رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خطأ دبلوماسى فادح

خطأ فادح وتصرف غير لائق ارتكبه السفراء الأوروبيون فى مصر.

فى الأعراف الدبلوماسية، مهمة السفير فى أى دولة، هى بذل كل الجهد فى سبيل توطيد العلاقات بين دولته والدولة التى تم انتدابه للعمل فيها.

ليس من أدوار السفير فى أى دولة فى العالم ازدراء الدولة الأخرى التى يعمل بها، والاستهزاء بقوانينها.

ليس من دور السفير فرض القيم والمفاهيم التى جاء بها من بلاده، ولا إلقاء المحاضرات، أو التصرف على طريقة «المندوب السامي» و«المستعمر القديم».

ما حدث فى الاجتماع «إياه» الذى شارك فيه سفراء ونواب سفراء ثلاث عشرة دولة أوروبية، أمر مرفوض، وغير مبرر، لإرضاء حفنة أفراد يصرون على العمل خارج القانون، على الأقل حتى الآن.

وأنا هنا أريد أن أوجه بعض التساؤلات إلى مجموعة من هؤلاء السفراء، وبكل الهدوء والاحترام، و«الدبلوماسية» :

> ستيفان روماتيه سفير فرنسا: هل كان هذا الاجتماع هو ردكم على الموقف القوى الذى اتخذته مصر، رئيسا وحكومة وبرلمانا وأزهر وشعبا، تجاه تطاول بلادكم على الدين الإسلامي؟ ولماذا كانت فرنسا هى الدولة الأولي، وأعتقد الوحيدة، التى «تعبت نفسها» وأصدرت بيانا رسميا بعد الاجتماع يدين انتهاك الحريات والحقوق فى مصر، رغم أنه مر شهر تقريبا حتى الآن دون صدور كلمة منكم، ولو حتى من «كلمتين وبس»، ترفضون فيها ازدراء الإسلام؟ هل حقوق «اتنين» «تلاتة» أهم لديكم من حقوق نحو مليارى مسلم؟

> الدكتور سيريل نون سفير ألمانيا الاتحادية: هل تسمح القوانين الألمانية بجلوس أى سفير أجنبى مع من يخالفون القانون عندكم؟ النازيون الجدد مثلا؟ معادو السامية؟ داعش؟ القاعدة؟ طيب ماذا فعلتم مع أردوغان الذى أطلق الإرهابيين على بلادكم؟ هل جلس سفيركم فى أنقرة مع أحد من حركة «خدمة»، أو مع أوجلان، أو مع أى من ممثلى الأكراد؟ ماذا فعلتم تجاه نظام يقتل ويسرق وينهب ويبتز، وإذا «عطس» مسئول فيه لا يساوى «تلات تعريفة»، ارتعدت أوروبا كلها؟

> رامون خيل كاساريس سفير إسبانيا: هل جلس السفير المصرى لديكم مع قادة الانفصال فى كاتالونيا أو فى الباسك حتى تعاملونا بالمثل؟ وماذا فعلتم مع من يحرض علنا على العنف والتخريب وقلب نظام الحكم فى مصر من إسبانيا؟ هل يتوافق هذا مع قوانينكم؟ هل يمكنكم قبول تصرف مماثل ضدكم من بلد آخر؟ وهل تتناسب هذه التصرفات أصلا مع دولة كانت من أولى المؤيدين والمتفهمين لثورة 30 يونيو؟

> جيامباولو كانتينى سفير إيطاليا: لو اتفقنا أن الحوار والتعاون وسيادة القانون والاحترام المتبادل هى الأساس لحل أى قضية خلافية بين بلدينا، وتحديدا قضية ريجيني، هل تعتقدون بأن مشاركتكم فى الاجتماع المذكور مع جماعة خارج القانون كانت بها أى شكل من أشكال الاحترام؟

> بول جارنييه سفير سويسرا: أين الأموال المصرية يا رجل؟ ألا تكفى تسع سنوات لإعادة الحق لأصحابه؟ أم أن بنوككم «ضربت عليها عواف» بحجة أننا لم نقدم «الورق المطلوب»؟ طيب لماذا الدفاع عن جماعة لا تملك أى ورق؟ ما الفارق هنا إذن بين سويسرا و«بتوع» توظيف الأموال؟!

> كريستيان بيرجر سفير الاتحاد الأوروبي: بدأتم عملكم فى القاهرة بنشاط ملحوظ، ثم صدر بيان عن حقوق الإنسان أعاد كل شيء إلى الوراء سنوات، فهل تعتزمون السير على نهج سلفكم إيفان سوركوش الذى لم يفعل شيئا طوال فترة عمله فى مصر، وهو الآن يكرس وقته لتغريدات الهجوم على مصر لهدف لا نعرفه، وكأنه «لجنة»؟

حضرات المعالى السفراء:

لماذا الغطرسة والإملاءات باسم حقوق الإنسان؟

لماذا التدخل فى شئوننا والإصرار على رؤية مصر من منظور ضيق وقاصر؟

لماذا الإصرار على احتقار دماء المصريين التى سالت وتسيل على أيدى أناس نفاجأ بأنكم تدافعون عنهم، ثم تصرخون عندما يرتكبون جرائم عندكم؟!

هل حاولتم بذل أى جهد فى قراءة تعليقات المصريين الغاضبة على صفحات سفاراتكم على فيسبوك وتويتر، لتعرفوا أين أنتم، وماذا تفعلون؟

لقد أحسنت وزارة الخارجية عندما أصدرت بيانها شديد اللهجة الذى تدين فيه التدخل فى شئوننا وترفض منح «حصانة» لأحد.

كما أحسنت وزيرة التضامن عندما أعلنت من داخل السفارة الأمريكية الأحد الماضى أن اللائحة التنفيذية لقانون الجمعيات الأهلية ستصدر قبل نهاية العام، وأنها ستحمل كثيرا من المزايا للجميع.

ستفرض مصر قوانينها على الجميع، وفقا لما تراه مناسبا لظروفها، ولن تضع أى اجتماعات أو بيانات من جماعات وبرلمانات وحكومات فوق أمنها القومى وسيادتها، ومن لا يعجبه ذلك، فى الداخل أو الخارج، فعليه أن يضرب رأسه فى أقرب حائط.


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: