يعانى آلاف المواطنين المترددين يوميا على مكاتب توثيق الشهر العقارى فى الإسكندرية، من أصناف العذاب لأسباب عديدة، بينها قلة عدد المكاتب التى تقدم خدمات التوثيق للجمهور، مما يخلق زحاما شديداً، فضلا عن المشاجرات من أجل الحصول على الخدمة، فالمقار غير كافية مقارنة بأعداد الآلاف من المواطنين المترددين عليها، وكذلك قلة أعداد الموظفين الذين يتعاملون مع الجمهور .
«الأهرام» قامت بجولة ميدانية لرصد معاناة المواطنين الذين يترددون على مكاتب الشهر العقارى فى الإسكندرية، واستعرض النائب أحمد الشريف معاناة المواطنين فى مكاتب الشهر العقارى قائلاً ، أنها تمثل عذابا للمواطنين، فلا موظفين ولا معاملة حسنة، فضلا عن الزحام الشديد، ناهيك عن عدم وجود منافذ تهوية بهذه المكاتب، مشيرا إلى أن المواطنين يواجهون رحلة عذاب يومية من اجل الحصول على خدمة، فالواقع صادم للأسف الشديد، ومعظم المكاتب موجودة فى مبان متهالكة، والزحام رهيب، موضحا ان اليوم فى مكاتب الشهر العقارى لا يخلو من التشاجر والسباب المتبادل بين المواطنين وبعضهم البعض، ومع الموظفين، إما لبطئهم فى سير العمل، او لمطالبتهم بإحضار بعض المستندات الأخرى التى لم تطلب من قبل ، أو لعدم وضوح التوقيع، او لعطل ما فى أجهزة الكمبيوتر، أو لخطأ فى الإجراءات، أو لغلق «الخزينة» لانتهاء مواعيد العمل الرسمية، او لغياب الموظف المسئول عن خاتم شعار الجمهورية، شاكيا من سوء معاملة الموظفين .
وقال إن آلاف المواطنين من أبناء حى غرب الإسكندرية، يعانون من مظاهر الإهمال التى تحاصر مكتب توثيق شهر عقارى الدخيلة، بداية من الفئران والقوارض التى تلتهم المستندات وأدوات حفظ المستندات، .
ومن جانبه قال الدكتور أحمد خير الله، عضو مجلس النواب، إنه سيتقدم بطلب إحاطة بشأن ما يعانيه قطاع الشهر العقارى من ترد فى الخدمات وأزمات ومشكلات عديدة يعانى منها القطاع والموظفون والمواطنون المترددون على مكاتب الشهر العقاري، بالإضافة إلى المعاناة من سوء أحوال المرافق وتدنى مستوى ما يقدمه من خدمات، مطالبا وزارة العدل بالتوسع فى إنشاء مكاتب نموذجية مميكنة جديدة لتخفيف الضغط وفض الزحام، مضيفا أن مكاتب الشهر العقارى تعانى من إهمال جسيم، فمعظمها عبارة عن شقق صغيرة لا تتجاوز مساحتها 60 متراً، تضم مكاتب أكثر من 20 موظفاً، يقصدها ما يقرب من 1500 مواطن يومياً، وعادةً ما يستغرق الإجراء الذى يتطلب دقائق معدودة، عدة ساعات، بسبب الزحام الشديد داخل المكتب، مشيرا الى أن الزحام داخل مكتب الشهر العقارى مشهد معتاد طوال أيام السنة.
وكشف مصدر مسئول بمصلحة الشهر العقارى فى الإسكندرية، أن عدد مكاتب تقديم الخدمة للجمهور غير كاف مقارنة بأعداد المواطنين المترددين عليها يومياً، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى جاهدة لافتتاح مكاتب جديدة لتخفيف الضغط على المكاتب الموجودة حاليا والتيسير عليهم .وأشار لـ«الأهرام» إلى أن وزارة العدل فتحت 7 مكاتب توثيق مميكنة جديدة بالإسكندرية منذ أيام، والتى تم تطويرها بشكل إنشائى جديد وعلى أعلى مستوى تقني، وذلك فى إطار التيسير على المواطنين فى تقديم الخدمات، وفى إطار التعاون المستمر بين وزارتى العدل والاتصالات، والذى يستهدف توفير خدمات التوثيق لجميع المواطنين بمحافظات الجمهورية بأقصى سرعة وبأقل جهد، عن طريق ميكنة كل الإجراءات، وهو ما يحقق صالح المواطنين والعاملين فى آن واحد.
ولفت إلى أنه تم افتتاح 6 مكاتب للتوثيق، 3 منها بأحياء سيدى جابر والرمل والمعمورة ، وقد تم تطويرها بالكامل سواء من النواحى الإنشائية أو التقنية أو من حيث الخدمات المقدمة، بينما تم رفع كفاءة مكتبى محرم بك والمنتزه، إلى جانب مكتب توثيق الإسكندرية النموذجى بمحكمة شرق بالمنشية، كما تم إنشاء مكتب توثيق العامرية ثان، وهو مكتب جديد يخدم منطقة كتلتها السكانية ذات كثافة عالية.
رابط دائم: