للقبائل العربية بمصر عاداتها وتقاليدها على مر العصور ..والفخر والتباهى بينهم فى أبسط أمور الحياة.. أمر متأصل فى صغيرهم وكبيرهم ولا معيار له ..فتن قديمة تغلفها الجاهلية البغيضة وتتحكم فيها النفوس الضعيفة وتتملكها الصدور السوداء التى تنفخ فى الكير حتى ينال من نيرانها الملتهبة الجميع بلا تفرقة ما بين الجاهل والمثقف وما بين العاقل والمجنون..أو ما بين القوى والضعيف.. والنتيجة تراشق ونزاعات وصراعات والعقلاء قلة توارت. وسط زحام تلك الصراعات فإن متصدرى المشهد والقائمين عليه كثر ..ومشعلى نار الفتن لا حصر لهم .. والفتن لديهم أوقات ومواسم ولا تترعرع أو تنمو وتشتعل سوى فى الانتخابات .. فقد دأبت رءوس تلك الفتن وكبارها على أن تضع الزيت على النار وتحرك البغض والكراهية والعداء بين القبائل والنتيجة بغض وكراهية وزراعة الشوك بين الناس ..فقد أغفلت تلك الفئة المتناحرة على مقعد نيابى يجلس عليه غالبا أحد أفراد القبيلة إنه لا يفعل شيئا إيجابيا للمجتمع أو يقدم اقتراحا أو مشروعا أو يفكر فى تعديل قانون ..لكن مشكلته الوحيدة أبدية يبحث فيها عن أسباب الصراع الدائم..تفاهات وصغائر الأمور لا تستدعى مثل هذه المعارك.. والقبائل لديها معارك حقيقية أهمها الخروج من دائرة الجهل وتعليم الأجيال المقبلة وتوفيق أوضاعهم مع الدولة فى كل مناهج الحياة بها ..اتحاد القبائل بلا تعصب أمر بات واجبا على الكبار فيهم والصغار. وليصفق الجميع لمن فاز ويلتفوا من حوله ..بلا تعصب أو جاهلية.. ولا يفرط الفائز بتعاليه على الآخرين..فتلك هى الحكمة والعمل العاقل..وكفانا صراعا هداما للأعراق والأنساب والجيران والأرحام..
لمزيد من مقالات سامى خير الله رابط دائم: