سيخرج ترامب منتصرا من الأزمة الحالية، وأكثر قوة وثقة وعنادا، وربما تكون أحداث مينيابوليس وغيرها أقوى مقومات حملاته الانتخابية فى نوفمبر، وعاملا رئيسيا وراء فوزه بولاية ثانية.
تذكروا هذا الكلام ، فمن يواجههم ترامب الآن ليس الشعب الأمريكى، ولا السود، بل مجموعة لصوص ومجانين وفوضويين ومتطرفين، لا يعرفون عن الديمقراطية شيئا، وتدعمهم وسائل إعلام أمريكية تقليدية «بائسة» مثل «سي.إن.إن.» و«واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» و«التايم»، ويصفق لهم «عواجيز» الحزب الديمقراطى الذين لا يجدون مرشحا للرئاسة بعد أوباما «الفاشل» غير «جدو» بايدن، الذى سيكرر بالتأكيد إخفاق «تيتة» هيلاري!
طبعا، انسوا الإعلام الأمريكى، فهو لا ينقل الصورة بأمانة، تماما مثلما يفعل مع مصر، فهو دائما خادم «الممولين»، ولسان حال «المنبهرين» و«المرتعدين»!
وضع الإعلام الأمريكى نفسه طرفا أصيلا فى الصراع، فمصلحة أمريكا لا تعنيه، بقدر ما يهمه تحقيق انتصار ذاتى بعزل ترامب، أو اغتياله سياسيا، بعد أن اختصموه منذ يومه الأول فى البيت الأبيض، وتعاملوا معه بصلف ونرجسية، ولكنهم فشلوا فى محاكمته بسبب «كذبة» التدخل الروسى فى الانتخابات، فاستحقوا إهاناته اليومية لهم بعبارته الشهيرة، Fake News حتى الإعلام الحديث، وصل إلى حد «العار»، وهو ما عبر عنه ما فعله «تويتر» من تنمر و«قلب أدب» مع ترامب!
لم يخطئ ترامب عندما غرد بأن الرصاص سيكون هو الرد على من يلجأ للعنف من المتظاهرين، ولكن تويتر أخطأ، بل ارتكب جريمة، عندما وضع «علامة» على تغريدته بدعوى أنها «تحض على العنف»، وهو ما جعله يرفع الحضانة عن الشركة بقرار رئاسى، ومعه كل الحق، فما فعله تويتر قمع فج غير مسبوق لحرية التعبير، قمع نعانيه نحن المصريين هذه الأيام، ونوهنا إليه فى مقال سابق، عندما حول تويتر نفسه إلى منصة غير نزيهة فى حربنا ضد الإرهاب والفوضى، وحذف وعطل بشكل أهوج تغريدات وحسابات مؤيدى الدولة المصرية ومنتقدى قطر وتركيا، ووفر فى الوقت نفسه الحماية لتغريدات السب والتطاول والتحريض على مصر قيادة وحكومة وشعباً، بدعوى أنها «لا تخالف معايير الموقع»، فى حين ترك بيانات ومنشورات وكالة «أعماق» الناطقة باسم داعش «تعربد» على صفحاته!
ما نراه الآن فى أمريكا هو أن السود ليسوا من يخربون ويحرقون ويسرقون وينهبون.
نعم، قضيتهم عادلة، بعد مقتل جيمس فلويد بـ«ركبة» شرطى عنصرى خنقته وهو يصرخ «لا أستطيع التنفس»، ولكن من يقود المشهد الآن هو «منتخب» الفوضى الخلاقة إياها، من بلطجية وعواطلية ولصوص ومتطرفين يساريين يبحثون عن المرح والجنون، ومن يطلق عليهم «المناهضون للفاشية» أو «أنتيفا»، وهم أسوأ من الفاشيين، وصنفهم ترامب «إرهابيين»، ومعظمهم جاء من ولايات أخرى عبر رسائل قصيرة للحشد والتحريض، ويقف من ورائهم انتهازيو الحزب الديمقراطى ومواقع التواصل الاجتماعى والإعلام التقليدى وعلى رأسه «سى إن إن» التى تحاول هذه الأيام إقناع الرأى العام الأمريكى بوجود شبكات إيرانية وروسية وصينية وراء الأحداث.. «يا سبحان الله»!
والسود ليسوا مستهدفين من ترامب شخصيا، فأحداث سانت لويس «الأبشع» وقعت فى عهد أوباما، والديمقراطيون عبر تاريخهم عموما لا يتعاملون مع السود والأقليات أكثر من كونهم مجرد «كوبري» لهم إلى البيت الأبيض، وأمريكا كلها تعرف ذلك.
نعم، نزل ترامب إلى المخبأ لدقائق، واهتزت صورته، ولكنه فى النهاية سيصمد، وسينجو، وقد يبقى رئيسا، ليس لأنه الأفضل، أو لأن كتلته الانتخابية تتبنى نفس أفكاره، وينفذ أجنداتها بإخلاص، ولكن لأن خصوم ترامب أيضا ضعفاء انتهازيون، أدمنوا الفشل، واللعب على نغمة «الشعوب»!
قولوا عن ترامب ما تشاءون، قولوا إنه «أحمق»، سليط اللسان، يكره العرب، سرق فلسطين، دعم إسرائيل، نهب البترول، ولكن لا تنسوا أن هذا هو حال جميع رؤساء أمريكا، ولا تنكروا أيضا أن آراءنا ليست لها أى قيمة!
قولوا أيضا إن علاقاتنا بأمريكا فى عهده فى أفضل حالاتها، فلا تدخلات ولا محاضرات ولا مؤامرات، على الأقل فى العلن، ولكن لا تنسوا أيضا أن مصر بوضعها الحالى أقوى من أن يؤثر عليها رئيس أمريكا، سواء كان ترامب أو «العفريت الأزرق»!
وفى كل الأحوال، إذا كنت مؤيدا لترامب، معجبا به، فتأكد أنه مستمر معنا لفترة، وإذا كنت كارها له، فاعلم أنه ليس إلا نتاج الديمقراطية الغربية التى «تطبل» لها وتصدع رءوسنا بها منذ 2011!
لمزيد من مقالات هانى عسل رابط دائم: