قال فضيلة الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف كلاما مهما الاثنين الماضى أكدّ فيه أن الناس لن يحترموا ديننا ما لم نتفوق فى أمور دنيانا، وأشار إلى أن ثواب تعلُّم الطب لا يقلّ عن ثواب تعلم الفقه، وقال إننا نعمل على تعزيز الحريات الدينية، فلا إكراه فى الدين ولا على الدين، ونحن نُعزِّز مبدأ المواطَنة المتكافئة، وأكدّ أن دور العلماء البلاغ وليس الهداية والحساب، فأمرهما إلى الله تعالى، وأضاف أن الإسلام هو فن صناعة الحياة وليس صناعة الموت، وقال إن دور العلماء عمارة الدنيا بالدين وليس تخريب الدنيا بالدين، وأوضح أن كل ما يدعو إلى البناء والتعمير وسعادة البشرية يتفق مع مقاصد الأديان، وأما كل ما يدعو إلى الهدم والتخريب والفساد والإفساد فهو لا يصادف صحيح الدين، وإنما هو دور التنظيمات السرية التى لا تعمل إلا فى السر والخفاء، فمثل هذه الجماعات خطر على الدين والدولة معا.
وكما أن هذا الكلام المستنير مهم فى معناه، ومع الظرف العام الذى تعيشه الدول الإسلامية، فإن أهميته تزداد لأنه قيل فى افتتاح الدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين، المخصصة لتدريب الواعظات والأئمة، بأكاديمية الأوقاف المصرية، مما جعل الكلام تكليفا للمتدربات والمتدربين بطبيعة عملهم وفق رؤية وخطة الوزارة. وهو ما أيَّده الشيخ نصر الدين مفرح وزير الأوقاف السودانى.
والحقيقة أن هذه الاستنارة، ولكى تتوافر لها الظروف التى تساعد على تحقيقها، يلزمها أن يتزامن معها إصلاح فى المناهج التعليمية المقررة على الطالبات والطلاب الذين يتخرجون ليعملوا واعظات ووعاظا يُناط بهم هذه التكليفات. والأمثلة، فى الكتب الدراسية، التى تستحق التعامل معها بأقصى جدية، متوافرة فى دراسات ومقالات منشورة، وبعضها يتعارض مع مضمون ما يطرحه الدكتور جمعة. وهو ما يحتاج إلى جهود ضخمة تتعاون معا لتنقية هذه المقررات الموضوعة منذ سنوات عديدة. ومن المأمول أن تُفسَح الفرصة فى هذا العمل الكبير لكل من يمكنه أن يكون عونا على تحقيق الهدف، وفق الإطار المنفتح الذى تحدث به الدكتور جمعة.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: