ما زال أعداء مصر يعيشون فى وهمهم القديم! ومع حلول شهر يناير من كل عام، يستعيد هؤلاء «الذكريات» أملا فى إعادة الماضي، وفى أن يعيد التاريخ نفسه، دون أن يدرك هؤلاء أن الزمن قد تغير، والألاعيب التى يقومون بها يمكن أن تنطلى من جديد على المصريين.
بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، وانتشار دعوات تحريضية ضد الدولة عبر وسائل التواصل الاجتماعى لإعادة سيناريو الفوضى وإثارة الشغب الذى أتى بتنظيم إرهابى إلى السلطة لمدة عام، اهتمت وسائل إعلام أجنبية كثيرة بتكثيف تغطيتها السلبية للشأن المصري، وبخاصة إعادة إثارة ملف حقوق الإنسان وأوضاع السجون والمسجونين فى مصر، فى محاولة لتكرار مشهد »غياب الوعي« الذى تسبب فيما شهدته مصر من أحداث مأساوية فى تلك الحقبة المريرة من تاريخها، ولإيجاد مبرر للاستجابة للدعوات التحريضية هذا العام.
وفى الوقت الذى لم تشغل فيه قضية وفاة معتقل محبوس على ذمة إحدى قضايا الإرهاب خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع وزير الخارجية مايك بومبيو فى برلين مؤخرا، سوى حيز محدود للغاية من جدول أعمال محادثات الجانبين، خاصة وأن السلطات المصرية المختصة سبق وأن ردت بما يكفى من الناحية القانونية لتوضيح أبعاد هذه القضية، فقد انتهزت وسائل إعلام أجنبية الفرصة للتضخيم من هذه القضية، وإظهار أنها كانت أهم ما دار فى المباحثات، أو أنه لم يكن هناك غيرها على الرغم من حقيقة أن ملفات محاربة الإرهاب وقضية ليبيا وأمن البحر المتوسط والعلاقات الثنائية كانت هى الأكثر أهمية بكل تأكيد.
كما تعمدت تلك الوسائل الإعلامية الإكثار خلال الأيام الماضية من نشر تقارير عن شكاوى سجناء الجماعة الإرهابية من ضعف أوجه الرعاية الصحية المقدمة لهم، فقد بثت وكالة »رويترز« بتاريخ 13 يناير 2020 تقريرا بعنوان «الولايات المتحدة تؤكد الوفاة التى كان من الممكن تجنبها للمواطن مصطفى قاسم»، واستغلت فرصة حدوث هذه الواقعة فى الترويج لادعاءاتها عن السجل الحقوقى لمصر، ونقلت عمن سمتهم بـ«نشطاء حقوقيين« قولهم إن مصر »سجلها سيىء فى مجال حقوق الإنسان«، وأن الحكومة الحالية »تشرف على حملة قمع غير مسبوقة تستهدف الحريات« وأن »ميدان رابعة العدوية شهد الحادثة المنفردة الأكثر دموية فى الاضطرابات التى تلت انتفاضة يناير 2011«، وكأن الوكالة اختارت أن تنقل وجهة نظر تنظيم إرهابى بمفرده تجاه حوادث ووقائع عاشها المصريون بأعينهم، ولم يشرحها لهم أحد!
وذهبت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث زعمت فى تقريرها بتاريخ 16 يناير 2020 نقلا عن رواية مضحكة لصحيفة »نيويورك تايمز« الأمريكية أن »قاسم لا علاقة له بالسياسة« وأنه »تم اعتقاله تعسفا لمجرد أنه يحمل جواز سفر أمريكيا« وأنهم »عندما ضبطوه تعمدوا إلقاء جواز سفره على الأرض لتدوسه أقدامهم»!
فأى هزل أكثر من ذلك؟!
ولم يقف الحال عند هذا الحد، فبعيدا عن المجال الحقوقي، انفردت »أسوشييتدبرس« بترديد مقولات قديمة حول مشروع قناة السويس الجديدة، فبثت تقريرا بتاريخ 16 يناير 2020 بعنوان »خبراء يصرحون بأن سلالات جديدة تغزو البحر المتوسط بسبب قناة السويس«!
فقد كان من العجيب حقا أن تنسب الوكالة تصريحات لمن يقولون إنهم خبراء عن سلالات بحرية تغزو المتوسط، وتقف فى الوقت نفسه عاجزة عن مشاهدة أو رصد »سلالات« أكثر وضوحا من الدواعش القادمين من سوريا وتركيا وهى تغزو سواحل شمال ليبيا لتهديد الأمن القومى الإقليمي، ويتبناها الرئيس التركى وحكومة الوفاق فى ليبيا علانية أمام المجتمع الدولي!،
رابط دائم: