لماذا نغمة التشاؤم من فرص عودة السياحة إلى مصر؟، هل مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى ستفشل فى إعادة السياحة بسبب الإجراءات الاحترازية حيال وباء كورونا؟
ألم تعلن الدولة المصرية عن إجراءات دقيقة وصارمة أولا لاستئناف حركة السياحة الداخلية، ثم لاستئناف حركة الطيران، وبدء استقبال السياحة الوافدة؟، ألم تهتز صناعة السياحة فى العالم بأكمله؟ ويدرك العاملون فى القطاع أن التعافى لن يكون سريعا؟
ألا يدرك العاملون فى هذا القطاع أن صناعة السياحة يجب أن تقبل بإجراءات العودة، من أجل الإنقاذ والتعافى، تيقنا منهم أنه إذا كانت السياحة صناعة «هشة» بالفعل، ولكنها فى الوقت نفسه سريعة التعافى؟
فى الفترة الماضية، تنوعت التقارير الإعلامية التى نشرتها وسائل إعلام أجنبية حول فرص عودة السياحة إلى مصر، مع إعلان مصر عن إعادة «فتح الحياة». معظم التقارير شككت فى جدوى استعدادات أجهزة الدولة لتأمين المنتجعات المخصصة لاستقبال السائحين، وفرص حمايتهم من تهديد العدوى فى حالة ترددهم على مصر، رغم بدء العديد من دول العالم فى اتخاذ إجراءات مماثلة لتشغيل مرافقها السياحية بالفعل، مع مواصلة الإجراءات الاحترازية لمكافحة العدوى.
هذه التقارير حاولت بث انطباع أو شعور مبالغ فيه بالقلق من احتمالات نجاح مصر فى استعادة جانب، ولو ضئيل، من دخلها السياحى الذى تضرر بصورة بالغة نتيجة لتداعيات أزمة فيروس كورونا، علما بأن السياحة تعد مصدرا رئيسيا للدخل القومى فى مصر، وأن الصناعة كانت قد بلغت مستويات قياسية بالفعل قبل جائحة كورونا، وكانت التوقعات كلها تبشر بموسم سياحى تاريخى.
بتاريخ 11 يونيو 2020، بثت وكالة «رويترز» للأنباء تقريرا بعنوان «مصر تفتح المنتجعات الساحلية أمام الأجانب بدءا من يوليو»، ذكرت فيه بنبرة تشاؤمية أن حالات الإصابة اليومية زادت عن الألف حالة فى الأسابيع التى سبقت التقرير، على الرغم من أن دولا أخرى، وتحديدا فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، أعادت استقبال السائحين تدريجيا، وبالإجراءات نفسها، ومع ذلك طيرت لنا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى صورا لمصطافين فى شواطىء أوروبية عديدة لا يلتزمون بالحد الأدنى من هذه الإجراءات الاحترازية!
فهل ستكون المشكلة فى مصر وحدها؟، هل عودة السياحة إلى مصر أمر يثير حفيظة وقلق الصناعة إلى هذا الحد؟
وبتاريخ 11 يونيو أيضا، بثت وكالة «أسوشييتدبرس» تقريرا بعنوان «مصر تفتح المقاصد السياحية الأقل تضررا من فيروس كورونا» اعتبارا من مطلع يوليو، ذكرت خلاله أن القرار يأتى فى ظل تفش متزايد للجائحة فى القاهرة المكتظة بالسكان، وكذلك المدن الكبرى الأخرى، والتى يقول فيها مواطنون إنهم لا يجدون سريرا فى المستشفيات للعلاج من كورونا.
ولم يكن ينقص التقرير سوى أن يتضمن تحذيرا للسائحين من زيارة مصر لأن حياتهم فى خطر!
وفى الأيام الأخيرة، اهتمت وسائل إعلامية أجنبية متعددة بنقل تقارير مغلوطة للترويج للفكرة نفسها، واستغلوا فى ذلك بعض الشكاوى التى تحدث عنها أفراد الأطقم الطبية، عبر وسائل التواصل الاجتماعى حول الاستعدادات الصحية للتعامل مع مرضى كورونا. وتعمدت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» تحديدا التضخيم قبل يومين من الجدل الذى افتعله البعض حول تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء حول «الجيش الأبيض»، والتى تم اجتزاؤها بصورة متعمدة لحسابات شخصية من أجل تقديم صورة يصر البعض على تصديرها للعالم، مفادها أن مصر «فاشلة» فى مواجهة أزمة كورونا.
ويبدو أن هذا «المنتج المحلى» من الشكاوى والانتقادات، بغض النظر عن صحته أو عدم صحته، سيكون وسيظل مطلوبا كمادة خصبة للنشر فى الإعلام الأجنبى خلال الفترة المقبلة، بهدف الطعن فى قدرة مصر على استقبال سائحين من الخارج، ولأغراض أخرى كثيرة. هل المطلوب أن يفتح العالم أبوابه بعد كورونا، وتبقى مصر مغلقة للأبد؟
رابط دائم: