ما زالت جائحة كورونا «مصدر إلهام» لمنصات الإعلام الأجنبى التى تخصصت فى الهجوم على مصر.
ويبدو أن بدء تراجع معدل الإصابات بفيروس كورونا فى مصر تحديدا يهدد هذه المنصات بفقد ميزة كبرى كانت تستغلها للهجوم على الدولة المصرية على مدى أشهر طويلة.
فخلال الفترة الماضية، شددت وسائل الإعلام الأجنبية من هجومها المبالغ فيه على الدولة المصرية، على الرغم من حقيقة أن مصر لم تكن الأسوأ حالا من بين دول العالم المصابة بكورونا. فقد واصلت وكالة «رويترز» للأنباء تضخيمها خلال الفترة الماضية من حجم تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاد المصرى والأوضاع المعيشية للمواطنين، فيما أبرزت وكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء مزاعم منظمة «هيومان رايتس ووتش» حول تفشى فيروس كورونا داخل السجون المصرية، وتصعيد السلطات ملاحقة الأطباء والصحفيين الذين ينتقدون أسلوبها فى التعامل مع تلك الأزمة!
وبتاريخ 20 يوليو 2020، بثت «رويترز» تقريرا بعنوان «المصريون يناضلون للعودة إلى العمل حتى مع رفع الإغلاقات»، تطرقت فيه الوكالة إلى ما سمته المعاناة المعيشية للمصريين نتيجة زيادة صعوبات تدبير الموارد المالية تأثرا بتداعيات تلك الأزمة. كما بثت تقريرا ثانيا فى اليوم نفسه بعنوان «تباطؤ معدل نمو الاقتصاد فى مصر فى السنة المالية 2020-2021» حول استطلاع للرأى أجرته رويترز نفسها يفيد بأن معدل النمو سيسير بوتيرة بطيئة تصل إلى 3.1% فى السنة المالية الجديدة بسبب كورونا، مقارنة بنسبة 3٫5% توقعتها فى استطلاع مماثل أجرى قبل ثلاثة أشهر. وبثت وكالة أسوشييتدبرس تقريرا بتاريخ 21 يوليو 2020 بعنوان «هيومان رايتس ووتش: فيروس كورونا يصيب السجناء فى عدة سجون فى مصر وسط تعتيم إخبارى»، حول إعلان المنظمة الحقوقية إصابة أفراد فى السجون المصرية بكورونا، ووفاة ما لا يقل عن 14 معتقلا بحسب زعمها، واتهامها للسلطات بالتعتيم على أخبار انتشار الفيروس فى السجون. ولفتت الوكالة إلى أنه على الرغم من المناشدات التى تم توجيهها إلى الرئيس للإفراج عن آلاف السجناء من أجل كبح انتشار الفيروس، فإن السلطات صعدت من الإجراءات المشددة التى تفرضها منذ فترة طويلة على «المعارضة»، واعتقلت عاملين فى قطاع الصحة وصحفيين «انتقدوا» أسلوب تعامل الحكومة مع الجائحة، بحسب تعبيرات الوكالة!
بالتأكيد، وجدت وسائل الإعلام العالمية ضالتها فى الأحداث فى ليبيا، وكذلك مشكلة سد النهضة، للإساءة إلى مصر، ولترويج المعلومات المغلوطة عنها، ولكن لأن الجائحة هى الحلقة الأضعف من بين هذه الأزمات، ونظرا لقوة أداء الدولة المصرية فى ملفى ليبيا وسد النهضة، فإن كورونا كانت فرصة لممارسة هوايتها فى الضرب فى الدولة المصرية، حتى ولو كان أداء الحكومة فى مواجهة الجائحة أفضل من أداء دول أخرى كبيرة، الأمر الذى يعكس إصرارا من جانب هذا الإعلام على صب اهتمامه بأى تداعيات سلبية لأى أحداث تقع فى مصر، بخلاف أى دولة أخرى بالمنطقة، مع المبالغة والتهويل فى الحديث عن تداعيات هذه الجائحة، التى يدركها المواطن قبل الحكومة تماما، ويدرك أيضا فى هذا السياق أن مصر تعاملت مع هذه الأزمة بثبات وقوة، فلم تحدث هزات كبرى فى الاقتصاد، ولم يتعرض النظام الصحى للانهيار جراء الجائحة، ولم تشهد الأسواق اختفاء لأى سلع أساسية، وكان الأسوأ على الإطلاق، هو محاولة «تسييس» الجائحة، بالضغط على الحكومة لإطلاق سراح سجناء بحجة كورونا، وهو ما لم يحدث فى أى مكان فى العالم!
رابط دائم: