رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«كينج مريوط».. رئة الإسكندرية فى غرفة الإنعاش..
قنصوة: البحيرة مصدر تلوث للبحر المتوسط.. وستكون فى مقدمة المشروعات الكبرى..
الأهالى: تطهير البحيرة «قرار حكيم» بعد أن كادت تختفى بسبب الإهمال

تحقيق ــ سامى خيرالله
تصوير ــ أحمد عبدالكريم
إنتاج الأسماك تقلص إلى 10 آلاف طن > تصوير ــ أحمد عبد الكريم

حالة من الحركة والنشاط سيطرت على جوانب بحيرة مريوط الواقعة جنوب محافظة الاسكندرية، من خلال إزالة فورية للتعديات الواقعة عليها من جانب الافراد والشركات والتى التهمت اكثر من 114 فدانأً على مدى نحو 100 عام، فضلا عن التسبب فى ضياع اكثر من 10 آلاف طن من أجود الأسماك سنوياً بسبب التعديات والتجريف، قبل التعديات كانت بحيرة مريوط تتصل من الجهة الجنوبية بنهر النيل ومن الجهة الشمالية بالبحر المتوسط، وتعرضت فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى لفقدان التوازن البيولوجى، نتيجة صرف أحمال متزايدة من المخلفات الصناعية السائلة ومخلفات الصرف الصحي، مما أدى إلى انخفاض الثروة السمكية بشكل ملحوظ وساءت الحالة المعيشية والاقتصادية للصيادين، وتتكون البحيرة من 4 أحواض ووادى مريوط بطول 48 كم على امتداد محور التعمير كما توجد مزارع الاستزراع السمكى بمساحة 5200 فدان.

التعديات اغتالت 114 فدانا من البحيرة

تحقيقات «الأهرام» رصدت أهم مشكلات البحيرة وذلك عقب التوجيه الرئاسى لمحافظ الاسكندرية بالازالة الفورية للتعديات التى التهمت البحيرة، وخلال سنوات الإهمال والتلوث، الناتج عن اختلاط مياه الصرف الصحى والصناعى بمياه البحيرة والتعديات وانخفاض منسوب المياه ومشاكل الصيادين والخطة الشاملة لتطويرها وإعادة الحياة إليها مرة أخرى هى ومنطقة كينج مريوط احدى المناطق التى تواجه التعديات، والتى أمر الرئيس بتقنين أوضاعها على الفور بالتزامن مع تطهير واعادة بحيرة مريوط بمنطقة الصفوة الى سابق عهدها، كونها تضم استراحات الملوك والآثار القديمة لتصبح حاليا أحدث رموز التعديات على أراضى الدولة، وتشتهر المنطقة منذ القدم بجوها الجاف صيفا وشتاءً، وتقل بها نسبة الرطوبة إلى أقصى درجاتها معظم أوقات العام، ليعتبرها أهالى الإسكندرية مشتى ومصيفًا دائمًا خلال شهور السنة، وتعد من أفضل أماكن الاستشفاء فى العالم، كما أنها اشتهرت بالعديد من آثارها من العصور البطلمية والرومانية.

ويقول نصير على أبو حوا ـ من الاهالى إن بحيرة مريوط كانت من اجمل البحيرات المائية لكن امتدت لها يد العشوائيات فتدهورت بها المياه والأسماك، مشيرا الى أنه للأسف يتم تغذيتها الآن من مصرف العموم ولكن توقف مصرف غرب النوبارية مما عرض البحيرة للخطر، مطالباً المسئولين بتضافر الجهود للنهوض ببحيرة مريوط باعتبارها رئة الإسكندرية .

وأوضح نصير أن الصناعات القائمة على الصيد مهددة بالخطر بسبب تقلص مساحة البحيرة وتجفيف بعض المناطق، وزيادة التعديات، مطالبا بتطبيق القانون على الجميع، مؤكدًا أن البحيرة لها بعد تنموى سياحي، وطالب بفتح باب الاستثمار فى البحيرة لرفع كفاءة الاستزراع السمكي.

وقال عاشور ربيع العزومى من الاهالى أن البحيرة تحتاج الى معالجة فورية من كل الجوانب وضرورة الاستماع الى المشكلات التى يواجهها الصيادون وكيفية حلها وامكانية زيادة الثروة السمكية بالبحيرة

وطالب «العزومى» بسرعة تحديد الاماكن المتعدى عليها فى البحيرة وتقديم بيان بأسماء الشركات المتسببة فى تلوثها وذلك للتواصل مع الجهات المعنية لإزالة كل التعديات ومحاسبة اى متسبب فى تلويث البحيرة ودراسة إمكانية عمل مجرى مائى حول البحيرة او عمل كورنيش للحفاظ على البحيرة من التعدى فضلاً عن تكريك وتطهير البحيرة لإزالة ما بها من بوص وحشائش وتعميقها .

واوضح ان إهمال البحيرة وتلوث مياهها من أسباب ارتفاع أسعار السمك، وبالتالى يلجأ التجار إلى الاعتماد على المزارع السمكية مما يرفع الأسعار بسبب ارتفاع تكلفة العلف.

ويقول أشرف زريق نقيب صيادى مريوط إن مساحة البحيرة تضاءلت بشكل كبير جدا مما يهدد باختفائها تماما خلال سنوات حيث كانت مساحتها الاجمالية 130 فداناً ثم تعرضت لتعديات مستمرة حتى بلغت مساحتها 65 فداناً الى أن وصلت الى 16 فدانا فقط حالياً بسبب التعديات المستمرة بالرد والتجريف.

وأوضح النقيب أن البحيرة كانت تنتج اكثر من 20 الف طن من أجود أنواع الاسماك سنوياً خاصة البياض البلدى وكانت البحيرة الوحيدة التى تغطى الاستهلاك المحلى لابناء الاسكندرية ويتم توزيع انتاجها على مستوى الجمهورية أما الان وبفعل التعديات والردم فتقلص انتاجها من الاسماك الى اقل من 10 آلاف طن.

ولفت الى أن عدد الصيادين فى بحيرة مريوط 3 آلاف ممن يحملون رخصة رسمية وان التعديات المستمرة أسهمت فى غلق بيوتهم وتشريد الآلاف من الاسر التى كانت تعتمد على البحيرة كمصدر رزق وحيد بالنسبة لهم .

أما النائب أحمد الشريف فقال إن إعلان الرئيس، بدء مشروع تطوير البحيرة، أسعد جموع صيادى الإسكندرية، لتعود البحيرة إلى مكانتها الطبيعية للاستفادة منها، مشيرا الى أنه منذ ثلاث سنوات تبنى مشكلة البحيرة لإنقاذها مطالبا بإنشاء مجلس مخصص لحماية البحيرة وتطويرها .وأضاف أن البحيرة لعبت دورا كبيرا فى إنقاذ الإسكندرية من الغرق خلال عام 2015، بتحويل مياه المصارف ومحطات الرفع لتصب فى البحر، وتقليل منسوب المياه، وتعد موردا للغذاء الطبيعى من السمك، فى ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مع استغلالها فى محاربة البطالة، وتوفير 20 ألف فرصة عمل، موضحا أنه يمكن استغلالها وزيادة الثروة السمكية، مشيرا إلى أن التعديات هى أهم مشاكل البحيرة منذ 100 سنة، ومنها بناء المنازل، أو ردم جزء لاستخدامه كمخزن، والمشكلة الثانية والأخطر هى التلوث البيئي، من صرف صحى وصناعى وزراعى، وكانت هناك مشكلة كبرى، عند تدفق مياه الصرف إلى البحيرة .

وحذر الدكتور حسين العطفى وزير الرى الاسبق والامين العام للمجلس العربى للمياه من ضياع بحيرة مريوط «رئة الاسكندرية» معتبرا اياها خط الدفاع ضد التغيرات المناخية المرتقبة، وأوضح أنه خلال مشاركة له فى مؤتمر لجامعة الاسكندرية عقد خصيصا لبحث خطورة الوضع الحالى لبحيرة مريوط اذا لم يتم التحرك سريعاً لانقاذ بحيرة مريوط من التلوث الصناعى والزراعى اللذين تعانى منهما حاليا ستختفى تماماً خلال 35 سنة، مطالبا بإنشاء المجلس القومى للهيئة السمكية يديره مختصون.

وقال الدكتور صبحى سلام مستشار محافظ الاسكندرية الزراعى ووكيل كلية الزراعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الاسكندرية يولى بحيرة مريوط اهتماما كبيرا من خلال اعادة الحياة اليها مرة اخرى وتطهيرها وازالة التعديات حيث عقد الملتقى البيئى التاسع تحت عنوان «مستقبل بحيرة مريوط وتنمية الإسكندرية»، باعتبارها من الموضوعات ذات الاهتمام الوطنى، والتى يمكن أن يكون لها تأثير إيجابى فى التنمية المستقبلية لمحافظة الإسكندرية.

وطالب بتفعيل الدراسات المحلية والدولية التى تمت حول البحيرة والموارد المتاحة لكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل، بهدف الخروج بوثيقة رؤى تساعد المحافظة والدولة فى عملية الإصحاح البيئى لهذه البحيرة التى كانت فى القديم مقرا لأكبر ميناء نقل للإسكندرية، ومورداً للثروة السمكية خاصة ان البحيرة لها دور مهم فى الأمن الغذائى المصرى، والفرص الشبابية الاستثمارية فى بحيرة مريوط، باعتبارها مشروعا سياحيا وخدميا، وأهمية إضافة بحيرة مريوط كمحمية طبيعية فى مصر فضلا عن الاهتمام بأحوال الصيادين وأهالى المناطق المحيطة بالبحيرة.

وقال الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية إنه بعد توجيهات الرئيس بشأن إعادة البحيرات المائية الطبيعية فى مصر وبينها مريوط فإنها ستكون على رأس المشروعات التى يمكن أن تقام فى مصر لان البحيرة تعتبر فى وضعها الحالى مصدر تلوث للبحر المتوسط لذا لابد أن نحدد المشكلات التى تواجهها البحيرة والتى على رأسها التعديات الواقعة عليها من قبل الكثير من الشركات، وملوثات المصانع، والتلوث المتراكم عبر عقود .

وأوضح المحافظ أنه يتم حاليا التنسيق مع جميع الجهات المعنية لتنفيذ توجيهات الرئيس بإعادة بحيرة مريوط أفضل مما كانت عليه فى السابق.

> الحلقة الثانية السبت المقبل

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق