رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

انتقائية الإعلام الأجنبى تجاه الشأن المصرى .. لماذا؟

هانى عسل

إذا كان من حق وسائل الإعلام الأجنبية أن تتناول ما يحدث فى مصر من أخبار إيجابية أو سلبية، فإن من حقنا أيضا أن نتساءل عن سبب تعمد انتقاء هذا الإعلام للأخبار السلبية و «السوداوية» فقط عن مصر دون غيرها.

فى منصات إعلامية محددة، ومعروفة بالاسم، يندر أن تقرأ خبرا جيدا عن مصر، لأنهم يصورونها دولة فاشلة مستبدة تعتدى على جيرانها، وتعتقل البشر فى الشوارع، وتخفق فى مواجهة كل الأزمات والقضايا، وليس لها صوت مسموع، إقليميا ودوليا.

صورة قاتمة تجبر المستثمر على أن «يطفش» من مصر، أو لا يأتى أصلا، وتمنع السائح من التفكير ألف مرة فى زيارة هذا البلد المتأزم، وتجعل حتى المواطن العادى فى أى دولة أمريكية أو أوروبية ينظر إلى مصر على أنها «جمهورية موز»، أو إحدى معاقل الديكتاتوريات القديمة!

حتى الأخبار السلبية التى يركزون عليها، هى أخبار عن أحداث وقضايا يتم تقديمها فى وسائل الإعلام المصرية بصورة معتادة، ولكن الفارق، أن هؤلاء لا يقدمون إلا السلبى فقط، فلا يمكن أن تقرأ لديهم مثلا عن الروبيكى أو الطرق أو القطارات الجديدة أو مساكن المهمشين، أو علاج فيروس سي، وإنما الموجود فقط، أخبار وتقارير عن سياسة خارجية فاشلة، ودولة غير مستقرة، وجرائم مجتمعية بشعة، وإخفاء لكل ما هو غير ذلك.

بتاريخ 13 يوليو 2020، بثت وكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء تقريرا بعنوان «اتهامات الاعتداءات الجنسية تفجر موجة جديدة من «حدث معى أيضا فى مصر» فى إشارة إلى هاشتاج مناهضة التحرش، الذى وجدته الوكالة فرصة للضرب فى سمعة المجتمع المصرى بسبب مشكلة موجودة عالميا، رغم أن ما يحدث فى مصر فى واقع الأمر يؤكد قوة الرأى العام المصري، ورفض هذه الجريمة، رسميا وشعبيا.

وفى اليوم نفسه، بثت الوكالة ذاتها خبرا بعنوان «لجنة حماية الصحفيين: وفاة صحفى فى مصر فى محبسه متأثرا بإصابته فيروس كورونا، «ذكرت خلاله أن السجون المصرية «سيئة السمعة»، وأن الحكومة المصرية تضيق الخناق على المعارضة، وتلقى القبض على الصحفيين والأطباء الذين ينتقدون تعاملها مع جائحة كورونا! وقبلها بيومين، بثت الوكالة نفسها خبرا بعنوان «غرق 11 شخصا فى شاطئ صخرى شمال مصر»، فى إشارة إلى ما حدث فى شاطئ النخيل، والذى حاولت الوكالة استغلاله كفرصة لتشويه «الشواطئ المصرية» بشكل عام.

وبتاريخ 17 يوليو، بثت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» تقريرا عن قضية سد النهضة بعنوان «لماذا لا تستطيع مصر وإثيوبيا الاتفاق بشأن سد النهضة»، انحازت فيه البى بى سى بشدة إلى الموقف الإثيوبي، وقالت إن إثيوبيا فى هذه الأزمة «تعلم بأنها تمسك بكثير من الأوراق الرابحة».

أما شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية، فبثت تقريرت بتاريخ 17 يوليو أيضا بعنوان «ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى الدول الغنية والفقيرة»، ذكرت فيه أن موقع نقابة الأطباء على مواقع التواصل الاجتماعى بات يشبه صفحة الوفيات، من كثرة عدد الأطباء الذين توفوا فى الجائحة!

وبثت وكالة «رويترز» للأنباء تقريرا بتاريخ 12 يوليو 2020 بعنوان «الكثير من السودانيين يناضلون لتلبية احتياجاتهم فى مصر بعد خسارتهم لوظائفهم»، حول خسارة اللاجئين السودانيين وعشرات الآلاف من المهاجرين الذين يعيشون فى مصر وظائفهم بسبب تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاد المصري، لدرجة أن الأمم المتحدة للهجرة سجلت زيادة بنسبة 400% فى طلبات اللاجئين للحصول على مساعدات فى مصر.

أما موقف مصر من أزمة ليبيا، فكان فرصة ذهبية للتباكى على ليبيا، رغم سنوات التجاهل الطويلة، وأيضا رغم الصمت الدولى على أنباء توافد السفن التركية المحملة بالسلاح والمرتزقة على طرابلس.

فقد انتهزت رويترز فرصة عقد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع زعماء القائل الليبية، وبدأت تحذر «الآن فقط» من مغبة إشعال صراع مباشر فى ليبيا بسبب تدخلات القوى الخارجية التى ترسل الأسلحة إلى الليبية!

وفى هذا الإطار، بثت رويترز بتاريخ 16 يوليو التصريحات الأمريكية «الأسوأ» فى تاريخ الأزمة، لديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، التى تباكى فيها على أن أوروبا تمنع المعدات والمواد العسكرية التركية القادمة إلى ليبيا فقط، ولا تفعل ما يكفى لمنع وصول الأسلحة والعتاد من جانب روسيا ومصر والإمارات إلى ليبيا!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق