منذ وقت بعيد تعانى العاصمة الثانية الجور على مقدراتها وأصولها وتراثها وثقافتها وهويتها التى فقدت منها الكثير والكثير وعندما نبحث عن الفاعل نجده دائما مجهولا. تلك المدينة التى كانت فى يوم من الايام مبعث السعادة لمصر والمصريين و للعالم من حولنا من خلال شوارعها وشواطئها و تراثها المعمارى المتميز ونظافتها الدائمة.
أما الآن فقد تبدل حالها! فقرر المنتفعون منها اعدام نسقها المعمارى العتيق و حولوها الى ناطحات سحاب وكتل خرسانية تتسم بالعشوائية والقبح بعد أن هدموا الفيلات الاثرية فيها من شرقها الى غربها وجاروا على شوارعها وأراضيها واستباحوا دماءها فى كل شيء.
إن أزمة الاسكندرية ليست فى تنصيب محافظ جديد أو تعيين مسئولين بل تحتاج تلك المدينة الجريحة الى مشروع كبير يعيدها الى الحياة مرة اخري.
مشروع قومى يلتف فيه ابناء الاسكندرية حوله بارادة واعية ترفع شعار «فلنعيدها الى الحياة مرة أخري» تحتاج الاسكندرية الى خطة عمل ممنهجة تختفى فيها الأبواق العالية ليحل محلها يد العمل على ارض الواقع ويتجلى الامر فى الصرخة التى اطلقها الرئيس السيسى للحفاظ على ماتبقى من تراثها ورائحتها العتيقة, فلينهض الجميع لتطوير شوارعها وإنارتها ووقف العشوائيات التى شوهتها والعمل على مد الطرق الجديدة فى اطرافها وإعادة رونقها وبريقها ومكانتها وتنظيمها بقوة القانون.
والشيء المحمود الذى كان بمنزلة قبلة الحياة لها هو وقف نزيف السرقات فى املاك الدولة بالمدينة التى بلغت المليارات الذى تبناه رئيس الدولة شخصيا فكان مبعثا للحياة وأملا جديدا لإنقاذ المدينة من سكتة قلبية كادت تودى بحياتها.
ويظل الأمل معقودا فى الرئيس وشعبه فى انقاذ مدينة الاسكندرية.
لمزيد من مقالات سامى خيرالله رابط دائم: