من غير تمهيد ودون مقدمات أقول: إن كل المؤشرات حول شراسة الموجة الثانية من وباء كورونا باتت تعني بالنسبة لنا خطرا كبيرا وشرا مستطيرا يستوجب ضرورة التعامل معه بصراحة وأمانة ووضوح تحت رايات الحسم والحزم والصرامة.
دعونا من ترديد كلمات الوعي واليقظة والحذر التي لا تغني ولا تسمن في مواجهة جائحة تحصد الأرواح بمعدلات فاقت كل التوقعات في أكثر الدول تقدما وأوفرها إمكانيات مادية وطبية بالتحديد في أمريكا وأوروبا.
لنكن صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن الإهمال والتراخي وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو العنوان الأبرز للسلوك المجتمعي في بلادنا وتلك آفة متجددة في الثقافة المصرية والعربية ولا يمكن مواجهتها واحتواء مخاطرها بالمناشدة وإنما يتطلب الأمر إجراءات استثنائية لا تقل عن إجراءات الطوارئ في زمن الحروب وإن اختلفت الوسائل والتفاصيل.
في زمن الأوبئة والحروب لا تملك الأمم والشعوب ترف الرهان علي نشوء وعي مجتمعي مفاجئ يعود بالمخطئين إلي صوابهم فيسارعون بخلع ثياب الإهمال والاستهتار والتراخي ويرتدون حلل الجدية والانضباط والالتزام وإنما يتحتم علي السلطات المسئولة أن تأخذ بالحزم والشدة كل انتهاك للإجراءات الاحترازية التي لا تضر مرتكبيها وحدهم وإنما تشكل خطرا علي المجتمع كله!
وإذا كان البعض يحذر من مخاطر نشر الذعر حول حجم الجائحة ويدعو إلي نشر الطمأنينة فإن ذلك يمثل استهانة بالعقل والمنطق لأن خطر التهوين قد تكون كلفته فوق الطاقة وفوق الاحتمال ثم إن أول متطلبات نشر الطمأنينة هو التزام الحقيقة والتعامل مع الواقع والاعتراف بالخطر مبكرا وقبل فوات الأوان.
إن الحديث عن قرب توفير اللقاحات الواقية شيء محمود في كونه يوفر أملا مستقبليا ولكن صعاب الحاضر تتطلب التزاما صارما لا يمكن الاطمئنان إلي نجاعته إلا بقوة تطبيق القانون علي أى مخالفات وانتهاكات للضوابط المحددة في الإجراءات الاحترازية الواجبة!
وإذا كانت التحية واجبة لنزول الرئيس السيسي بنفسه إلي الشارع للالتقاء بالمواطنين والتحدث معهم مباشرة أمس الأول «الجمعة» خلال جولته التفقدية المعتادة في يوم العطلة منبها ومحذرا من خطورة عدم ارتداء الكمامات فإن علي الحكومة والأجهزة المعنية أن تلتقط الإشارة الواجبة من حديث الرئيس، وأن تتحرك علي الطريق الصحيح لتجنيب البلاد مخاطر محنة قاسية إذا استمر الاستهتار واستمرت الاستهانة بهذا الوباء اللعين، الذي بدأت حصيلته في حصد الأرواح تتصاعد وتستلزم وقفة جادة وحاسمة!
خير الكلام:
<< درهم وقاية خير من قنطار علاج!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: