رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من «مشروع أردوغان» إلى «مشروع ليلى»..
إعلام أجنبى بأجندات غير متزنة

كتب ــ هانى عسل

يبدو أن أحدا لا يتعلم، ولا يريد أن يتعلم.ففى الوقت الذى تدور فيه الدوائر هذه الأيام على مؤسسة إعلامية كبرى هى هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» بما يهدد بزوالها إلى الأبد، حتى إن كان ذلك لأسباب اقتصادية أو تنظيمية، لا تزال أذرع الإعلام الأجنبى الكبرى مصرة على ممارسة هوايتها فى تضليل الرأى العام، وتقديم تغطية منحازة، لا تعبر عن فكرة «الاستقلالية» و»الحيادية» التى ترفعها هذه المؤسسات فى وجه منتقديها.

وتعد مصر واحدة من أبرز الأمثلة على استهداف دولة بعينها بطائفة من الأخبار السلبية دون غيرها، ودون تكذيب بين الصدق والكذب، لمجرد خدمة أهداف غامضة، لا تتوافق مع المهنية أو الموضوعية أو الاستقلالية، بل ولا تتفق حتى مع توجهات وسياسات الدول التى تنتمى إليها هذه المؤسسات.

وخلال الفترة الماضية، ركزت وسائل إعلام أجنبية كثيرة على حادث وفاة طفلة مصرية خلال خضوعها لعملية ختان، دون أدنى إشارة إلى الدور القوى الذى تبذله قيادات وأجهزة الدولة لوقف تلك العادة القديمة.

كما استمرت الوسائل نفسها فى تشويه الحقائق وتجميل صورة الجماعات الإرهابية داخل مصر وخارجها، عبر تعريف أعضائها بأنهم من المسلحين أو المتشددين.

وبدا ذلك أيضا من خلال محاولتها التخفيف من دور القيادة التركية فى جلب الإرهابيين إلى ليبيا، وإبداء الارتياح غير المبرر للدور الذى يلعبه نظام رجب طيب أردوغان فى هذا المجال، لإحياء دور تنظيم «الإخوان» المفكك الذى صار أشبه بالجسد الميت الذى لا يفلح معه دواء ولا علاج ولا حتى قبلة حياة.

فقد اهتمت وكالة «رويترز» بنشر خبر يوم 6 فبراير 2020 بعنوان «الأمم المتحدة: القضاء على ختان الإناث يحتاج إلى قرون»، عن واقعة فتاة الختان فى مصر، دون الإشارة إلى ما تبذله مصر من جهود توعوية وطبية، وما سنته من تشريعات فى هذا المجال.

واهتمت وكالة «أسوشيتدبرس» فى تقرير بثته بتاريخ 2 فبراير 2020 بوصف منفذى حادث إرهابى فى شمال سيناء بأنهم «متشددون إسلاميون»، وهو نفس ما اتبعته «رويترز» فى خبر بثته بتاريخ أول فبراير عن الحكم بإعدام الإرهابى هشام عشماوي، إذ اكتفت بوصفه بأنه ضابط سابق تحول إلى «متشدد إسلامي»!

وعلى النقيض من ذلك، تعاملت وسائل الإعلام الأجنبية باستخفاف غير مبرر مع جرائم وانتهاكات نظام أردوغان، بدليل أن «رويترز» وصفت فى تقرير لها بتاريخ 5 فبراير العدوان التركى على شمال سوريا بأنه «غزو»، وقالت إن بسببه ستوقف واشنطن برنامجا سريا للطائرات بدون طيار مع تركيا، على الرغم من أن تصريحات المسئولين الرسمية فى الولايات المتحدة تؤكد أن الولايات المتحدة غير راضية عن تصرفات تركيا فى سوريا، ولا عن تصرفاتها الاستفزازية فى شرق البحر المتوسط، وهو ما أكده تقرير بثته أسوشيتدبرس نفسها بتاريخ 5 فبراير عن قيام تركيا بإرسال «المقاتلين التابعين للمعارضة السورية»، جوا، إلى مسرح جديد للحرب فى ليبيا، بعد أن خففت إجراءات الحراسة على حدودها حتى يتسنى لهم الذهاب إلى الأراضى الليبية، فى تنفيذ لمشروع أردوغان الذى يجرى تنفيذه وسط مشاهدة واستمتاع المجتمع الدولي.

واستمرارا لهذه المكاييل غير المتزنة، بثت «رويترز» خبرا بتاريخ 3 فبراير عن قيام جامعة فى قطر بإلغاء ندوة حوارية مع فرقة «مشروع ليلي» بعد رد فعل مناهض للمثليين عبر الإنترنت فى قطر «المحافظة»، بحسب قول التقرير، علما بأن هذا «الود» لم يكن هو نفس ما انتهجته وسائل الإعلام الأجنبية نفسها فى تناول وقائع مماثلة تخص قضية الشواذ وأنصارهم فى مصر مثلا، بل قامت الدنيا وقتها ولم تقعد، وانهالت الاتهامات على السلطات فى مصر بإصرارها على قمع حقوق الإنسان وحرية التعبير!

تري، ما هى الأجندات التى تعمل لصالحها وسائل إعلامية تتناول القضايا الداخلية فى مصر، والقضايا الإقليمية والدولية، بهذا الانحياز؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق