تنبؤات العرافين لعام 2021 لا تسر عدوا ولا حبيبا!
العرافة البلغارية العمياء الشهيرة «بابا فانجا» التي تنبأت من قبل بهجمات سبتمبر 2001 وتسونامي اليابان 2004 ووصول ترامب للسلطة في أمريكا وانتشار «مرض خطير يكتسح العالم في عام 2020»، توقعاتها لعام 2021 تتناول أحداثا دامية تقف معها أحداث عام 2020 الذي سنودعه «بالقلل» عاجزة عن التعبير!
«بابا فانجا» التي سجلت قبل وفاتها عام 1997 تنبؤاتها للعالم حتى عام 2030، تتوقع كوارث طبيعية عظيمة تغير مصير البشرية، من بينها زلازل وحرائق، كما تتوقع «نهاية أوروبا» وفناءها بالكامل، بعد تعرضها للغزو والدمار، وسقوط دولها في أيدي «المتطرفين»، إثر هجمات كيماوية.
العرافة البلغارية تتوقع أيضا اغتيال الرئيس الروسي بوتين، وإصابة ترامب بمرض غامض يتسبب في فقدانه السمع وتعرضه لصدمة دماغية.
وأغرب ما توقعته لعام 2021 ظهور «تنين» قوي يستولي على البشرية جمعاء، دون أن توضح ما إذا كان هذا التنين حقيقيا، أم يرمز إلى دولة كبرى كالصين مثلا، أو جماعة، أو عفريت من الجن!
ووسط هذا الكم من الكآبة، تتوقع «بابا فانجا» اكتشافات علمية مذهلة، مثل ظهور علاج لمرض السرطان، واختراع قطارات طائرة، واكتشاف وجود حياة على كوكب آخر، ونجاح الإنسان في التواصل مع كائنات أخرى من عوالم خفية!
وتتشابه توقعات «بابا فانجا» مع توقعات الفرنسي نوستراداموس، أشهر منجم في التاريخ، والذي سبق أن توقع ظهور هتلر واندلاع الحرب العالمية الثانية وانتشار كورونا، فتنبؤات هذا الرجل - المتوفي منذ 454 عاما - لعام 2021 تشير إلى أن المسلمين أو العرب سيغزون أوروبا، بدليل ما ورد في كتاباته عن «الجمل الذي يأتي للشرب من نهري الدانوب والراين»، وقد يكون الجمل إشارة لتدفق المهاجرين واللاجئين من دول عربية إلى أوروبا.
كما يتوقع نوستراداموس أيضا اندلاع سلسلة حرائق هائلة تدمر الحياة في مناطق عديدة بأوروبا وأمريكا.
وباختصار، من يقرأ توقعات نوستراداموس لعام 2021، يرى أنه إذا كانت سنة 2020 بمثابة «فيلم رعب»، فإن 2021 هو ببساطة مجرد الجزء الثاني من الفيلم نفسه!
وبعيدا عن «بابا فانجا»، ونوستراداموس، لم تكن توقعات العرافين المصريين والعرب أفضل حالا.
فهناك عرافة عربية تتوقع عودة داعش من جديد، وانتشارا أكبر لكورونا، ومزيدا من الأمراض والأوبئة والزلازل، وحربا مدمرة تأكل الأخضر واليابس، وانقطاعا كبيرا في شبكة الإنترنت يؤثر على البشرية كلها، كما تتوقع محاولة اغتيال فاشلة لرئيس «عالمي»، ورحيل زعيم ديني كبير، وخضوع رئيس دولة كبرى للمساءلة أو المحاكمة، وتعرض فلسطين المحتلة لغزو من الحشرات الضارة والمؤذية، وانتفاضة جديدة في لبنان، وفضيحة لا أخلاقية لفنان شهير!
وعلى غرار العرافة البلغارية، توجد موسوعة تنبؤات آيرلندية تصدر بانتظام منذ عام 1697 اسمها «أولد مورز ألماناك»، نسبة إلى ثيوفيلوس مور الملقب بـ«مارلين الآيرلندي»، الذي كان يتمتع بقدرات خارقة في علوم الرياضيات والفلك والتوقعات الدقيقة.
وتنبؤات هذه الموسوعة قبل بداية كل عام كما يصفونها في آيرلندا «دقيقة بدرجة مخيفة»، فقد تنبأت في بداية 2019 بظهور «فيروس غير تقليدي يتحول إلى وباء في النصف الثاني من العام، وسيؤدي إلى لجوء كثير من البشر إلى العمل من منازلهم»، وقبل عام 2020، توقعت ترشيح الديمقراطيين في أمريكا جو بايدن للرئاسة، وكذلك فشل ترامب في الفوز بولاية ثانية، مع تشبثه بالسلطة لفترة طويلة، فضلا عن دخول العالم في حالة ركود اقتصادي، وكلها أمور حدثت تقريبا.
أما توقعات 2021، فمن بينها انشغال ترامب لسنوات مقبلة في محاولة تبرئة نفسه من تهمة تهدده بالسجن، فضلا عن انفصاله وميلانيا، وتضاؤل إقبال الأمريكيين والأوروبيين على التطعيم ضد كورونا، مما سيشعل مظاهرات في عدة مدن، بعضها يطالب بالتطعيم «الإجباري»، وأخرى ترفض التطعيم وتشجبه!
ومن بين التوقعات أيضا وقوع حادثة في بحر الصين الجنوبي تهدد الاستقرار في آسيا كلها، وكذلك نجاح دول كبرى في إنقاذ منطقة البلقان من حرب، ومحاولات جديدة لإحلال السلام في سوريا، فضلا عن اشتعال حرائق غابات في أوروبا تندلع شرارتها من مكان «غير متوقع»!
.. خيبكم الله جميعا!!
طبعا كل ما سبق مجرد عينات، ولكن نسردها لمجرد التسلية، لا لبث روح التشاؤم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعلم الغيب إلا هو، وقد يكون القادم أفضل، وقد يكون أسوأ، وليس أمامنا سوى التسليم بهذا أو ذاك، والنظر إلى نصف الكوب الممتليء، وإلا متنا خوفا، ويأسا.
وإذا كان 2020 مثلا هو عام كورونا، فهو أيضا عام لقاح كورونا، وعام أنهيناه ونحن ما زلنا نتنفس!
.. وهكذا تؤخذ الأمور!
لمزيد من مقالات هانى عسل رابط دائم: