رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحياد.. خيانة

عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية الحكم فى 2014، ووجه بكم هائل من العراقيل المحبطة، تزعمها فصيل خائن، اعتقد أنه يملك من التابعين ما يمكنه من تغيير دفة الأمور، وتوجيهها صوب ما يريد.

وبعيدا عن الدخول فى تفاصيل تاريخية، نعيها جميعا و نحفظها عن ظهر قلب، بما فيها ذلك الفصيل، الذى انكشفت سوءاته، وتأكد للعالم أنه يبحث عن مغانم ضيقة للغاية، تعود بالنفع له وحده، فقد اعتبر نفسه أسمى وأرقى من مصر، باعتبارها جزءا منه وليس العكس.

آلمنى استشهاد رجال القوات المسلحة يوم الأحد الماضي، عليهم رحمة الله ورضوانه، وهم يدافعون عن مصر ضد حفنة من الخونة، ومع نجاح القوة الأمنية فى النيل من هؤلاء الإرهابيين، بتضحيات بواسلنا الشهداء، ألقى الضوء على بعض النقاط التالية:

أتذكر حديثا دار بينى وبين أحد المعزين فى أحد المعارف، منذ فترة ليست بالطويلة، حينما كان يقول إن مصر أنفقت مبالغ طائلة على التسليح، وكان الأولى إنفاقها على بنود أخري، فرد عليه أحد الأشخاص ـ تنبئ هيئته أنه رجل عسكرى مفندا له أسباب هذا الإنفاق، وضروراته، لم يستطع أن يبارزه الرجل فى تفنيده وشرحه السلس، وانتهى الحديث بينهما، ثم بادرته بسؤال، أيهما أفضل، أن تكون قويا عفيا، تملك إرادتك الكاملة، أم تكون ضعيفا بلا حول ولا قوة، وبالتالى يتحكم فيك القوي؟

لم يرد الرجل، طالبا الانصراف، فشعرت بأنه لا يريد أن يدخل فى نقاش لن ينتهى لمصلحته، مع مرور الوقت، وفى مواقف متفاوتة، فى مترو الانفاق، وهو مكان ملائم ليجمع عددا معتبرا من الناس، الرابط الأوحد بينهم، هى صدفة التجمع فى هذا المكان، كنت تجد من يعبر عن امتعاضه من ارتفاع الأسعار، وتأثيره السلبى على مسار حياته، وما يسببه من ارهاق يفوق قدرته، ثم يأخذ الحديث لطريق آخر، يهدف من ورائه لتأكيد أن فكرة تحرير سعر الصرف كانت خاطئة، وعندما دحض أحد الموجودين مزاعمه بالمنطق، ووجد ترحيب المحيطين بهذا التفسير، حاول أن يعود أدراجه ليحبط الناس مرة أخري، وعندما وجد تجاهلا منهم، أسقط رأسه فى هاتفه.

لنصل لنموذج آخر، قابلته فى أحد النوادي، كان يحاور النادل، ليقنعه بالحياد، فنحن ـ ويقصد نفسه وأقرانه ـ لا ننشغل بما تم أو يتم، وحينما سأله الشاب، وماذا يُطلق على هذا الموقف، قال الرجل، إنه الحياد.

أما المتضرر من الانفاق العسكري، فأقول له و لغيره، إن الجيش المصرى احتل المرتبة التاسعة دوليا، فى ترتيب أقوى جيوش العالم، والأول عربيا، وأزيد أن التقييم لم يكن للعتاد العسكرى فقط، ولكنه توغل ليشمل قدرة الجنود و كفاءتهم، وهذا يؤكد أن ما فعله الجيش المصرى مبهر على جميع المستويات، القتالية والتدريبية وكذلك التسليحية، هذه القوة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت عبر جهود مضنية وعزيمة سياسية، قررت أن تمتلك مصر إرادتها الكاملة، ونجحت، فما حققته مصر على المستوى العربى والإقليمى والقارى والعالمى غير مسبوق.

وقد تم على التوازي، مع ما حققته على الصعيد الداخلي، فقد تم تحديث البنى الأساسية من شبكة طرق وكهرباء، وصرف صحي، وبناء أنفاق بسواعد مصرية، تجعل الدخول والخروج من سيناء متعة كان يشتاق إليها المصريون، وها هى تتحقق، أضف إليها عشرات المدن الجديدة و مئات الآلاف من الوحدات السكنية، بتسهيلات تناسب كل المستويات الاجتماعية، وفى وسط هذا قضت مصر على مسمى العشوائيات بحرفية شديدة.

أما الدولار، الذى أدى قرار تعويمه فى نوفمبر 2016، لارتفاع مبالغ فيه للأسعار، لاسيما أن هناك كثيرين من التجار استغلوا ذلك الظرف ليتاجروا بالناس، اليوم فقد جزءا كبيرا من قيمته مقابل الجنيه، وللمتحدثين عن ثبات الأسعار، رغم إنخفاض سعر الدولار، أضرب لهم مثلين، الأول السيارات، ففى الأسابيع الأخيرة أمسينا نشاهد تخفيضات واضحة فى أسعارها، بعد أن تكاتف المستهلكون لمواجهة جشع المستوردين، ومتابعو أسعار الأجهزة الكهربائية، سيجدون أسعارها أفضل مقارنة بالعام السابق والأسبق، ولأن تحرير سعر الدولار مقابل الجنية يرتبط بالعرض والطلب، أيضا قيمة السلع، العرض والطلب مكون رئيسى لتقييم سعرها، وهنا يأتى دور المستهلك.

فقد يرى سلعة واحدة معروضة بأسعار مختلفة فى أماكن متفرقة، وذلك يعنى أن صاحب السعر الأعلى هو الأكثر جشعاً، وهو نفسه الذى يعرض سلعة لفترة طويلة برقم ما، ثم يأتى معلنا عن تخفيضات ليبيعها برقم أقل بكثير، فهل خسر؟

لذلك وعى المستهلك من شأنه ضبط إيقاع السوق، الذى يقوم على ثلاثة محاور، المنتج والمستهلك وكمية المعروض.

أما المحايد، الذى ينأى بنفسه منزويا، متخفيا وراء مزاعم هشة، قانعا مقتنعا، بأن موقفه لن يقدم أو يؤخر، فأقول له، هذه خيانة.

من يحرس حدودك و يسهر على أمنك وأمانك، مقدما نفسه فداء لبلده، مؤمنا بقيمة و قامة عمله، بفضله، تسير فى طريقك ذهابا وإيابا وأنت مطمئن، وكذلك عائلتك، ورغم أنه يعمل لمصر بكل أبنائها وطوائفها، ولا ينتظر من أحد مقابلا، إلا أن أضعف الإيمان، أن نصطف جميعا خلف بلدنا نُعلى من شأنها بالفعل وليس القول، مقدرين ما يتم بذله من تضحيات، ومن يشذ عن الصف .. فهو خائن.

[email protected]
لمزيد من مقالات عمـاد رحـيم

رابط دائم: