رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أى عبقرية.. تلك التى صنعت كل هذا الخداع!

(فى تاريخنا وحاضرنا.. أيام وأسماء وأحداث وإيجابيات وإنجازات وأبطال وبطولات لا تُنسى ولا يجب أن تُنسى.. ومسئولية الإعلام أن يبعدها عن النسيان ويبقيها فى دائرة الضوء.. يقينًا لنا.. بأن الأبناء من نفس جينات الآباء.. قادرون على صناعة الإعجازات.. ويستحيل أن يفرطوا فى حق الوطن.. مهما تكن التضحيات).

الأيام الستة الأولى من أكتوبر 1973.. هى فى الواقع خلاصة ست سنوات شقاء من الإعداد والاستعداد والتدريب والمشروعات والمناورات.. وأى خطأ من أى نوع فى الأيام الستة المطلوب فيها دخول القوات والمعدات والأسلحة الثقيلة والكبارى إلى الجبهة.. يمكن أن يكشف نوايانا!. تناولت فى الأسبوع الماضى ما حدث فى الأيام الثلاثة الأولى واليوم أتحدث عن رابع أيام أكتوبر الخميس الموافق 8 رمضان.

فى هذا اليوم تم إبلاغ قادة الجيوش بموعد الحرب مع جدول توزيع التوقيت على المستويات المختلفة.. التركيز الأهم للقيادة.. رصد أى تحركات للعدو مخالفة لتصرفاته المعتادة.. إلا أن!.

يبدو فعلاً أن المصايب ماتجيش إلا من القرايب على رأى المثل الشعبى!. فى هذا اليوم.. وقعت مصيبتان والعياذ بالله!.

الأولي: تسبب فيها صديقنا وسندنا.. الاتحاد السوفيتى!. كيف؟. القيادة المصرية السورية ارتأت ضرورة إبلاغ السوفيت بأمر الحرب.. حتى لا يفاجأ بها مثل الآخرين وهو الداعم الأساسى للسلاح والمعدات والذخائر وتجاهله فى أمر مثل هذا.. مؤكد سيجعل السوفيت يأخذون موقفًا سلبيًا تجاهنا فى هذا الوقت الدقيق!. تم الاتفاق أن تقوم سوريا بعملية الإبلاغ من خلال السفير السوفيتى فى دمشق.. وحدث.. فماذا كان رد فعل السوفيت؟

أرسلوا يوم الخميس 4 أكتوبر العديد من الطائرات إلى القاهرة ودمشق لأجل ترحيل أسر المستشارين السوفيت!. الله وحده الأعلم بنوايا السوفيت.. إلا أن تصرفهم جاء منافيًا لكل الأعراف السياسية فى مثل هذه المواقف!. طبعًا.. الطائرات التى جاءت لترحيل الأسر السوفيتية.. صوت وصورة على الهواء.. والدنيا كلها عرفت الحدوتة!. هل فعل السوفيت هذا لتبرئة أنفسهم أمام أمريكا وإسرائيل وبقية دول العالم.. أم أن الإجراء «قرصة ودن» لمصر التى استغنت عن الخبراء العسكريين السوفيت!.

المصيبة الثانية.. من وزير الطيران.. الذى أصدر تعليماته إلى شركة مصر للطيران.. بوقف رحلاتها ونشر طائراتها فى مطارات دول عديدة لتأمينها من أخطار الحرب!. الحمد لله.. تم إلغاء القرار وعادت رحلات مصر للطيران الطبيعية صباح 5 أكتوبر دون أن يتنبه العدو.. وانتهى اليوم على خير!.

>> الجمعة الخامس من أكتوبر التاسع من رمضان.. فى هذا اليوم كل ما هو مخطط له مسبقًا يتم بمنتهى الدقة.. خاصة بعدما تم إبلاغ قادة الجيشين وقادة التشكيلات بساعة الصفر وفقًا للجدول الذى نظم مواعيد إبلاغ موعد الحرب للرتب المختلفة.. على ضوء دراسات مستفيضة.. تضمن أقصى درجات السرية.. وأيضًا توفير الوقت المناسب لهذه الرتب.. لعمل الترتيبات النهائية للحرب بعد إبلاغها بموعد الحرب!. على كل المستويات فى مختلف الأسلحة.. الكل ينفذ ما هو مطلوب منه من إجراءات مع الالتزام التام بإجراءات السِّرِّيَّة.. وأيضًا!.

الكل.. كل من عرف موعد الحرب.. كل تركيزه على شرق القناة.. للوقوف لحظة بلحظة على تصرفات العدو.. وهل فيها ما يشير إلى اكتشافه دخول المعدات الثقيلة والأسلحة إلى الجبهة!. هذا القلق الهائل للقيادة والقادة الكبار.. راجع لتأكدنا من أن العدو لو اكتشف دخول الكبارى والمعدات والأسلحة الثقيلة إلى الجبهة.. ليس أمامه إلا القيام بضربة إحباط استباقية.. وضاعت المفاجأة وفشلت كل خطط الخداع!. الذى ضاعف حجم قلق القيادة.. حالة السكون تلك التى عليها العدو.. والتى فجرت أسئلة لم تجد حلاً؟.

هل العدو لم يشعر أو يلاحظ أو يرصد ما حدث ويحدث بداية من أول أكتوبر وعلى مدى خمسة أيام؟. هل دخول المعدات الثقيلة إلى الجبهة لم يلاحظه العدو؟. إن كان الأمر كذلك.. فهل إجراءاتنا على هذه الدرجة العظيمة من السِّرِّيَّة؟. أم أن العدو شعر وعرف ويخطط لعمل عسكرى مضاد.. ومحاط أيضًا بأقصى درجات السرية؟.

الحرب بعد ساعات.. وكلما اقتربت ساعة الصفر تضاعفت الضغوط وتضاعف القلق.. إضافة إلى القلق الهائل من أن يكون العدو واكتشف نوايانا!. الشيء الوحيد المطمئن للجميع.. أن كل مراحل الاستعداد والإعداد مرت بسلام حتى اللحظة بحمد ومشيئة الله.. وطالما العدو لم يعلن التعبئة حتى الآن والمتبقى على الحرب يوم.. فقد نجحنا فى تحقيق المفاجأة وأن اقتحام القناة سيتم فى أمان!.

لضمان تأكد القيادة العامة من سلامة تنفيذ الإجراءات على الطبيعة فى الميدان.. توجه الفريق الشاذلى صباحًا إلى الجبهة.. واجتمع مع قائد الجيش الثالث ثم مع قائد الجيش الثانى.. لمراجعة الخطة وتذليل أى عقبات وشد الأزر.. وعاد للقاهرة وطمأن القيادة السياسية إلى أن كل الأمور تسير وفقًا لما هو مخطط لها.. وأننا فى طريقنا إلى تحقيق المفاجأة على كافة المستويات فى كل الاتجاهات!.

>> مازلنا فى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر.. فى إسرائيل كان نبأ ترحيل أسر المستشارين السوفيت.. الحلقة التى أمسكت بها المخابرات الإسرائيلية.. وشكوكها فى أن شيئًا ما سيحدث!. رئيس الموساد تسيفى زامير اضطر إلى السفر للندن لمقابلة من أطلقوا عليه لقب العميل المأمون.. الذى لديه معلومات بالغة الأهمية!. تمت المقابلة فى العاشرة مساء الجمعة 5 أكتوبر.. وحصل رئيس الموساد على المعلومات.. وفى نفس الوقت.. هناك فريق تحليل للصور الجوية.. يدرس صور استطلاع جوى قام به العدو للجبهة فى صباح نفس اليوم الجمعة.. وثبت منها وجود حشود مصرية خاصة للمدفعية!.

فى التاسعة صباحًا عقد موشى ديان وزير الدفاع اجتماعًا فى مكتبه حضره رئيس الأركان وأعضاء القيادة العامة.. حيث قدم الجنرال أليعازر رئيس الأركان تقريرًا أوضح فيه أسباب الحشود المصرية على الجبهة.. وأنها فى الغالب راجعة إلى شَدِّة أعصاب المصريين.. أو لأنهم يخشون منا.. ولهذا يعززون قواتهم.. أو أن لديهم نوايا عدوانية!. وبالنسبة إلى ترحيل عائلات الروس.. فقد يكون الأمر نوعًا من التعبير عن غضب السوفيت من التصرفات المصرية!. وقد يكون هناك خلاف سياسى بين الروس والسوريين!. حول هذه النقطة أضاف ديان: ربما يكون إقدام الروس على ترحيل أسر المستشارين.. خوفًا من هجومنا عليهم!.

فى نهاية الاجتماع قرر رئيس الأركان إلغاء الإجازات على الجبهتين المصرية والسورية.. وإعلان حالة الطوارئ فى سلاح الطيران!.

الاجتماع وضع فى الحسبان اعتبارين مهمين ولذلك لم يفكروا فى التعبئة!. الغد هو عيد الغفران.. والخوف من حدوث فزع فيما لو قرروا التعبئة!. والاعتبار الثانى.. ماذا سيكون رد فعل العالم وتحديدًا أمريكا.. فيما لو تم استدعاء الاحتياط بصورة علنية.. بما يعنى الحرب!.

فى الحادية عشرة والنصف عقد اجتماع مجلس الحرب برئاسة رئيس الوزراء. القادة العسكريون قدموا تقاريرهم وتفسيرهم للموقف. طرحوا كافة الاحتمالات.. إلا أنهم اختاروا أن يطمئنوا أنفسهم!. ديان أكد لمجلس الحرب بالحرف الواحد قوله: «أى عامل مفاجأة يستندون عليه.. سيعلمون بالتأكيد أنه ليس قائمًا»!.

ملاحظة: من هذه اللحظات وإلى ما بعد إعلان مصر الحرب.. بل وحتى صباح يوم 8 أكتوبر الذى حددوه للهجوم المضاد.. الغرور سيطرته كاملة على العدو!. ثقتهم لا تقبل أى شك فى قدرتهم على تدمير القوات المصرية التى دخلت سيناء.. وأى قوة على الأرض ليس بإمكانها وقف الدبابات الإسرائيلية!. قناعتهم تامة بأنهم يملكون جيشًا لا يقهر!. الصورة الذهنية المعششة فى نافوخهم.. دبابة واحدة كفيلة بردع لواء من المصريين!. عجلة الزمن أوقفت تفكيرهم عند ما حدث بسيناء فى 5 يونيو والأيام التالية التى شهدت فوضى الانسحاب!.

هم معذورون فى كل ما يعتقدون.. لأنهم لم يعرفوا ولن يعرفوا.. أن جيش مصر خير أجناد الأرض.. وأن الذى حدث فى يونيو 1967 أراده الله لأجل أن نتنبه إلى ما يجب أن يكون عليه جيش مصر.. وهزيمة يونيو كانت أعظم درس.. لأجل إعادة بناء أعظم جيش.. وعندما حدث هذا تحقق ذاك الانتصار العظيم فى أكتوبر 1973.. وعندما قرأت القيادة السياسية من ست سنوات الصراعات الإقليمية المنتظرة.. كانت النقلة النوعية الجبارة فى إعداد وتسليح جيش مصر.. الذى انتقل من كونه قوة عسكرية محلية إلى المكان والمكانة التى يجب أن يكون عليها جيش مصر الذى أصبح قوة عسكرية إقليمية جبارة وضمن العشرة جيوش الكبار فى العالم!.

وأعود إلى مجلس الحرب الإسرائيلى.. المقتنع تمامًا بعد كلام وزير الدفاع.. حتى وإن فكرت مصر وسوريا فى الحرب.. فلن يعرفوا فى حياتهم بعد ذلك إلا الندم!.

فى المساء جولدا مائير استدعت رئيس الأركان فى منزلها.. بصفته عسكريًا محترفًا.. ليجيب لها عن سؤال يحيرها ويقلقها: هل لدى المصريين إمكانية العبور؟. وأضافت: السؤال نفسه طرحته فى الصباح على الجنرال حاييم بارليف فقال: هذا الأمر مستحيل.. وأنه جهز القناة بوسائل إشعال تحرق كل من يقترب منها!. انتهت مائير من كلامها ورد عليها الجنرال إليعازر رئيس الأركان قائلاً: إن عبور المصريين فيه استحالة.. وقد وضعنا حسابنا فيما لو حدث!. ثم إن المصريين متدينون بطبيعتهم.. فكيف يقاتلون فى شهر رمضان.. وعمومًا الحالة هادئة على ضفتى القناة!. وفعلاً كانت الجبهة هادئة ومرت ساعات اليوم الخامس من أكتوبر على خير.. وأصبحت الساعات المتبقية على ساعة الصفر.. كل ثانية منها بالغة الأهمية!.

>> السبت السادس من أكتوبر العاشر من رمضان..

فى القاهرة صباحًا.. كل شيء جاهز لتنفيذ العملية!. مع شروق الشمس تم إبلاغ قادة السرايا والفصائل بساعة الصفر!. فى الثامنة صباحًا.. القادة والضباط من جميع الرتب.. ضبطوا ساعاتهم على دقات الثامنة من ساعة جامعة القاهرة عبر الإذاعة! اعتبارًا من هذه الساعة.. تعتبر مراكز القيادة على مستوى القيادة العامة والجيوش.. مناطق محظورة لا يسمح الدخول لها أو الخروج منها!.

مابين الثامنة والعاشرة إلا الربع صباح هذا اليوم التاريخى 6 أكتوبر 1973 الرئيس السادات فى قصر الطاهرة بمفرده وسؤال واحد فى رأسه: هل توجه إسرائيل ضربة إجهاض بالطيران ضد الجبهة المصرية قبل الموعد المقرر للهجوم عليهم.. بهدف تشتيت وبعثرة هذا الهجوم؟.

الثالثة فجر 6 أكتوبر فى إسرائيل.. مدير الموساد يتلقى مكالمة من رئيس الموساد الموجود فى لندن ليقابل «العميل المأمون»!. رئيس الموساد فى مكالمته قال: مصر وسوريا ستشنان هجومًا على إسرائيل قبل غروب شمس ذلك اليوم!. عجلة الحرب بدأت تدور على الجبهة الإسرائيلية.. مائير عقدت اجتماعًا فى الثامنة صباحًا انتهى إلى أربعة قرارات:

الأول: تعبئة مابين 100 إلى 150 ألفًا من الاحتياطى إضافة إلى الجيش النظامى.. والطيران فى حالة طوارئ ومعبأ من قبل!. وحول هذا القرار قالوا: إن التعبئة لم تأت فى الوقت المناسب من وجهة النظر الإسرائيلية.. إلا أنها لم تأت بعد فوات الأوان!. القرار الثاني: إخلاء النساء والأطفال من الجولان!. الثالث: النظر فى اقتراح رئيس الأركان بتوجيه ضربة وقائية ضد سوريا!. اعترض وزير الدفاع على الفكرة.. لأن الضربة ضد سوريا وحدها.. وأنها تستهدف القواعد الجوية فقط دون الدفاع الجوى.. وبالتالى لا فائدة تذكر منها!. الاقتراح الرابع: تحذير مصر وسوريا عن طريق أمريكا من مغبة الحرب!. جولدا مائير استدعت السفير الأمريكى فى إسرائيل لنقل رسالة للبيت الأبيض عن نوايا مصر وسوريا توجيه ضربة ضد إسرائيل التى ليس لها نوايا عدوانية تجاههما.. وأن الرئيس الأمريكى نيكسون إن أراد التأكد من المعلومة يمكنه ذلك!. وفى نفس الوقت أبلغت رئيس الوزراء.. وزير خارجيتها أبا إيبان الموجود فى نيويورك.. لإبلاغ نفس الرسالة إلى المسئولين الأمريكيين.. لينقلوها إلى السادات عن طريق السوفييت!. وفعلاً كيسنجر وزير خارجية أمريكا.. اتصل بوزير خارجية مصر الموجود وقتها فى نيويورك فى الثانية إلا الربع بتوقيت القاهرة.. يرجوه ألا تقدم مصر.. على مثل هذا العمل!. يبدو أن كيسنجر اتصل متأخرًا بوزير خارجيتنا.. لأن الساعة كانت الثانية إلا ربع يوم 6 أكتوبر.. والحرب بعد ربع ساعة!.

القاهرة ظهرًا.. فى الثانية عشرة ظهرًا تم إبلاغ الجنود بساعة الصفر التى ستكون بعد ساعتين!. قرابة نصف المليون مقاتل على امتداد الجبهة بمواجهة 170 كيلومترًا!. روعى إبلاغ الجنود قبل ساعتين من الحرب.. خشية أى ردود فعل حماسية تكشف نوايانا فى الوقت المتبقى على ساعة الصفر.. لذلك كانت الـ120 دقيقة من الساعة 12 وحتى الثانية ظهرًا.. تتطلب قمة السيطرة من القادة على اختلاف المستويات.. وكانت التعليمات الصارمة.. ألا يظهر مقاتل بلبس الميدان على الجبهة.. وبمجرد ارتدائه لا يغادر خندقه إلى أن تبدأ الضربة الجوية!. أى معدات أو أسلحة تستمر على أوضاعها دون أى تحريك لها إلى أن تخرج أول دانة مدفع فى التمهيد النيرانى!. كانت هناك 100 مصطبة على الساتر الترابى الذى أقمناه فى الغرب.. سوف تحتلها الدبابات لتأمين العبور.. ولذلك كانت التعليمات مشددة لا تتحرك دبابة إلا بعد بدء ضرب المدفعية!.

رغم الأوامر الصارمة بالسيطرة على مشاعر المقاتلين بعد إبلاغهم بساعة الصفر.. إلا أن طاقم دبابة فى القنطرة.. حماسه للحرب أنساه التعليمات.. ليطلق نيرانه على عربة استطلاع للعدو ودمرها.. ومن حسن الحظ أن الأمر تم قبل ساعة الصفر بدقائق.. وقبل أن يتدارك العدو ما حدث لعربة استطلاعه أو يفكر فى الرد.. كانت الضربة الجوية بدأت!.

فى هذه اللحظات الفارقة.. أنقل لحضراتكم المشهد الذى كان عليه خط النار أو جبهة القتال حتى الثانية ظهرًا موعد الحرب!. خطة الخداع العبقرية قائمة لآخر ثانية على موعد الحرب!. خطة جعلت لجبهة القتال شكلاً ومضمونًا!. الشكل حالة سكون ونوعية سلوكيات.. من يرصدها يتأكد يقينًا أن هؤلاء الناس مستحيل أن تكون فكرة الحرب طرأت على ذهنهم!. جنود بيلعبوا كورة.. وسط تشجيع وصراخ لا يتناسب مع الكورة التى يلعبونها!. لكن الصوت العالى والضجيج مطلوب أن يسمعه العدو فى الشرق.. ليطمئن!. ويطمئن أكثر وهو يرصد من يغسلون هدومهم.. والناس إللى رايحة والناس إللى جاية!. هذا السيناريو بهذا الشكل.. يجعل من يراقب ويستطلع.. ينسى اسمه!.

هذا هو الشكل المرئى من الشرق.. أما المضمون الذى خدعنا العدو به.. فوق الـ80 ألف مقاتل رابضون فى الخنادق و2000 مدفع تحت التمويه و3000 طن ذخيرة وكل معدات المهندسين الثقيلة و81 طلمبة مياه نفاثة لزوم تمزيع الساتر الترابى ودبابات بلا عدد وفى الخلف حائط صواريخ رهيب.

اللحظـــة التى ننتظرهـــا من ست سنين.. انطلــق العـــد التنازلى لها.


لمزيد من مقالات إبراهيـم حجـازى

رابط دائم: