رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من «رامى» إلى «العريان» حتى «عزت»..
«رويترز».. أسوأ استغلال لـ«حكايات» حقوق الإنسان فى مصر

هانى عسل

لم يكن النشطاء المؤيدون للدولة المصرية، يدركون وهم يتبادلون التعليقات الساخرة من مشهد القيادى الإخوانى محمود عزت مقبوضا عليه لدى وزارة الداخلية وأمامه كوب من الماء وليس من العصير، كما ظهر معتقلون سابقون لدى ضبطهم، أن هناك من وسائل الإعلام العالمية المرموقة تتعامل مع هذه الجزئيات الصغيرة و«التافهة»، على اعتبار أنه مبررا لتوجيه الانتقادات واللوم للسلطات المصرية فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان والسجناء.

ففى تغطيتها لنبأ القبض على القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية، تعاطفت وكالة «رويترز» للأنباء مع عزت وجماعته بصورة فجة، إذ قالت إنه «ظهر فى صورة وزعتها الداخلية .... وقد بدا هزيلا منهكا ويرتدى (تى شيرت)»، على الرغم من أن الداخلية لم تكن المسئولة عن هزال وتعب عزت المختبيء منذ سبع سنوات!

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قالت الوكالة فى سياق تقريرها نفسه الذى بثته يوم 28 أغسطس الماضي، إن «السلطات المصرية تتهم جماعة الإخوان بالترويج للتطرف والتخريب، وهى اتهامات تنفيها الجماعة»، وكأنها تعقد مقاربة متوازنة بين جهتين متنازعتين، الأولى هى الدولة المصرية، والثانية هى جماعة إرهابية محظورة!

واستمرارا فى هذا التوازن المختلق، والموضوعية الزائفة، التى تتمسح فيها الوكالة، حرص التقرير على بث تعقيب الجماعة على اعتقال القائم بأعمال مرشدها، فقالت إن بيان للجماعة ندد باعتقال عزت، قائلا إن السلطات المصرية تلاحقه «بتهم سياسية زائفة»، وأن الجماعة «قادرة بتماسكها والحفاظ على وحدة صفها أن تتخطى تلك الضربات والتحديات»!

حدث الأمر نفسه فى واقعة وفاة القيادى الإخوانى عصام العريان داخل محبسه، فقد كانت وفاته فرصة للترويج للادعاءات بشأن سجل مصر الحقوقي.

وبشكل عام، ما زالت وكالة «رويترز» تصر، سواء مع عزت أو مع العريان، على استغلال ملف حقوق الإنسان فى توجيه انتقادات إلى السلطات فى مصر، فضلا عن تبنيها رواية جماعة الإخوان التى تتهم وزارة الداخلية بتعمد احتجاز عناصرها فى ظروف وأوضاع إنسانية دون رعاية صحية كافية، الأمر الذى يعكس نجاح الإخوان فى استغلال مؤسسة إعلامية كبرى مثل «رويترز» فى أن تكون منصة إعلامية لهم لاستغلال مثل هذه الحوادث العرضية، وبعض الجزئيات التافهة، لشن حملة حقوقية تستهدف مصر.

وكانت «رويترز» قد تناولت أيضا، وفى السياق نفسه، واقعة تعرض ناشط مدافع عن المثلية الجنسية للاعتداء، بوصفها نموذجا على تراجع سجل مصر الحقوقي. ففى تقرير بثته بتاريخ 12 أغسطس 2020، بعنوان «النشطاء المدافعون عن حقوق المثليين يدعون فيسبوك للتحرك سريعا بشأن خطاب الكراهية باللغة العربية»، ذكرت الوكالة أن شخصا يدعى «رامي» تعرض للضرب فى شوارع الإسكندرية فى أوائل يوليو الماضى من قبل رجال يقول إنهم بدأوا فى التحرش به عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بسبب مثليته، ثم قاموا بملاحقته فى الحياة الفعلية، وأضافت الوكالة أن التحرش بدأ بعد نشر مقطع فيديو «تيك توك» للمذكور أمام علم المثليين على الفيسبوك دون علمه، مما أدى إلى تلقيه مجموعة من رسائل التهديد، وأضاف أنه تم تجاهل عدة مناشدات لشركة «فيسبوك» لإزالة ما هو منشور، فيما تزايد الضغط على الموقع للتصرف بشكل أسرع إزاء التهديدات على الإنترنت للمثليين والمتحولين جنسيا فى مصر وأماكن أخرى بالشرق الأوسط، بحسب تعبير الوكالة.

يحدث ذلك كله فى الوقت الذى تتجنب فيه «رويترز» نفسها إبراز وجهات النظر المنتقدة لتعامل السلطات التركية مثلا مع ملف حقوق الإنسان، والذى يمتليء بالانتهاكات والجرائم الحقيقية، حيث تكتفى بالتناول الخبرى فقط لتلك الأحداث، والتى كان آخرها اعتقال الشرطة التركية لـ25 سيدة من المتظاهرات ضد انسحاب حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتزعمه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من اتفاقية دولية تهدف إلى حماية المرأة من العنف الأسري، فى تصرف أقل ما يقال عنه إنه «عنجهية» و«تصلف»، من جانب نظام تتزايد فى عهده معدلات جرائم قتل النساء فى أحداث العنف الأسري، وسط تقاعس الدولة عن سن قوانين لحمايتهن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق