رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى أوج محنة كورونا..
تقارير إعلامية تدعم الانتهازية السياسية

هانى عسل

فى زمن الكوارث الإنسانية، تتوارى السياسة، والأغراض الخاصة، وتؤجل قضاياها ومشكلاتها، لحين انتهاء العاصفة، سواء كان ذلك من باب عدم المواءمة، أو من منظور إنسانى وأخلاقى.

 

ولكن، أن تصبح محنة كورونا فرصة ذهبية أمام تحقيق أغراض دنيئة، وتمرير أجندات مشبوهة، وتصفية حسابات، أيا كانت أطرافها، فهذه هى اللا إنسانية بعينها.

يحدث ذلك بشكل متكرر من جانب عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، التى يفترض أنها تتوخى الحذر والمهنية، وبخاصة فى تغطيتها للأزمات الإنسانية الطاحنة مثل كورونا.

ومن بين الأمثلة على ذلك، ما انفردت به وكالة «أسوشييتدبرس» للأنباء بالتلميح المغرض حول ارتباط جهود النيابة العامة فى مصر لمواجهة محاولات بث الشائعات والأكاذيب عن الوباء بما تصفه واجهات حقوق الإنسان التابعة لتنظيم «الإخوان» الإرهابى بتقييد حريات التعبير وملاحقة الإعلاميين على يد السلطات المصرية.

ويحدث ذلك، بإصرار شديد، على الرغم من أن مختلف الحكومات، وحتى فى الغرب، تلجأ لمثل هذه التدابير الحاسمة للحد من البلبلة والفزع الناجمين عن تداعيات انتشار الفيروس، وإحباط محاولات البعض لاستثمار الموقف لإثارة الخوف بين قطاعات الرأى العام، وهو ما يؤكد سلامة الإجراءات التى تتخذها الدولة المصرية لحماية شعبها من هواة الصيد فى الماء العكر، وفى مقدمتهم «الإخوان» ومؤيدوهم فى وسائل الإعلام ذات الأجندة المعادية لمصر، والذين لن يفوتوا كما هو واضح أى فرصة لبث الأكاذيب والفتن، تأكيدا على انعدام إنسانيتهم فى مثل هذه الظروف الصعبة.

جاء ذلك فى تقرير بثته وكالة أسوشييتدبرس بتاريخ 28 مارس 2020 بعنوان «الصين ترسل مساعدات طبية إلى باكستان لمكافحة تفشى فيروس كورونا»، حيث ذكرت الوكالة فى معرض تقريرها أن النائب العام فى مصر حذر من أن أى شخص ستتم إدانته بنشر أخبار كاذبة وشائعات عن فيروس كورونا، قد يتعرض لغرامة أو السجن لمدة تصل إلى خمسة أعوام.

وأضافت الوكالة أن البيان الصادر عن النائب العام جاء بعد مرور بضعة أيام على قيام السلطات فى مصر بطرد مراسلة لصحيفة «الجارديان» البريطانية بسبب تقرير أعدته واستشهدت فيه بدراسة اعترضت على العدد الرسمى لحالات الإصابة بكورونا فى مصر، وهو التقرير الذى لم تستطع الجارديان إثبات مصداقيته، لتناقض أرقامه ومعلوماته مع إحصاءيات وزارة الصحة فى مصر ومنظمة الصحة العالمية.

وكأن أسوشييتدبرس لا ترى فيما نشرته الجارديان ما يمكن تسميته بالصحافة السيئة أو Bad Reporting، وتعتبر أن استقاء المعلومات عن إحصاءات رسمية يجب أن يكون من جهات رسمية، وليس من مصادر «بير السلم»، وهو خطأ لا يمكن لأى وسيلة إعلامية أن تقع فيه تجاه أى دولة أخرى.

وكأن الوكالة تعتقد أن الترويج للأخبار الكاذبة أو الشائعات حول قضية صحية وإنسانية لا تحتمل التلاعب بها لأغراض سياسية أو حتى لتحقيق مكاسب إعلامية هو أمر يمكن السماح به فى أى دولة من الدول التى ترفع الشعارات الديمقراطية.

الطريف أن «أسوشييتدبرس» التى لا يعجبها محاكمة مروجى شائعات كورونا فى مصر هى نفسها التى بثت تقريرا بتاريخ 2 أبريل 2020 بعنوان «المتطرفون يرون فى الفوضى العالمية الناجمة عن فيروس كورونا فرصة سانحة»، حول تصريحات من مصادر مصرية للوكالة نفسها تؤكد أن هناك ارتفاعا فى عدد الهجمات التى شنها الإرهابيون فى شمال سيناء خلال شهر مارس الماضى ظنا منهم أن أزمة كورونا ستخفف قوة السيطرة الأمنية فى تلك المنطقة، وهو ما لم يحدث بالفعل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق