رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الرئيس عباس.. إخوانك لن يصبحوا أعداءك

بداية هذه هي رسالتي الثانية للصديق الرئيس محمود عباس الذي تعارفنا والتقينا كما ذكرت في المقال قبل الماضي في نهاية عام 1991 وتلقيت منه طيلة الاشهر الماضية اكثر من تهنئة ورسائل شكر وامتنان حول مشاركتي كالعادة يوميا عبر بعض الفضائيات العربية والدولية الكبري وكذلك تليفزيون فلسطين بشأن تأييد ونصرة القضية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية وانطلاقا من تلك العلاقة والمودة التي تجمعنا سنوات طويلة فليسمح لي الرئيس عباس ان أصارحه القول أن المنهج والتعاطي الفلسطيني مع الاختراق الذي حدث بشان الاتفاق الاماراتي - الاسرائيلي منذ 13 اغسطس الماضي وكذلك الحال للاتفاق البحريني - الاسرائيلي الذي تم التوصل اليه بشكل مفاجئ ليلة الجمعة الماضى والذي سيتم التوقيع عليه ايضا في نفس توقيت الاتفاق الأول في البيت الأبيض وبرعاية ومشاركة الرئيس الامريكي حيث سيكونا الحادثين الابرز طيلة هذا الاسبوع في العالم وربما لأسابيع قادمة حيث رد الفعل الفلسطيني كانت تنقصه الكياسة السياسية والعقلانية والواقعية في التعاطي مع مجمل تلك التطورات الجديدة.

وربما يذكرني برد الفعل المماثل في التعصب والتشنج والانفلات الذي بلغته القيادة الفلسطينية والرئيس عرفات انذاك مع خطوة الرئيس الراحل العظيم انور السادات بزيارة تل أبيب ومن ثم توقيع اتفاق كامب ديفيد وأعتقد انه لو كان الجانب الفلسطيني تعاطي بروية وحكمة وقتها لما كنا وصلنا الي هذا المآل وتلك النهايات التعيسة التي أضاعت الأرض والحق ولكن لاسامح الله اصحاب بطولات الصمود والتصدي في بعض الفصائل الفلسطينية والزعماء في بعض عواصم سوريا والعراق واليمن وغيرها وقتذاك ولكن من اسف تلك الخطابات والعنتريات مازالت سائدة واصحابها مازالوا يعيشون في كهوف الخمسينيات والستينيات وتوقفوا عند نهاية السبعينيات ولم يتعلموا بعد من دروس التاريخ، ويستلهموا عبره ولم يرق الي مسامعهم بعد ان حقائق التاريخ والجفرافيا السياسية في الاقليم والعالم اجمع قد تغيرت والمعطيات والاوضاع الجيو سياسية في المنطقة قد تبدلت.

ومن اسف لم تنظر السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وكل الفصائل وقوي الثورة والقوميون العرب وبقايا انصار جبهة الصمود والتصدي في عواصم عربية بعين الرضا الي ما استطاعت دولة الامارات العربية ان تحققه لمصلحة الفلسطينيين نظير هذا الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي ومافعلته من أجل تحقيق هذا الاختراق في جدار ازمة الصراع العربي ـ الاسرائيلي خاصة التسوية الفلسطينية - الاسرائيلية المتوقفة منذ اتفاق اوسلو في سبتمبر عام 1993 وفي ضوء استمرار كل تلك السيناريوهات الانتحارية يوميا أمام الأشقاء الفلسطينيين استطاعت دولة الامارات العربية في لحظة فارقة ان تحدث هذا الاختراق من اجل انقاذ البقية الباقية للفلسطينيين والعرب بعد جملة حقائق وانكسارات مروعة ومزلزلة في العالم العربي والاقليم طيلة السنوات العشر الماضية جعلت القضية الفلسطينية في قعر الاهتمام العربي والاقليمي والدولي ومن هنا جاء الحراك الاماراتي الذي انطلق من ثوابت الحفاظ علي الحقوق العربية والفلسطينية وكان آخرها أسس وقرارات القمة العربية في بيروت عام 2002 بجعل السلام خيارا استراتيجيا للعرب والمنطقة والارض مقابل السلام.

وللحقيقة والتاريخ نجحت الإمارات العربية في المقايضة علي اي علاقات او معاهدات سلام مع اسرائيل مقابل وقف الضم الاسرائيلي لثلث أراضي الضفة الغربية ونهر الأردن وكذلك الإبقاء علي حيوية مطلب اقامة الدولة الفلسطينية والتمسك بالعودة لمفاوضات التسوية الفلسطينية في الوقت الذي فشل فيه المجتمع الدولي والرباعية الدولية دون مواربة في القول في وقف الضم او إحداث اي اختراق لعودة تلك المفاوضات منذ سنوات طويلة وبالتالي يمكن للامارات العربية بالتعاون مع الدولة الكبري في الإقليم, مصر, والتي يربطها اتفاق سلام مع تل أبيب وتملك مقومات ومؤهلات الحضور والتأثير حاليا في رسم خرائط الإقليم وفرض الحلول وكذلك الأردن ثاني دولة يجمعها اتفاق سلام مع اسرائيل ان يحلحلوا الأمور نحو الضغط باقامة الدولة الفلسطينية في الفترة المقبلة كما يجب ألا ننسي ان الدول الاربع تلك ستكون خير ظهير سياسي للفلسطينيين في المرحلة القادمة.

الصديق الرئيس محمود عباس لا أخفي عليك شدة انزعاجي وحزني وعتبي لخطابات التخوين والتراشق التي في غير محلها وتوقيتها والتي خرجت من قبل السلطة والفصائل والمجاميع الفلسطينية تجاه كل من الجامعة العربية ودولة الامارات العربية في الفترة الاخيرة فمهما اختلفت طرق ووسائل المعالجة والإنقاذ وسرعة الوصول الي الاهداف والمقاصد وان كانت كلها تهدف لسرعة انقاذ ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين فما كان يجب ان تذهب الي هذا المدي فهؤلاء كلهم في الجامعة والامارات والبحرين وغيرهم في شتي العواصم العربية إخوانك وبالتالي لايمكن لاخوانك ان يصبحوا أعداءك وكل مايفعله وفعله السيد احمد ابو الغيط الامين العام للجامعة عبر تاريخه السياسي العتيد والتليد لأكثر من خمسين عاما من النجاح والتألق كان ومازال لمصلحة الفلسطينيين وكذلك دولة الامارات العربية والشيخ محمد بن زايد تسعي وتتعاون وتتحرك بجدية مع مصر والأشقاء في الخليج من أجل جعل الحياة والدولة والعلم والنشيد للفلسطينيين أمرا حتميا وممكنا علي ارض الواقع في 2021.


لمزيد من مقالات أشرف العشرى

رابط دائم: