سوف تثبت الأيام أن أردوغان وتابعه تميم ارتكبا غلطة العمر عندما خططا سويا لعقد مؤتمر تحت الراية الإسلامية في ماليزيا من أجل مكايدة السعودية ومصر وادعاء القدرة علي إيجاد إطار بديل لمنظمة المؤتمر الإسلامي فإذا بالسحر ينقلب علي الساحر ويعتذر رئيسا أكبر دولتين إسلاميتين مدعوتان للمؤتمر المشبوه عن المشاركة وهما إندونيسيا وباكستان ليشد أردوغان شعره من الغيظ ويبكي تابعه تميم علي الملايين المهدرة من خزينة الشعب القطري.
لقد بدأت مؤشرات الاعتراف والفشل تظهر علي السطح وخرج أردوغان عن صوابه – قبل أن يغادر ماليزيا - وراح يكيل الاتهامات للسعودية بأنها هددت باكستان وإندونيسيا بالاستغناء عن العمالة الوافدة وسحب الودائع من أجل إجبارهما علي عدم المشاركة في قمة كوالالمبور التي أرادوها قمة مصغرة تمثل أكبر عدد من المسلمين فإذا بها تتحول إلي قمة هزلية كما وكيفا ولا يلتفت لانعقادها أحد في العالم سوي قناة الجزيرة وتوابعها.. بل إن أردوغان لم يفته أن يهاجم مصر والسعودية والإمارات بدعوي أنهم يتصدون لأطماعه غير المشروعة في ليبيا!
والحقيقة أن حماقة أردوغان وغباء تميم دفع بهما إلي الارتماء في أحضان الرئيس الإيراني روحاني ودون وعي بأن هذا الارتماء والتماهي مع سياسات إيران الشيطانية سوف يجعل من أحاديث وأمنيات قطر التي تروج لها منذ أسابيع حول إمكانية تحقيق المصالحة السعودية القطرية التي تمهد لمصالحة تركية سعودية مجرد مزحة سخيفة تضاف إلي خيالات وأوهام بعض ما ورد في أوراق هذه القمة بأن هدفها الدفاع الفعال عن مصالح العالم الإسلامي بينما أدلة تورط أنقرة والدوحة وطهران في تهديد أمن واستقرار العديد من الجبهات الداخلية لأقطار الأمة أدلة دامغة وظاهرة للعيان.
باختصار شديد أقول: إن غلطة العمر التي ارتكبها أردوغان وتابعه تميم بمباركة روحاني ومهاتير لم تكن شرا بأكملها رغم أن دوافع الذهاب إليها كانت دوافع شريرة ويكفي أن معظم الدول الإسلامية رأت في هذه القمة المشبوهة أنها بمثابة مؤامرة الشياطين ضد العالم الإسلامي من خلال تفتيت وحدة العالم الإسلامي والسعي لعزل السعودية ومصر عن فضائهما الروحي اللذان يفخران به ويشرفان باستضافة الكعبة المشرفة وقبر الرسول في مكة والمدينة إلي جانب استضافة مصر للأزهر الشريف الذي يعد أكبر منارة ثقافية ودينية وحضارية يتباهي بها العالم الإسلامي علي كافة الأمم.
خير الكلام:
<< لا يمكن البناء فوق الحقد.. إنه كمن بني فوق المستنقع!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: