الارتقاء بالبحث العلمى

التعليم والبحث العلمى هما قاطرة الدول والشعوب للتقدم الحقيقى وتبوؤ مكانة مرموقة بين الأمم. وبقدر الاهتمام بقضية التعليم العالى والبحث العلمى يكون موقعنا على خريطة العالم، وهو موقع لا يزال بعيدا عما ينبغى أن نكون عليه فى العالم العربى.

وتراجع مراكز الدول العربية فى التصنيفات الدولية علميا وبحثيا ليس وليد الحاضر، بل بدأ مع استعمار الغرب للمنطقة وتدميرها ونهبها وتقسيمها، واستمر حتى الاستقلال، حيث لم تحظ هذه القضية بالاهتمام المستحق من حكومات الدول العربية مع ظهور وتفاقم المشكلات الاقتصادية والسياسية خلال العقود الماضية.

وبداية الاهتمام بالبحث العلمى فى العالم العربى تكون بزيادة المخصصات المالية لتمويله، وكذلك تشجيع العقول العربية المهاجرة على العودة لوطنها بتوفير ما تحتاجه من مراكز علمية متخصصة، وتشجيع القطاع الخاص على الانخراط فيه، وعدم استئثار الحكومات بهذا المجال.

وقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال استقباله أمس، وزراء التعليم العالى والبحث العلمى العرب، أهمية دور وزارات التعليم العالى والبحث العلمى فى الوطن العربى للسعى نحو الارتقاء بالجامعات ومنهجية البحث العلمى، للإسهام فى عملية بناء الإنسان، باعتبارهما ركن أساسياً فى بناء الدولة العصرية الحديثة وركيزة محورية لتلبية طموحات الدولة لتحقيق هدف التنمية المستديمة.

وأكد الرئيس خلال اللقاء أن كتلة الشباب تشكل الشريحة الأكبر من المجتمعات العربية، ومن ثم تمثل طاقة إيجابية هائلة إذا ما أحسن استثمارها، وهو الأمر الذى يحتم الاهتمام بمحور الشباب من خلال صياغة وبلورة خطة عمل طموحة لتوظيف طاقاتهم وتوعيتهم بالتحديات التى تمر بها المنطقة. وشدد الرئيس على أهمية تعزيز دور وزارات التعليم العالى والبحث العلمى فى الوطن العربى كجسر ومنصة تسهم فى تعظيم التفاعل بين الشباب العربى النابغ، وتبادل الخبرات فى هذا الصدد، مشيراً إلى أهمية توظيف التكنولوجيا فى خدمة المجتمع، وكذلك الاهتمام باللحاق بركب الذكاء الاصطناعى وتعظيم الاستفادة من هذه التقنية.