رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موسم «الضرب» فى صناعة الدراما

لا تعجبك مسلسلات رمضان؟ .. لا تشاهدها!

لا تقنعك الدراما المصرية بشكل عام؟ .. قاطعها!

ترى من واجبك دعوة الآخرين لمقاطعة التليفزيون فى الشهر الفضيل؟ .. هذا أيضا من حقك، رغم أننا نعرف أنك ستشاهد مسلسلين ثلاثة أربعة على الأقل «من ورانا»!

ولكن أن يصل الأمر إلى حملة منظمة مدبرة للضرب فى صناعة تمثل قوة مصر الناعمة، ووسيلة تأثير وترفيه تتميز بها مصر عن جميع دول المنطقة، وتقدر قيمتها وأصولها بمليارات الجنيهات، وتفتح بيوت آلاف العاملين، ويستمتع بإنتاجها ملايين البشر، فهذا هو ما لا يحق لك، حتى وإن تسترت بحجة الخوف على الدين، وأجواء رمضان، ومشاعر الفقراء.

طبعا معروف أن هذه الأيام هى «موسم» الضرب فى مسلسلات رمضان، والتفتيش فى جيوب الفنانين، ولكن هذا العام، الحملة ممنهجة، والهدف منها ضرب «صناعة»، وتشويهها، وليس مجرد محاربة فن هابط أو عمل رديء أو دون المستوي، ولا يختلف الأمر كثيرا عن ضرب أى نشاط اقتصادى مشروع، كالسياحة مثلا!

قد يكون السبب هو مسلسل «الاختيار» تحديدا، الذى يحكى سيرة الشهيد المنسي، وعلاقته بـ«زميله» عشماوى «إللى اتلخبط»، فهناك من لن يسعده على الإطلاق التفاف ملايين المصريين فى البيوت أمام عمل درامى محترم يرفع درجة وعيهم ودعمهم للدولة فى مواجهة التحديات التى تواجهها من إرهاب وفوضى وكورونا وتحرشات خارجية.

نعم، أقول «الاختيار» تحديدا، لأنه سيكون على الأرجح «درة» مسلسلات رمضان هذا العام، بحكم قصته الواقعية، وطاقم المشاركين فيه، وإنتاجه الضخم، والتوقعات بأن يعيد تلك المشاعر الوطنية الجياشة التى أحدثها فيلم «الممر» لدى عرضه فى السينمات، ثم على شاشات التليفزيون، وبخاصة بين الشباب، الذين كانوا يصفقون بحماس مع كل مشهد يصور انتصار الجنود المصريين، ونذكر أيامها كيف فشلت كل محاولات «الضرب» فى الفيلم وصانعيه، أو التقليل من أهميته، أو تصيد أخطائه.

ونذكر أيضا أن هذا هو ما حدث مع مسلسل «ممالك النار» فاضح التاريخ الأسود لأجداد أردوغان، فقد حقق نجاحا جماهيريا هائلا وقت عرضه، ولم يجد نفس «المتنطعون» وقتها من سبيل للطعن فيه، سوى بانتقاد ميزانية المسلسل، والزعم بأنها تكفى لإطعام «كام» مليون فقير، وهو كلام «أبله» بالتأكيد، لأنه بهذا المنطق، كان من الأولى أن ينفق «السلطان» التركى هو الآخر ميزانية الدراما التركية «البلهاء»، على فقراء المسلمين!

الآن يقولون إنه كان من الأولى أن تنفق أموال مسلسلات رمضان على المستشفيات والفقراء وضحايا كورونا، رغم أن هؤلاء أنفسهم لا يعلمون أن العدد الأكبر من العاملين فى هذا الوسط أو هذه الصناعة هم من البسطاء أيضا، وهم أشبه بالعمالة الموسمية التى قد تعمل فى شهر، ولا تعمل طوال العام.

أما عن النجوم الكبار من أصحاب الملايين، فأرى أنهم ليسوا فى حاجة إلى نشر «إعلانات» بحجم إسهاماتهم أو تبرعاتهم للدولة أو للجمعيات الخيرية أو للأغراض الإنسانية، لأن هذا بكل بساطة، نفاق ورياء.

ولا يعنينى بكم تبرع عادل إمام أو رمضان أو يوسف الشريف، ولكن ما يعنينى وما أعرفه هو أن من يتنمر على هؤلاء سبق أن «احتقر» التبرع للدولة، أو وجه تبرعاته لجمعيات مشبوهة، أو لـ«مشايخ» جمعوا الملايين فى ساعات ثم اختفوا!

يقولون أيضا إنه كان من الأولى فتح المساجد فى رمضان، بدلا من فتح البلاتوهات والاستوديوهات ونحن فى زمن كورونا، ولكنهم نسوا أن البلاتوه ليس سوى مكان عمل شأنه شأن أى مقر شركة أو مؤسسة فى مصر، قادر على مواصلة عمله المعتاد مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لعدد لا يزيد على ثلاثين أو أربعين فردا فى أفضل الأحوال، بعكس المسجد الذى يتسع لآلاف المصلين «المتلاصقين»، وأكثرهم من كبار السن، الأكثر عرضة لالتقاط العدوي، والذين ستتحمل الدولة مسئوليتهم لو حدث لهم مكروه، ولن ينفعهم وقتها أى من هؤلاء الأدعياء الذين لا يفقهون دينهم.

نعم، نتفق جميعا أن رمضان هو شهر الطاعات، ونتفق أيضا فى أن بعض أعمال رمضان فيها من التفاهات والسلبيات ما يغيظ، ونرفض أن يعيش أى فنان بمعزل عن مجتمعه، ولكن، أن نتخذ الدين ستارا لحملات ومبادرات مشبوهة لضرب قوتنا الناعمة، وضد فنانين دعموا الدولة وحاربوا الإرهاب، وضد صناعة تنشر الوعى وتفتح البيوت وترفه عن البسطاء والمرضى قبل الأغنياء والأصحاء، ونحتاج إليها هذا العام أكثر من أى وقت مضي، ولها ما لها وعليها ما عليها، فهذا توجه مرفوض، و«مكشوف»، و«مفضوح»، وسترد عليه نسب المشاهدة!


لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل

رابط دائم: