رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جورجى بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة فى لقاء بـ(الأهرام)
العلاقات الصرية - الروسية تتمتع بخصوصية شديدة منذ 77 عاما.. وكورونا عطلت التعاون

أعده للنشر هاني عسل - المشاركون في اللقاء: إيمان عراقي - إيمان عارف - عمرو يحيى - إبراهيم السخاوى - محمد حجاب - جيلان الجمل - شريف جاد - فيدور زامورويف
السفير الروسي يتحدث لمحرري الأهرام وبجانبه علاء ثابت رئيس التحرير - تصوير: محمد مصطفى

  • نحاول إقناع الفرقاء الليبيين بوقف إطلاق النار وإبرام هدنة على الخطوط الفاصلة الحالية
  • نتفهم قلق مصر من "سد النهضة".. وعلى الجميع احترام حسن الجوار وتجنب الخطوات الأحادية
  • السائحون الروس مشتاقون للعودة إلى شرم الشيخ والغردقة.. ولكن مازال هناك من يتربص بنا
  • مصل كورونا "الروسي" مازال في مرحلة التجارب.. والنتائج مبشرة للغاية
  • الأمريكيون يرددون منذ سنوات أن روسيا اختارت رئيسهم.. وهذه الفكرة أعجبتنا كثيرا!

 

عندما وقع اختيار إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على سفير جديد في مصر، كان يعلم جيدا أن السفير الجديد سيشغل المكان نفسه الذي عمل به الدبلوماسي المخضرم سيرجي كيربيتشينكو سفير روسيا السابق بالقاهرة، والذي توفي العام الماضي في أحد مستشفيات القاهرة في أوج عطائه عن 68 عاما، لذا، كان من الضروري أن يقع الاختيار على شخصية مميزة ذات خبرة كبيرة بالعمل الدبلوماسي، وبخاصة في بلد بحجم مصر، يرتبط بروسيا بعلاقات تاريخية ومعاصرة شديدة المتانة، فضلا عن أنه سيكون أيضا ممثل روسيا لدى جامعة الدول العربية.

لذا، جاء اختيار جورجي بوريسينكو صاحب الخبرة الدبلوماسية الكبيرة، فقد عمل سكرتيرا أول ومستشارا في الإدارة التنفيذية بمكتب وزير الخارجية الروسي الفترة من عام 2001 إلى 2003، كما شغل منصب المستشار والوزير المفوض في السفارة الروسية بالولايات المتحدة خلال من 2003 إلى 2011، ثم عمل نائبا لمدير قسم أمريكا الشمالية بالخارجية الروسية عام 2014، وعمل أخيرا مدير قسم أمريكا الشمالية بالخارجية الروسية من 2014 إلى 2020.

أما اختيار السفير الجديد نفسه لجريدة «الأهرام»، لتكون أول مكان يزوره رسميا في مصر منذ توليه مهام منصبه، ومع بدء تخفيف قيود فيروس كورونا، فهذا بالتأكيد يحمل دلالة كبيرة تؤكد المكانة الكبيرة التي تتمتع بها «الأهرام» لدى الجانب الروسي، قديما وحديثا، وهو ما عبر عنه السفير بوضوح عندما استقبله علاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام» في مكتبه، والذي شاهد خلاله السفير مقتنيات وصورا تذكارية نادرة تعبر عن أصالة ومتانة هذه العلاقات في شتى المجالات.

وخلال الزيارة، كان لابد من عقد لقاء صحفي مع السفير لتبادل الآراء وطرح التساؤلات عليه في بعض القضايا التي تهم البلدين، والمشهد الإقليمي والدولي، فكان هذا الحوار الذي شارك فيه عدد «محدود» من الصحفيين الدبلوماسيين والاقتصاديين بـ«الأهرام»، تطبيقا لإجراءات التباعد الاجتماعي.

في بداية اللقاء، تحدث علاء ثابت رئيس تحرير «الأهرام» عن العلاقات التي تربط بين مصر وروسيا، وأعرب عن ترحيبه بالسفير بوريسينكو، الذي يعد السفير رقم 19 في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي بدأت منذ عام 1943. وأشاد ثابت بتنوع هذه العلاقات، خاصة في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وكذلك الثقافية، خاصة في إطار حركة الترجمة التي ساعدت كثيرا من الشبان المصريين على مدى عقود في الاطلاع على أشهر الأعمال الأدبية الروسية المترجمة إلى العربية، وهو ما جعل العلاقات بين شعبي البلدين ذات طابع خاص. كما أكد رئيس تحرير «الأهرام» أنه لمس خلال الزيارات الأربع التي قام بها إلى روسيا في إطار الزيارات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي حجم الدفء الذي تتمتع به العلاقات بين البلدين في شتى الأصعدة.

وكان السؤال الأول عن أهم الملفات والتكليفات التي سيوليها السفير الجديد اهتماما خاصا مع بدء فترة عمله بالقاهرة:

فكانت الإجابة: منذ 77 عاما، والعلاقات المصرية الروسية تتمتع بخصوصية شديدة، فنحن في حالة تواصل دائم، وتوجد مساعدات متبادلة، والعلاقات كانت وثيقة جدا في فترة الخمسينيات والستينيات، وكانت تتركز على النواحي الاقتصادية والعسكرية، والآن بدأت تتوثق أكثر على الصعيد الدولي، كما نسعى الآن لتوطيد العلاقات الاقتصادية بصورة أكبر، وهذه هي الأساسيات التي تم تكليفي بها كسفير لروسيا في القاهرة، فلدينا مشروعات كبرى جار تنفيذها بين الطرفين، مثل إنشاء محطة الضبعة النووية، والتي ستكون أول محطة طاقة نووية في مصر وإفريقيا بهذا الحجم، ولدينا أيضا مشروع المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس، ومؤخرا بدأ توريد عربات القطارات لمصر في إطار الاتفاقية المبرمة بين الجانبين في هذا الصدد، وبموجبها، سيصدر الجانب الروسي 1300 عربة قطار على مدى ثلاث سنوات، وهو عدد كبير، ولدينا تعاون على المستوى الدولي، مثل التنسيق الثنائي داخل الأمم المتحدة، وهناك تقارب كبير بين مصر وروسيا في وجهات النظر حول العديد من القضايا الدولية، ويتلخص دور السفارة الروسية بالقاهرة في تعميق هذا التوجه بين الجانبين، سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية.

كانت هناك مبادرة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين بأن يكون عام 2020 هو عام الثقافة بين مصر وروسيا، ولكن حالت ظروف كورونا دون إقامة معظم فاعليات هذه المبادرة، فهل ستكون هناك أي من الفاعليات فيما تبقى من العام؟ وما هي رؤيتكم للتعاون بين البلدين في المجال التعليمي والثقافي؟

عام الثقافة المصرية الروسية بدأ بالفعل في جزء من عام 2020 قبل انتشار الوباء، وسنضطر إلى إرجاء أنشطة منه إلى العام القادم 2021، وكان لدينا بالفعل برنامج كبير جدا يشمل تبادل الزيارات بين الفرق الفنية المصرية والروسية، ولكن بعد التوقف سيكون هناك جدول آخر سيتم الإعلان عنه بعد انتهاء الوباء، وسنكمل المفاوضات مع هذه الفرق لعودة الزيارات، ولو تعذر الاتفاق مع الفرق نفسها، سنبدأ الاتفاق مع فرق أخرى، لكي يكتمل عام الثقافة المصرية الروسية، ونحن نسعى لتقديم أكبر عدد من العروض الروسية للمشاهد المصري لكي يتعرف أكثر على الثقافة الروسية، ويسعدنا أيضا زيارة الفرق الفنية المصرية لإتاحة الفرصة للمشاهد الروسي ليتعرف على الفنون المصرية، فالمجال الثقافي فرصة كبيرة جدا لمزيد من المعرفة والتفاهم بين الشعوب، وأؤكد أننا نسعى لتطوير العلاقات الثقافية بين البلدين، ونعول أيضا على الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية في التعاون في هذه الاحتفالات لأنهم على دراية باللغة والثقافة الروسية بشكل جيد. (مداخلة من شريف جاد مدير الأنشطة الثقافية بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة ورئيس الجمعية المصرية لخريجي الجامعات المصرية والسوفيتية): سأتحدث عن هذه النقطة، فأنا أعمل منذ 30 سنة في المركز الثقافي الروسي، ومهتم بتطوير العلاقات الثقافية، ولكن من المهم جدا التعاون الإنساني وليس الثقافي، وفهمت من الأصدقاء الروس ومن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية أن التعاون الإنساني يشمل جميع المجالات، وأنا أرى أن فرصة التأجيل قد تكون مصلحة للجانبين ليعملا على توسيع نطاق التبادل والتعاون، ليشمل الثقافة مع الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وأيضا التعليم والإعلام، ويجب على جميع المؤسسات العاملة في هذا المجال وضع خططها للعام المؤجل، حتى يكون لدينا عام كامل يتعرف فيه المواطن المصري على روسيا بشكل شامل. (ويكمل السفير الروسي حديثه): نهتم جدا بتطوير العلاقات الثقافية مع مصر، وفي أثناء اللقاء مع جمعية خريجي الجامعات الروسية، تمت مناقشة العديد من أوجه التعاون، بما في ذلك تبادل الزيارات بين وزارتي الثقافة في البلدين، ولا شك في أن مبادرة السيسي ــ بوتين تاريخية، يجب الاهتمام بتفعيلها بشكل جيد، كما أننا حريصون على تطوير التعاون مع الجانب المصري في جميع المجالات، ولدينا خطة في التعليم والسياحة.

شاهدنا حالة من الزخم في العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا، بلغت ذروتها عام 2019، ووصلت التبادلات التجارية وقتها 6٫7 مليار دولار، وعرفنا أن هناك شركات روسية تعتزم استثمار أموالها في مصر، ولكن بعد «كوفيد- 19»، توقفت أمور كثيرة، فهل لديكم خطة محددة لاستئناف هذا التعاون الاقتصادي، وعودة الاستثمارات، وبخاصة المنطقة الصناعية بقناة السويس؟

من الجوانب المهمة جدا في العلاقات الثنائية بين البلدين تطوير العلاقات الاقتصادية، والتواصل مستمر بين الجانبين لترتيب بداية البناء في المنطقة الصناعية الروسية شرق قناة السويس، وبالطبع الأمور لا تسير بالشكل المتوقع، وهذا طبيعي، لأن هذه هي أول تجربة لروسيا في بناء منطقة صناعية خارج أراضينا، ولا شك في أن فيروس كورونا أعاق بشكل مباشر جدا مسألة التواصل والترتيبات والاتصالات والزيارات التي كانت تسير على قدم وساق، وبالتالي حدثت «فرملة» لأشياء كثيرة، ولذلك ننتظر الانتهاء من وباء كورونا وعودة الحياة لطبيعتها، وأيضا عودة الطيران المباشر، من أجل إحياء هذا الحوار المباشر بين الطرفين، وهناك معلومة أن هناك 32 شركة روسية بالفعل كانت قد أبدت استعدادها للعمل في المنطقة الصناعية، ولديها مشروعات جاهزة للتنفيذ على أرض الواقع، ولم تكن الشركات روسية فقط، بل شركات من دول الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا وكازاخستان، وشركة «إفكا» للجرارات الزراعية مهتمة أيضا بدخول هذا المشروع، وهناك «روس أتوم» الكبرى التي تتولى بناء مشروع الضبعة، فهي تجهز نفسها لبناء مشروع إنتاجي في المنطقة الصناعية، وهناك شركات متعددة تسعى للتعاون، وننطلق من أن هذا يحقق مصلحة متبادلة بين البلدين، ونرى أن هذا يتيح الفرصة لقدوم التكنولوجيا الروسية والمنتجات لمصر ودول إفريقيا عبر مصر.


رئيس تحرير الأهرام يهدى السفير الروسي نسخة العدد الأول من الأهرام

متى ستعود السياحة الروسية لمصر؟

طبعا، مصر مقصد أساسي للمواطن الروسي المحب للمنتجعات، وملايين الروس جاءوا إلى مصر على مدى السنوات الماضية، ونأمل أيضا في زيارات المواطنين المصريين لروسيا، ليستمتعوا بالمدن الجميلة مثل موسكو وسان بطرسبرج، فروسيا كبيرة جدا، ولديها الكثير الذي يستحق المشاهدة، كما نأمل في عودة الطيران المباشر «الشارتر» قريبا جدا للغردقة وشرم الشيخ، وتعرفون أن توقف وفود السائحين الروس لمصر جاء بعد حادث الطائرة الروسية المأساوي، وتذكرون أن الحادث وقع بعد شهرين من بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، ولكن الآن، الجهات المسئولة عن الأمن هنا تسعى لتوفير الحماية الكاملة في الفترة المقبلة، خاصة أن الأوضاع العالمية كما تعلمون ليست بالهينة، والوضع بالنسبة لنا لم يتغير حتى الآن في المنطقة، فهناك من يتربص بروسيا ويسعى للإضرار بمصالحها، ومن هنا فالجهات الأمنية عليها أن تراعي كل هذه الملابسات، ومع ذلك، نأمل في عودة الطيران المباشر لأننا نعلم أن المواطنين الروس في شوق للعودة إلى المنتجعات المصرية، والروس يحبون مصر جدا ومنتجعاتها.

بالنسبة لعربات القطارات الـ1300 التي ستحصل عليها مصر في غضون ثلاث سنوات، هل توجد مواصفات معينة لهذه القطارات، وهل سيكون هناك تدريب للعاملين عليها، وتعاون في مجال الصيانة أيضا؟

العربات موزعة على الدرجات: درجة أولى وثانية وثالثة، وهناك اتفاق على القيام بعمليات الصيانة بعد التسلم، وهناك اتجاه أيضا لإنشاء مصنع لإنتاج هذه العربات في مصر، وورش الصيانة تم الاتفاق عليها بالفعل، وستكون قرب محطة رمسيس، وبالقرب منها أيضا ستكون هناك فرصة لإقامة المصنع المختص بتركيب العربات وتصنيعها في مصر، والشركة الروسية نفسها لديها خبرات في مجال إنتاج عربات مترو الأنفاق أيضا، وتنتج عربات ممتازة، ولديها عربات القطار المفتوحة دون حواجز، والشركة على استعداد لتوريد هذا النوع من العربات إلى مصر، ولكننا نواجه في هذا المجال منافسة كبيرة من دول مثل كوريا الجنوبية وفرنسا والصين.

ذكرتم أنه يوجد تنسيق سياسي على أعلى مستوى بين مصر في المحافل الدولية، وبخاصة الأمم المتحدة، فهل يوجد تنسيق أيضا أو تحالف لمواجهة الإرهاب، بالنظر إلى ما تملكه روسيا من خبرة طويلة في هذا المجال؟

التعاون العسكري بين البلدين قديم وله تقاليد عميقة، ومستمر منذ عقود طويلة، ويتم التواصل دائما مع الجانب المصري في الجانب العسكري، سواء من جانب التعاون في بعض المجالات، أو من خلال إجراء المناورات المشتركة.

يتعرض أمن مصر القومي لتهديد حقيقي من خلال الوضع المتدهور في ليبيا، فهل يسمح التقارب المصري الروسي على كل الأصعدة بالقيام بدور روسي في المحافل الدولية، وبخاصة مجلس الأمن، لوقف هذا الوضع المتدهور، ولدعم الموقف المصري حيال الملف الليبي، وكذلك التصدي للاستفزازات التركية في ليبيا وشرق المتوسط؟

روسيا تحاول أن تكون على مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع في ليبيا، وهي لذلك تجري اتصالات مكثفة مع كل أطراف النزاع الليبي. وزار موسكو أكثر من مرة ممثلو حكومة الوفاق الوطني الليبية ومجلس النواب والجيش الوطني الليبي. ولا تزال روسيا تحاول إقناع الفرقاء الليبيين بضرورة وقف إطلاق النار وإبرام اتفاقية الهدنة المستدامة على الخطوط الفاصلة القائمة اليوم، وفي هذا الصدد، أعربت روسيا عن تأييدها الكامل لإعلان القاهرة الذي طرحه الرئيس السيسي مؤخرا باعتباره أساسا جيدا لوقف العمليات القتالية فورا، ودون شروط، وإطلاق عملية التفاوض، ونناقش الأمر أيضا مع تركيا التي تساعد حكومة الوفاق، وروسيا لا تستطيع حل كل المشكلات بمفردها، ولكننا ندرك تماما مدى أهمية القضية الليبية بالنسبة لمصر، واستمعنا جيدا إلى ما قاله الرئيس السيسي من أنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ولذلك، نتفهم تماما القلق المصري من الأوضاع الليبية.

وكيف هو شكل العلاقات الروسية مع تركيا حاليا؟ هل هي على ما يرام؟

العلاقات التي تربط بين روسيا وتركيا شهدت في الماضي فترات صعبة، لدرجة أن هناك 27 حربا اندلعت بين الدولتين على مر التاريخ، لكن تمكن الطرفان من تحسينها في الفترة الأخيرة، ونعرف أن لكل دولة مصالحها الخاصة، ونتعامل مع جميع الدول على هذا الأساس، وبالنسبة لليبيا، نحاول إقناع الشركاء الأتراك وحكومة طرابلس بضرورة وقف إطلاق النار، الذي تلتزم فيه جميع الأطراف بالخطوط الحالية.

ولكن ماذا لو حدث تدخل عسكري مصري في ليبيا إذا حدث تهديد للأمن القومي المصري؟

هذا قرار مستقل خاص بمصر، والبرلمان الليبي طلب من مصر التدخل بالفعل، ونحن نعترف بالبرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح، ولكن ما زلنا نفضل إيجاد حلول سياسية، وليست عسكرية للنزاع، ونتفهم تداعيات هذا التدخل المصري المحتمل.


جورجي بوريسينكو سفير روسيا

نريد أن نتعرف عن قرب على الموقف الروسي أيضا من قضية سد النهضة بين مصر وإثيوبيا؟

تتمتع روسيا بعلاقات طيبة مع كل من مصر وإثيوبيا، ومتفهمون لحق إثيوبيا في التنمية، وأيضا نتفهم القلق المصري من مسألة توفير المياه، باعتبار أنها قضية مصيرية بالنسبة لمصر، ونأمل في أن تستطيع الأطراف الثلاثة: مصر والسودان وإثيوبيا، أن تعمل وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والابتعاد عن الخطوات الأحادية، ولذلك، نأمل منهم في التوصل إلى حل سلمي للخلاف، روسيا تتفهم تماما الأهمية الحيوية لنهر النيل كمصدر رئيسي للمياه لمصر. أما بناء سد النهضة الإثيوبي، فنأمل في إيجاد الحل الذي يأخذ في عين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية، بما فيها إثيوبيا التي تتمتع بالحق الكامل في تطوير طاقة المياه لديها، ويجب على شعوب حوض النيل أن تذكر أنها ستتعايش مع بعضها البعض غدا وبعد سنة وبعد مائة عام.

كيف تأثر الاقتصاد الروسي من وباء كورونا، وهل صحيح ما تردد عبر تقارير إعلامية غربية عن وجود مصل روسي ضد الفيروس؟

طبعا خسائر روسيا بسبب كورونا كبيرة جدا، ففي آخر شهرين أو ثلاثة أشهر، كانت أغلبية سكان روسيا في الحجر الصحي، وروسيا دولة كبيرة حجما، والظروف متباينة بين الأقاليم بطبيعة الحال، وقد بدأ انتشار كورونا من الغرب، أي اتجاه أوروبا، والآن الوضع أهدأ في تلك المنطقة، ولكن الوضع في بعض المناطق الآن مثل سيبيريا غير بسيط على الإطلاق، وفي منتصف مايو كان لدينا ذروة تفشي المرض، فسجلنا 12 ألف مصاب في اليوم الواحد، والآن، المعدل اليومي 6 آلاف، ونأمل في الخروج من الحالة القصوى لانتشارالفيروس إلى الحالة الأدنى، على الأقل من أجل عودة عمل المؤسسات الروسية بشكل طبيعي، ونسعى الآن بالفعل لإيجاد دواء ومصل ضد كورونا، والتجارب أثبتت أن العقار الروسي «أفيفافير» لديه قدرات جيدة بالفعل، والمصل تجرى تجربته الآن في أماكن مختلفة من روسيا، سواء على المستوى المدني أو المستوى العسكري، ويشارك بعض المتطوعين في التعامل مع المصل الجديد، فقد تم تطعيمهم به، والنتائج مبشرة للغاية، وطبقا للتحاليل الأخيرة لهم، أصبحت لديهم مناعة من الفيروس، لكن نضعهم تحت الملاحظة الطبية لكي نتابع حالاتهم على المدى الأبعد.

وهل تعالجون المصابين بكورونا باستخدام بلازما المتعافين؟

البلازما تستخدم مع المتعافين فقط، وهو أسلوب متبع عندنا، لكن الآن عملنا يتركز على إنتاج المصل، حتى تكون هناك حصانة من الفيروس بشكل دائم، ولكن المصل يحتاج لمدة أطول لإثبات فاعليته، وفور التأكد من عدم وجود أضرار منه، ستبدأ روسيا في تسليمه للدول التي تتعاون معها.

هل تعتقد أن روسيا ستكون بطلة للانتخابات الأمريكية المقبلة في نوفمبر؟!

(السفير ضاحكا): منذ أربع سنوات، ونحن نستمع باهتمام شديد للتصريحات الأمريكية المتواصلة التي تقول إن روسيا هي التي اختارت الرئيس الأمريكي الحالي، فأعجبتنا هذه الفكرة كثيرا!! وقلت وقتها إنه مادام يفكر الأمريكان هكذا، فلنتركهم على هذه الحال! .. لا مشكلة لدينا في ذلك!

هل ترى استمرار ترامب أفضل لروسيا أم المرشح الديمقراطي؟

كلمات ترامب عن روسيا كانت طيبة، وتعاونه مع روسيا أيضا كان طيبا، ولكن الواقع يقول إن التعامل على أرض الواقع مع روسيا ليس جيدا، وتعاملات ترامب سيئة أيضا حتى مع باقي دول العالم، فترامب ينسف الاتفاقيات الدولية الخاصة بالحد من التسلح، وفي فبراير 2021، يعتزم الأمريكان إنهاء آخر اتفاقيات الحد من التسلح «ستارت»، فهم لا يريدون تجديدها، بينما اتفاقية الحد من الأسلحة المتوسطة والقصيرة ألغيت العام الماضي، وهذه الأسلحة التي تشملها الاتفاقية التي سيخرج منها الأمريكان تعني بالصواريخ العابرة لمسافات تزيد على 5 آلاف كيلومتر، وهي أسلحة نووية، فهم يرغبون في إطلاق أياديهم لإنتاج المزيد من هذه الأسلحة، وهذا القرار الأمريكي للأسف سيقدم نموذجا للدول الأخرى لإنتاج هذه الأسلحة أيضا، وسيشجعهم على ذلك، وهو ما سيزيد الأمر سوءا على مستوى العالم، وفي واقع الأمر، الأمر بالنسبة لنا «سيان»، سواء جاء ترامب أو جوزيف بايدن، فالأهم بالنسبة لنا أن يقدم الجانب الأمريكي نفسه للعالم بشكل عقلاني.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق