رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
ومسئولية أردوغان!

هل بدأت الدائرة تضيق حول تركيا بسبب سياسات أردوغان المتهورة والتى أغضبت أهم حلفاء أنقرة فى الاتحاد الأوروبى ودفعت بالولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على تركيا تحت قانون «مكافحة أعداء أمريكا»؟.

ربما يبدو للوهلة الأولى من التدقيق فى بيان الخارجية الأمريكية أن السبب وراء فرض العقوبات على تركيا هو عدم استجابة أنقرة لنصائح واشنطن بضرورة قيام تركيا بالتراجع عن إتمام صفقة شراء نظام «صواريخ إس 400» التى أبرمتها مع روسيا ولكننى أعتقد أن ذلك الأمر ليس هو السبب الوحيد وراء هذا الموقف الأمريكى وإنما هو مجرد ذريعة ومبرر لمعاقبة السياسات التركية المتهورة التى خرج بها أردوغان عن حدود الخطوط المرسومة له سواء فى استفزازات شرق المتوسط أو التدخل الصريح فى أزمة إقليم كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا فضلا عن توسيع نطاق التمدد العسكرى خارج الحدود فى سوريا وليبيا بالإضافة إلى منازعة الوجود العسكرى الأمريكى فى قطر والمتمثل فى قاعدة العديد بالسعى لتطوير الوجود العسكرى التركى فى قطر من كونه مجرد حالة مؤقتة وطارئة إلى شراكة استراتيجية شاملة ودائمة!

نعم لقد ذهب أردوغان بسياساته المتهورة إلى أبعد مما هو مسموح له وتوهم أن الطفرة الاقتصادية التى شهدتها تركيا منذ مطلع الألفية الحالية هى من صنع يديه ونتاج عبقريته رغم أنه أول من يعلم أن ما حققته تركيا كان بفضل الاستثمارات الأوروبية الواسعة بضوء أخضر أمريكى ضمن مخطط أطلسى كان يراهن على إيجاد نموذج اقتصادى تحت الراية الإسلامية يساعد على إحياء فكرة حلف بغداد «القديم» التى كان يتبناها الرئيس الأمريكى الأسبق أيزنهاور فى مطلع الخمسينيات من القرن الماضى ولم يكتب لها النجاح آنذاك!

وهنا الكارثة الكبرى التى يقع فيها أمثال أردوغان من الحكام المغرورين الذين يصنعون الكذبة ثم يصدقونها ويتصور الواحد منهم أنه بات مركز قوة فى لعبة السياسة الدولية وبمقدوره أن يوسع من مساحات المناورة بين الكبار ويغير ويعدل فى تحالفاته ظنا منه أن ذلك سوف يساعده على بلوغ ما يريد من زعامة وتحقيق ما يشتهى لإعادة إحياء دولة الخلافة وعاصمتها اسطنبول!

ومن يتابع الشأن التركى بدقة ويتأمل فى دلالات ما يصدر على ألسنة أحزاب المعارضة يستشف أن قطاعا كبيرا من الشعب التركى لا يفهم ماذا يجرى وأدى إلى تراجع الاقتصاد التركى بصورة حادة جعلته أقرب إلى الانهيار.. بل إن بعض أصوات السياسيين المعارضين لسياسات أردوغان راحوا يستذكرون تحذيراتهم من خطورة التهور فى السياسات الخارجية وكيف أنهم قد بح صوتهم من كثرة ما تكلموا تنبيها وتحذيرا ولكن عناد أردوغان كان له الكلمة الفصل!

خير الكلام:

<< من الغباء الرهان على أحلام لن تتحقق أبدا!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: