تلقيت دعوة كريمة من العميد محمد إبراهيم عياد رئيس مدينة الطود بمحافظة الأقصر لحضور افتتاح مكتب السجل المدنى بالمدينة، الإنجاز قد يبدو صغيرا، ولكنه كان كبيرا على أرض الواقع، ففرحة المواطنين بهذا الإنجاز لا توصف، فهو يخدم نحو 155 ألف مواطن كانوا يعانون السفر وتكاليفه للأقصر, تبعد أكثر من عشرين كيلو عن المدينة, لاستخراج شهادة ميلاد أو بطاقة أو غير ذلك من خدمات السجل المدني. الأهم من كل ذلك أن هذا المكتب يمثل قصة تعاون وكفاح بين أهالى المدينة، فعندما طرحت الفكرة على رئيس الطود، كانت ضربة البداية من عنده فقام بتوفير المقر للسجل من مبانى مجلس المدينة، وبقى الدعم المادى لشراء الأجهزة والمكاتب والشبكات، فتكاتف أهل الخير والأعيان للوفاء لبلدهم، وقرروا البحث عن تمويل خارج صندوق الحكومة، فتم تقسيم تكاليفه عليهم، فمنهم من قام بشراء أجهزة كمبيوتر أو دهان أوتشطيب أوفرش المكتب ليتم تجهيزه فى أسابيع قليلة معلنا عن تكاتف وشهامة أبناء الصعيد فهم ليسوا قطاع طرق أو يبحثون عن الأخذ بالثأر كما تصورهم المسلسلات والأفلام. سألت أبناء البلد عن سر ثقتهم الكبيرة فى التأكد من عدم ضياع تبرعاتهم أو استخدامها فى أغراض أخرى غير تجهيز مكتب السجل المدنى فكانت الإجابة: عندما تثق فى رئيس مدينتك وتجده نظيف اليدين، فتبرع بما تقدر عليه فسيصل إلى من يستحقه. ليس كل مسئول فاسدا أو مرتشيا فهناك الكثير منهم يتمتعون بالسمعة الطيبة وطهارة ونظافة اليدين، ويبحثون عن خدمة مواطنيهم خارج صندوق الحكومة.
لمزيد من مقالات عادل صبرى رابط دائم: