدة من معارك حرب أكتوبر العظيمة!. كتيبة مشاة مصرية.. تُمَزِّع أوصال كتيبتين للعدو!. واحدة مظلات والأخرى مدرعات.. ونلحق بهما هزيمة لا تنسى.. وكيف تنسى والقدر أرادها ذات مغزى لا ينسى لأن المعركة الرهيبة قادتها.. ثلاثة وزراء دفاع فيما بعد!.

قائد الكتيبة 16 المنتصر.. المقدم حسين طنطاوى.. وزير وقائد كتيبة الدبابات إيهود باراك وشارون .. وكلاهما تولى منصب وزير الدفاع الإسرائيلى!

أعود إلى تداعيات الخسائر الرهيبة للعدو فى المزرعة الصينية.. حيث كان رأى موشى ديان وزير الدفاع.. إيقاف عمليات القلب الشجاع.. نظرًا للخسائر الهائلة التى منيت بها القوات الإسرائيلية!.

كان هذا رأى ديان.. إلا أن جونين قائد الجبهة مع مصر.. أقنعه بقوله: بدأنا ولابد أن نستكمل العملية!.

الجنرال أليعازر قراره تنفيذ مهمة الاختراق فى الشرق بأى ثمن.. لأجل وصول فرقتين للغرب فى أسرع وقت!.

الممر الآمن الذى أرادوه.. حققوه فى ليل 17 أكتوبر بعد معارك طاحنة!. صباح 18 أكتوبر كان للعدو فى غرب القناة 2 لواء مدرع!. وكان للعدو هدفان هو واثق من تحقيقهما!. احتلال الإسماعيلية واحتلال السويس.. وبعدها يكون الكلام.. فهل تكلم العدو؟.

لا والله لم يتكلم.. لكنه صرخ!.


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: