رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زراعة الأسطح «رئة خضراء» فى مواجهة «القبح والفوضى»

سامى خير الله
> عشوائية الأسطح تشوه المدن > تصوير ــ عصام شكرى

  • وكيل كلية الزراعة: تنفيذ التجربة بالقرى والنوادى والبدء بـ300 متر

انتشرت خلال الفترة الأخيرة زراعة الأسطح فى المدن الجديدة خاصة مدينة بشائر الخير التى زارها الرئيس عبدالفتاح السيسى ووجه فيها بضرورة تطوير العشوائيات لتحقيق التوازن البيئي، وعودة الزراعات العضوية، التى لا تعتمد على المبيدات، خاصة فى الوقت الذى تتقلص فيه مساحة الأراضى الزراعية فى المحافظات خاصة فى الوجه البحرى لمصلحة «البنايات الخرسانية».

وعلى الرغم من حصول مصر على المركز الثالث عالميا بعد فرنسا والصين، فى زراعة الأسطح، فإن الأمر لا يزال يحتاج إلى الكثير من الدعم، لتعود مصر «خضراء» من جديد خاصة فى ظل لجوء عدد كبير من المواطنين حاليا، إلى هذا المشروع ليكون ملاذا لهم، إما اقتصاديا عن طريق البيع أو بتحقيق اكتفاء ذاتى لهم خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار والذى يتأثر به محدودو الدخل، بالإضافة إلى القضاء على مظاهر «القبح» التى تسيطر على الشكل البنائى والهندسى للمباني، حيث تحولت الأسطح إلى مأوى للفئران ومخزن للأشياء العديمة القيمة، مما يتطلب التدخل لإنقاذ الشكل الجمالى للإسكندرية.

«الأهرام» طرحت الفكرة للحوار المجتمعي، حيث رحب المهندس عاطف الأصيل متخصص وخبير زهور وزينة بالتجربة، مؤكدا أن زراعة الأسطح تسهم فى تنظيف أسطح المبانى والمنشآت المختلفة والتخلص من المهملات والقاذورات المخزنة فوق الأسطح والتى تعطى فرصة لعيش العديد من الكائنات الضارة مثل الناموس والذباب والفئران والصراصير والسحالي، والتى تؤثر بالسلب على الصحة العامة لساكنى هذه المبانى على المدى الطويل.

وأضاف «الأصيل» أن التجربة أصبحت من المشروعات الصغيرة التى يمكن أن يقوم بها عدد من فئات المجتمع مثل الشباب وربات البيوت وذوى الاحتياجات الخاصة، والطلبة والطالبات فى أوقات الفراغ والإجازات، مما يشغل وقت فراغهم بصورة مفيدة، خاصة أنه يمكن زراعة الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية ونباتات الزينة وزهور القطف، بما يدر دخلاً للأسرة.

وقال المهندس نبيل فوزى مقار إن زراعة أسطح المنازل تجربة رائدة، حيث بدأت فى بشاير الخير انطلاقا من الشعور بحب الزراعة والجمال والماء والخضرة، الا أنها مع مرور السنوات، توسعت لتصبح مشروعات صغيرة تهدف إلى جانب الجمال إلى الربح المادي، وسد حاجة الأسرة والبيوت، من الخضراوات والفاكهة أيضاً.

وأشار الى أنه على الرغم من اهمية الفكرة اقتصاديا وقوميا فإن زراعة الأسطح لها فوائد للبيئة، منها تقليل الأتربة والغبار وثانى أكسيد الكربون بجانب حصول الأسر على غذاء نظيف ومصدر إضافى لدخل الأسرة .

ويقول المواطن يسرى الشربينى إنه عايش هذه الفكرة فى الخارج ويحلم بأن يتم تطبيقها فى مصر عامة وفى الإسكندرية بصفة خاصة، لا سيما أن الإسكندرية لديها ملايين العمارات فى مختلف الاحياء وهى فرصة طيبة لتنفيذ الفكرة لتحقيق الاكتفاء الذاتى للمواطنين باعتبارها تجارة رابحة، فضلا عن استعادة الرونق الجمالى للمدينة بدلا من الكراكيب خاصة أن الإسكندرية لها طابع تاريخى مهم يجب الحفاظ عليه.

بينما أعلن الدكتور محمد شاكر عميد كلية الفنون الجميلة السابق دعمه الكامل للفكرة، مؤكدا أنها تجربة غير تقليدية وفكرة من خارج الصندوق، حيث تتم إزالة القبح الذى سيطر على المبانى التراثية العتيقة لسنوات عديدة واستبدال الخضرة به، مما يعطى غذاء بصريا للعين فى أثناء النظر إليها.

وطالب «شاكر» بعرض الفكرة على المجلس التنفيذى للمحافظة من أجل دراستها، تمهيدا لاستصدار تكليف أو قرار بتعميم تنفيذ التجربة على جميع المبانى بمختلف الأحياء، خاصة السكنية المحرومة من الخضرة والاشجار واشراك مديرية الزراعة لارسال قوافل توعية للمواطنين باهمية زراعة الاسطح التى تحقق منافع كثيرة بينها احداث التوازن البيئى المطلوب والحفاظ على الاكسجين واستعادة الرئة الخضراء للمدينة من جديد. كما تحافظ التجربة على الجمال والتراث بدلأً من «الكراكيب» التى تصدر للعين القبح والكآبة .

زراعة الأسطح تفتح رئة جديدة

وقال الدكتور صبحى سلام وكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة فى جامعة الاسكندرية والمستشار الزراعى للمحافظ إن زراعة الأسطح تمنح المدن المصرية رئة جديدة للتنفس لمواجهة الملوثات، إن التوسع فى التنفيذ يسهم فى الحد من مخاطر التعديات على الأمن الغذائى ويحقق الترابط الاجتماعى بالمدن، خاصة أن الأسطح تحولت إلى أوكار للفئران والحشرات وتخزين المخلفات، وهو ما يستوجب التوجه نحو الزراعة المائية لضمان النجاح فى مواجهة هذه الأمور لاسيما ان أسطح العمارات أصبحت غير آدمية بالمرة وتشوه التراث السكندري.

وشدد على أن زراعة أسطح المنازل والشرفات ليست رفاهية كما يعتقد البعض، بل أمر مهم لتحسين المناخ البيئي، والحفاظ على صحة الإنسان بتناول خضروات وثمار صحية، ويمكن من خلالها إقامة مشروعات صغيرة للشباب وربات المنزل. .

وقد جاءت هذه الفكرة نتيجة الزيادة السكانية المطردة، الأمر الذى استلزم زيادة عدد المبانى والمنشآت المختلفة، ما ترتب عليه الانخفاض الشديد فى المساحات الخضراء ونتج عنه العديد من المشاكل مثل تلوث الهواء نتيجة زيادة مصادر التلوث بالعوادم مع اختفاء النبات الأخضر الذى يعتبر المرشح الطبيعى الوحيد لملوثات الهواء.

وكشف «سلام» عن أن الدراسات أثبتت أن زراعة الأسطح تؤدى إلى تقليل كمية الملوثات الموجودة بالهواء، حيث وجد أن زراعة متر أو اثنين من السطح طوال العام تؤدى إلى إزالة 100 جم من الملوثات الموجودة فى الهواء سنوياً، كما أن زراعة الأسطح تؤدى إلى زيادة نسبة الأكسجين وتقليل نسبة ثانى أكسيد الكربون بهواء المدن، حيث وجد أن زراعة نفس المساحة تؤدى إلى إنتاج كمية أوكسجين تكفى لتغطية الاحتياجات التنفسية لشخص بالغ واحد لمدة عام.

وأضاف أن كلية الزراعة تستعد لتنفيذ هذا المشروع فى القرى والمدارس بالتعاون مع العديد من الجمعيات والنوادي.

وعن الأنواع المحددة التى تناسب الزراعة على الاسطح قال مصدر بمديرية الزراعة فى الاسكندرية إن هناك زراعات بصفة أساسية نقدم إرشاداتها للمواطن فى حالة رغبته فى زراعتها مثل نباتات الزينة، نباتات طبية عطرية، خضراوات مثل طماطم، خيار، فلفل، الجرجير، البقدونس والذى يمثل كل عنصر الخضراوات فى أطباق السلطة، وهناك توسعات فى الزراعة مثل الباذنجان، والفلفل، والكرنب، والسبانخ، وهناك تجربة نموذجية لزراعة الأسطح فى إدارة خورشيد الزراعية، حيث تمت على فترات طويلة زراعة الخضراوات بأصنافها المختلفة، وهى نموذج نقدمه لزراعة الأسطح.

ولفت الى أن أحدث الأساليب هى الزراعة فى مواسير المنازل، فهى أعلى تكلفة من الطرق التقليدية، وتحتاج إلى إمكانات ومكان، ويتم الزراعة فى مواسير هرمية.

فهل تلقى هذه الفكرة استجابة وتشجيعا لتقف فى مواجهة القبح وتنشر بعض الجمال .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق