رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«سلطان» .. تمثيلية إخوانية جديدة بدعم إعلامى أجنبى

هانى عسل

فى إطار سعيها الدءوب لنصرة قيادات الإرهاب، ومحاربة الدولة المصرية وسيادتها واستقلال قرارها، تبدى وسائل إعلام أجنبية اهتماما بالغا بكل كلمة تصدر عن هذه الشخصيات الهامشية، وبكل تحرك من شأنه تشويه المؤسسات الرسمية فى مصر، حتى إن كان ذلك عبر وضع هذه الأخبار «التافهة» في مكان مرموق فى صدارة التغطية الإعلامية عن الشأن المصري، دون أى مبرر منطقى لذلك.

هذا ما فعلته وكالة «أسوشييتدبرس» عندما أبدت اهتماما مبالغا فيه بالدعوى القضائية التى أقامها القيادى الإخوانى محمد سلطان المقيم فى الولايات المتحدة ضد الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء الأسبق بزعم مسئولية الببلاوى عن انتهاكات تعرض لها سلطان خلال فترة احتجازه فى مصر، قبل أن يتنازل عن جنسيتها فى تمثيلية هزلية لضمان ترحيله خارج أراضيها نظرا لحيازته الجنسية الأمريكية.

وأظهر اهتمام الوكالة بإثارة قضية كهذه، وكأنها تتحدث عن المهاتما غاندي، مدى انحيازها الكامل لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأكاذيب قياداته، وكأن الدعوى القضائية التى أقامها هى عين الحقيقة، أو كأنه تم حسمها بالفعل لمصلحته قبل أن يتم التحقيق فيها بواسطة القضاء الأمريكي، وهو ما يعكس قناعة الوكالة الأمريكية بأن القيادى الإخوانى المذكور تعرض للظلم من قبل الدولة المصرية، وفقا لادعاءاته، برغم تعدد الشبهات على وجود افتعال من جانبه لمزاعم تعذيبه وتظاهره بالإضراب عن الطعام خلال فترة احتجازه القانونى فى مصر، للإسراع بعملية ترحيله إلى الأراضى الأمريكية، التى هبط سلطان عليها سليما معافى لتقبيلها ابتهاجا بعودته إليها قادما من مصر!

وفى صياغة توحى بأن الببلاوى موضع اتهام وإدانة، بثت الوكالة تقريرا بتاريخ 2 يونيو 2020 بعنوان «رئيس وزراء أسبق لمصر يواجه مزاعم تتعلق بالتعذيب فى دعوى قضائية مرفوعة فى الولايات المتحدة»، حول الدعوى المقامة من سلطان.

وقالت الوكالة فى سياق تقريرها إن سلطان كان قد «تم الزج به فى سجن سيئ السمعة بعد القبض عليه فى عام 2013 فى أثناء توثيقه لأكثر حملات القمع دموية ضد المتظاهرين فى تاريخ مصر الحديثة»، ولاحظوا معنا الصياغة العدائية البعيدة تماما عن النزاهة والمهنية من جانب الوكالة، ولاحظوا أيضا العبارات الودودة التى تم بها وصف سلطان وإرهابيى الإخوان، مقارنة بالألفاظ الرديئة التى تم بها وصف حالة السجن أو سياسات الدولة المصرية.

وأضافت الوكالة أن سلطان، الذى وصفته بأنه «مواطن أمريكي»، أقام الدعوى ضد حازم الببلاوى رئيس وزراء مصر آنذاك «بشأن التعذيب الوحشى الذى تعرض له فى السجن على مدى 21 شهر، واتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، ولاحظوا أيضا كيف تسير الصياغة فى طريق واحد، وكأن الوكالة نصبت نفسها هيئة دفاع عن المذكور.

وتابعت الوكالة تقول: «إنها القضية الأولى من نوعها ضد مسئول مصرى يعيش الآن على بعد أميال من سلطان فى واشنطن، حيث يعمل مديرا تنفيذيا لصندوق النقد الدولي»، وفى ذلك تحريض مباشر ضد مسئول مصرى مرموق يشغل منصبا دوليا رفيع المستوى، بهدف إبعاده عن منصبه، أو الضغط عليه ربما لابتزازه.

ستظل قيادات الإرهاب خارج مصر تحلم باليوم الذى تستطيع فيه تقديم أى مسئول مصرى لأى محاكمة من أى نوع، حتى وإن كان ذلك بشكل هزلي، أو أمام أى محكمة فى أى شارع أو زقاق، وهو ما لن يحدث.

ولكن، هذه الضغوط المدروسة والخبيثة من جانبهم، والتى تؤازرها منصات الدفاع الإعلامية الدولية، تؤتى ثمارها فى بعض الأحيان، وظهر ذلك من خلال استبعاد شخصيتين مشهورتين من منصبين رفيعين داخل مصر فى الفترة الأخيرة، الأولى من منصب فنى مرموق بحجة إدلائه بتصريحات ضد تنظيم شهير يعتبره القضاء المصرى خارجا عن القانون، والثانية من منصب رفيع بشركة كبرى، لمجرد أنها تجرأت وأدلت برأى لم يعجب إحدى النقابات المهنية التى يسيطر عليها تيار معروف التوجه.

ويبدو أن هذا طريق جديد يسلكه هؤلاء فى الفترة المقبلة، بدعم إعلامى أجنبى مكثف، كما رأينا فى تقرير الوكالة الأمريكية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق