يواجه الجميع صعوبات كثيرة فى هذه الحياة، ولكنّ للنجاح بعد الكفاح والتعب لذةً لم يجربها الكثيرون ممّن استسلموا فى بداية الطريق، فالطريق إلى تحقيق الأهداف صعبٌ ومحفوفٌ بالصعاب والمشقات لكن ما حققته دينا طارق سعد جعلها أيقونة الرياضة السكندرية التى قهرت الصعاب وتفوقت على نفسها، وحققت نجاحا باهراً يجعل المنافسة صعبة مع ابناء جيلها.
وتعد دينا بطلة العالم فى السباحة والتنس الارضى والجمباز وأول راقصة باليه من ذوى القدرات الخاصة فى الوطن العربى تم اختيارها عام 2015 من أكثر الحالات «الداون سيندروم» المؤثرة فى الوطن العربى وتم اختيارها عام 2016 من أكثر السيدات المصريات المؤثرة حيث شاركت فى البطولة الاقليمية السابعة للأوليمبياد الخاص فى سوريا 2010 فى السباحة وحصلت على 3 ميداليات ذهبية و شاركت فى بطولة العالم للاوليمبياد الخاص فى لوس انجلوس 2015 فى التنس الأرضى وحصلت على ميدالية فضية فى الفردى وميدالية برونزية فى الزوجى.
وشاركت فى بطولة العالم للسباحة فى ايطاليا وحصلت على ميدالية برونزية فى تصفيتها، كما شاركت فى البطولة الاقليمية للاوليمبياد الخاصة التاسعة فى ابوظبى 2017 فى الجمباز الفنى وحصلت على 4 ميداليات ذهبية، ثم شاركت أخيراً فى بطولة العالم للاوليمبياد الخاص 2019 فى ابو ظبى فى الجمباز، وحصلت على 4 ميداليات برونزية وميدالية فضية.
فى حياة «دينا» العديد من المحطات السعيدة أولاها قصة الحب التى جمعتها بصديقها محمود صفوت عبدالبارى، والتى كانت حديث الكثيرين من أقارب الطرفين، حيث التقيا للمرة الأولى فى بطولة الجمهورية للسباحة، فى هوايتهما التى احترفاها وحصلا من خلالها على ميداليات وجوائز عالمية، وسافرا سويا إلى إيطاليا لحضور بطولة العالم مع المنتخب، لتحصد هى الميدالية البرونزية، بينما يحصد هو الذهبية والبرونزية، وعندما عادا مرة أخرى استمرا فى المكالمات التليفونية، وسط دعم من الأهل، الذين اكتشفوا نقاء قصة حبهما التى انتهت بالخطوبة، فالفتاة استطاعت التغلب على إعاقتها وشاركت فى الكثير من الرياضات والهوايات التى كان أبرزها مشاركتها فى مسرحية خيال الظل لتحريك العرائس، والتى أقيمت على مسرح قصر ثقافة الشاطبى.
«الأهرام» اقتربت أكثر من حياة البطلة السكندرية لرصد الجوانب الخفية فى شخصيتها الحياتية، حيث تقول راندا بكر البسطاوى والدة دينا والتى تعمل محاسبة باحدى الشركات عندى ثلاثة أبناء الكبرى بكالوريوس طب أسنان والوسطى دينا طارق سعد من أطفال متلازمة داون والأصغر بالمرحلة الثانوية، عندما انجبت دينا اخبرونى بأنها داون سيندروم من قبل ان اراها كنت أتمنى الا يخبرونى ويتركونى أراها سليمة فى البداية ثم يخبرونى بعد ذلك، بكيت كثيرا فى البداية وكنت ادعو الله ان تكون إعاقتها بسيطة وكنت أتمنى ان تجرى الايام سريعا لأعرف كيف سيكون شكلها وتصرفاتها وعقلها عندما تكبر؟ وهل حالتها ستكون صعبة ام لا؟ عانيت كثيرا فى البداية عندما كان يراها اى شخص ولا يعرف حالتها وكان يقول لى وهى نائمة جميلة وملاك ولكن عندما تستيقظ شكلها غريب شكل اليابانيين، وعند بلوغها سن سنتين حاولت إدخالها حضانة ولكن كل الحضانات رفضوها لانها غير سوية وقالوا لى نحن نقبل الاطفال الاسوياء فقط فاضطررت الى أخذ اجازة من عملى للتفرغ لها وبعد ذلك رأيت بعض الاطفال فى النادى من ذوى القدرات الخاصة يمارسون رياضات فذهبت والحقتها معهم وبدأنا المشوار الرياضى فى ألعاب القوى ثم السباحة التى عانيت كثيرا فى تدريباتها حيث انه لم يكن هناك فريق ولا تدريب سباحة فى النادى فقمت بتدريبها خارجه ونزلت اول بطولة لها فى السباحة فى بطولة الاوليمبياد الخاصة المصرية، ثم قام النادى بعد علمه بتفوقها فى السباحة بعمل فريق سباحة وتمرين فى النادى.
وتابعت راندا: «بعد ذلك أصبحت بطلة معروفة ومشهورة فى السباحة وكانوا يطلقون على كابتن ماما وذلك لاهتمامى بها بشكل غير طبيعى وممارسة دور المدربين معها».
رابط دائم: