رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ماذا يريد «إعلام كورونا» من مصر؟!

هانى عسل

لا أحد يعرف ما الذى كان يمكن أن يحدث لو كانت مصر وحدها هى التى تعرضت لوباء كورونا!

فى وسائل الإعلام الأجنبية المعادية لمصر، نقرأ تقارير وتفاصيل تعطى انطباعا بأن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تعانى هذه الأزمة!

يحدث ذلك على الرغم من أن مصر هى واحدة من أقل دول المنطقة والعالم من حيث عدد حالات الإصابة بالفيروس «كوفيد 19» وعدد الوفيات من هذا المرض، ونسبتهم قياسا إلى عدد السكان، بل واحدة من أكثر دول المنطقة والعالم من حيث معدلات التعافى من المرض.

مع بداية ظهور المرض فى مصر، ظهر التربص واضحا، بل وحتى من قبل ظهور المرض، كان هناك إصرار من جانب بعض وسائل الإعلام إياها على ترديد الشائعات والتعليقات المشبوهة التى كان يطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعى عن ظهور حالات فى مصر، وأن الدولة تخفى الحقيقة فى هذا الأمر، رغم أن شهادات منظمة الصحة العالمية كانت واضحة ومحددة وإيجابية لمصلحة مصر منذ ما قبل ظهور المرض.

ومع بدء عملية التفشى، تفجرت قضية انتشار كورونا بين المعتقلين فى السجون المصرية.

وبثت وكالات أنباء وصحف عالمية عدة تقارير تتبنى الدعوات المشبوهة الرامية للإفراج عن الإرهابيين والفوضويين الصادر ضدهم أحكام قضائية فى السجون المصرية، بدعوى حمايتهم من تهديدات العدوى بالفيروس، فى محاولة مكشوفة للعبث بأمن واستقرار مصر، على غرار ما جرى خلال أحداث يناير 2011 من انفلات أمنى فور اقتحام أقسام الشرطة والسجون وإطلاق سرح مسجونين فى قضايا مختلفة.

ومن بين الأمثلة على ذلك ما بثته وكالة «رويترز» بتاريخ 19 مارس 2020 بعنوان «مصر تعتقل سيدات طالبن بالإفراج عن السجناء وسط انتشار لفيروس كورونا». وحتى عندما صدر قرار بالعفو عن بعض السجناء، ذكرت وكالة «أسوشييتدبرس» بتاريخ 20 مارس 2020 أن القرار سببه وجود دعوات عديدة للإفراج عن السجناء خوفا من تفشى فيروس كورونا بينهم، أو هكذا فسرت الوكالة القرار! ومع مرور الوقت، انتقل الحديث فى الإعلام الأجنبى عن الأضرار البالغة التى ستلحق بالاقتصاد المصرى »بالذات« نتيجة تفشى كورونا، على الرغم من أن الأضرار الاقتصادية ستلحق بجميع دول العالم الموبوءة، وليست مصر وحدها، بل إن الإجراءات الاقتصادية العاجلة التى اتخذتها مصر كانت دائما تسبق الأحداث، وهو ما لم يحدث فى دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفى تقرير لوكالة أسوشييتدبرس بتاريخ 18 مارس 2020 عن إصابات كورونا فى إيران تحديدا، جاء ذكر مصر دون أى سبب مفهوم، حيث قالت الوكالة إن مسئولة تسمى داليا السمهورى وصفتها بأنها مسئولة إقليمية رفيعة المستوى فى منظمة الصحة العالمية ذكرت أنه من المرجح أن كلا من إيران ومصر، وهما دولتان من كبرى دول الشرق الأوسط من حيث الكثافة السكانية، لديهما حالات غير مبلغ عنها بسبب طبيعة الفيروس الذى قد ينتشر بواسطة أفراد لا تظهر عليهم أعراض واضحة تفيد بأنهم مصابون. وغنى عن القول أن طبيعة الفيروس هذه ليست أمرا يخص مصر وإيران وحدها، أو أى دولة بعينها دون أخرى، وإنما تخص كل دول العالم دون استثناء.

وبعيدا عن لغة التشفى واصطياد الأخطاء ونشر المعلومات المغلوطة، بقى أن نشير إلى أن الأخبار المتعلقة بإرسال مساعدات مصرية إلى دول مثل الصين وإيطاليا لم تجد طريقا لها فى تقارير هذه الوسائل الإعلامية المحترمة التى ربما لم تجد أى أهمية فى إرسال دولة نامية مساعدات إلى دول عظمى، باعتبار أن اهتمامها الأكبر يجب أن يظل منصبا على خمس سيدات يتظاهرن لسبب غير مفهوم فى قلب القاهرة، أو على شائعات ترددها عناصر إرهابية وفوضوية على السوشيال ميديا، أو على خسائر كورونا الاقتصادية على مصر بمفردها، باعتبارها الدولة الوحيدة المتضررة من كورونا على مستوى العالم!

.. أى إعلام هذا الذى يقدمونه لنا؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق