رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مترو أنفاق الإسكندرية.. «حلم السنين» يتحول إلى واقع

تحقيق ــ سامى خيرالله
تصوير ـ عصام شكرى
هل ينهى مترو الأنفاق الزحام فى شوارع الأسكندرية؟ > صورة أرشيفية > تصوير ـ عصام شكرى

لم يعد حلم إنشاء مترو أنفاق الإسكندرية الذى يمتد من منطقة أبوقير شرقًا حتى الكيلو 21 بالعامرية غربًا مارًا بوسط المدينة بطول  يصل إلى 43 كيلو مترًا مجرد حلم  طال انتظاره لنحو 50 عاما مضت بل يعد  حقيقة وواقعا ملموسا بعد تأكيد  الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الإسكندرية على مراجعة كافة التصميمات النهائية لإنشاء المشروع، ومن المنتظر توقيع العقود الخاصة بالتنفيذ ووضع حجر الاساس خلال شهرين على الأكثر 

فى البداية.. تم طرح المشروع من قبل وقوبل بالرفض من جانب الآثار خوفا من تأثيره على الآثار الموجودة على مساحات كبيرة تحت الأرض، ولذلك يجب أن يراعى المشروع عند الحفر مسارات محددة للتنفيذ.

ومن المقرر تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، تمتد الأولى فى المسافة من محطة سكة حديد أبوقير حتى محطة مصر، فى حين تبدأ الثانية من محطة مصر حتى محطة المكس، وتمتد الثالثة فى المسافة من محطة المكس حتى الكيلو 21 على طريق الإسكندرية مطروح .

«الاهرام» رصدت ردود أفعال المواطنين والأثريين والخبراء والمسئولين فى الإسكندرية حول المشروع القومى الذى طال انتظاره لأكثر من 50 عاما، حيث يقول عيد خطاب من أبناء الإسكندرية، إنه ينبغى قبل التفكير فى التمويل أن يتم أولا عمل مناقصة عالمية للمشروع للانشاء والشكل الهندسى والامكانية الفنية وخط السير وأماكن المحطات والرسومات الهندسية لكل محطة والديكورات الخاصة بكل محطة بحيث تعبر كل محطة عن التاريخ العريق للمدينة وآثارها، وان يكون ذلك على أعلى مستوى وصلت إليه التكنولوجيا فى العالم واحتساب تكلفة المشروع وربحيته والمدة الزمنية المتوقعة لتغطية التكلفة والربح من المشروع بشكل يجذب المستثمرين ويعود بالنفع على كل من الدولة والمواطن والمستثمر، ثم تطرح مناقصة لتمويله بما ستراه الجهات ذات الخبرة فى هذا الشأن .

ولفت إلى ضرورة ان يتم جعل المشروع شركة مساهمة او (اكتتاب عام) تسهم فيه الدولة إن أمكن والشعب ورجال الأعمال والمؤسسات لفترة زمنية محددة بعدها يعود إلى الدولة بكل مشتملاته.

ويضيف المواطن محمود إسماعيل ضيف الله، أن المشروع لا شك سيكون تنمويا ويعيد المحافظة إلى عهدها الذهبى وهو ما طالبنا به مرارا وتكرارا منذ عشرات السنين، خاصة أن الإسكندرية مدينة عريقة وليست أقل من القاهرة حتى يتأخر حلم انشاء المترو بها طيلة السنين الماضية، مبديا تخوفه من ظهور بعض المعوقات التى قد تطرأ فى أثناء التنفيذ مثل وجود مساحات شاسعة من الآثار المدفونة تحت المدينة، نظرًا لأن الإسكندرية مقامة فوق مدينة قديمة وهو ما سيسفر عن اكتشافات أثرية فى أثناء الحفر، فى حين أن مترو الأنفاق فى الدول المتقدمة يقتصر وجوده تحت الأرض داخل حدود المدينة، وذلك تخفيفًا لازدحام الطرق، ويتم استبداله بقطارات فوق الأرض خارج المدينة.

وأشارالشيخ ناجح خليفة من أبناء المحافظة، إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية للمدينة الساحلية باعتباره مشروعا قوميا بات ضروريا بعد ان راود الملايين فى الإسكندرية لسنوات طويلة مضت نظراً لما يمثله من مميزات كبيرة ابرزها تخفيف حدة الزحام و القضاء على الفوضى المرورية وجذب استثمارات تحقق تعظيما للموارد الذاتية للمحافظة من ناحية والمساهمة فى تطوير مساراته ومحطاته من ناحية أخري.

ورحب الاستشارى الهندسى مصطفى منير بالفكرة، مشيرًا إلى أن أى حل مرورى سيسهم بدرجة كبيرة فى حل مشكلة ضخمة بالمدينة، مطالبًا باستكمال المترو ليصل إلى مدينة برج العرب أو المطار، بدلاً من الكيلو 21 فقط.

وقال: إن تربة الإسكندرية رملية وهو ما سيسهل عملية الحفر ويخفض تكاليف المترو، مشيرا إلى أن نجاح الفكرة سيعتمد بقدر كبير على ما إذا كانت الجهة المانحة مصرية أو أجنبية، لافتا إلى نجاح المشروع حال قيام الاتحاد الأوروبى بتمويله، نظرًا لتوفير الدعم المالى والاهتمام بدراسات إنشاء المشروع، فى حين أن الخبرة السيئة للتجارب الحكومية تزيد من توقعات فشل أى مشروع حكومي.

وطالب باستطلاع آراء الشارع السكندرى ورموزه قبل البدء فى تنفيذ المشروع حتى لا تتكرر تجارب فاشلة مثل تجربة قطاع برج العرب.

وفيما يخص الجانب الأثرى قال خالد أبو الحمد مدير منطقة آثار الإسكندرية، إن المشروع القومى لإنشاء المترو سيحقق طفرة فى المدينة خاصة انه يسهم فى القضاء على الزحام والازمات المرورية وسط المحافظة، مشددا على تحديد مسارات الحفر بالتنسيق مع وزارة الآثار حفاظا على الثروات التاريخية المدفونة.

وأضاف ليس هناك تعارض بين المشروع والحفاظ على الآثار، حيث إن حال حفر مسارات للمترو، من المفترض مراعاة وجود الآثار سواء الثابتة او المنقولة من خلال التعرف على شواهدها قبل النزول بعمق فى المناطق التى تحويها، وحال اكتشافها يتم التعامل معها من خلال إما نقلها اذا كانت آثارا منقولة او الابقاء عليها اذا كانت مدنا او جدرانا لمدن تاريخية، وان كان بامكان وزارة الآثار نقل مدن كاملة وجدران ثابتة من موقعها اذا تعارضت مع المشروع.

وكشف عن تشكيل لجنة أثرية ستكون مهمتها الوجود بشكل يومى مع الشركة المنفذة للمشروع بحيث تكون حلقة الوصل بين وزارة الآثار والمحافظة والشركة المنفذة، لاسيما أن لديها خرائط طبوغرافية بجميع المناطق المقترح وجود آثار ذات قيمة بها والمحددة فى شرق وغرب الإسكندرية، وكذلك المناطق التى توجد بها شواهد أثرية مما يعنى أنه لن يكون هناك تعارض.

وأبدى تخوفه من العثور على آثار تاريخية مهمة فى مسارات المترو مثل كليوباترا او الاسكندر الاكبر فإنه فى هذه الحالة ستكون هناك مفاضلة بين الاستمرار فى مشررع الحفر او الابقاء على هذه الآثار المهمة فى مواقعها وإن كانت الكفة فى النهاية ستكون لمصلحة الآثار.

أما إبراهيم أحمد متولى كبير باحثين فى الإدارة المركزية للآثار الغارقة، فقال إن إنشاء مترو أنفاق بلا شك سيكون مكسبا كبيرا للمواطنين، مؤكدا أنه سوف يسهم فى حل أزمات مرورية طاحنة خاصة وسط المدينة والطرق المتجهة إلى غرب وشرق الإسكندرية، لا سيما أن المدينة تعانى الزحام الشديد طوال العام سواء بسبب الجامعة والتى تضم سنويا 180 ألف طالب وطالبة، أو فى موسم الصيف.

وأوضح أن الحل الوحيد لإنشاء المترو تحويل خط قطار أبو قير الذى يربط ما بين ابو قير شرق المدينة، وحتى محطة مصر وغلقه من الناحيتين واستبدال المحطات الخاصة بالقطار بمزلقانات وكبار، بحيث يستغل مسار قطار أبو قير الذى سيتم الغاؤه تماماً وبالتالى لا نحتاج إلى أعمال حفر قد تؤثر على الآثار الموجودة تحت الارض.

وأضاف: «لو اضطررنا للحفر فى بعض الأماكن للمصلحة العامة، سيتم بشكل علمى تسبقه جسات بحيث يحدد ما اذا كانت هناك آثار للتعامل معها.

وعلى الجانب الرسمى أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، أن مترو الأنفاق كان حلما يراود أبناء المحافظة لأكثر من 50 عاما وآن الآوان لتحقيقه وتحويله إلى واقع ملموس، وهو ما سوف يؤثر إيجابيا على سكان المدينة الساحلية.

وقال "قنصوة"، إنه يعد من أهم المشروعات القومية، مؤكدأ الانتهاء من مراجعة التصميمات النهائية وخلال شهرين سوف توقع العقود ووضع حجر الأساس للبدء فى إنشائه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق