ليس فى السياسة الدولية مكان للمبادئ أو العواطف، وإنما هى المصالح التى تحكم وتتحكم فى دفة السياسة الدولية منذ زمن بعيد!
السياسة الدولية هى العنوان الأصدق للمطامع والشهوات التى يتسم بها البشر فى سلوكياتهم فليس فى عالم السياسة ملائكة يعقدون الاتفاقيات ويبرمون الصفقات لوجه الله وإنما المفتاح الوحيد هو المصالح!
إن أمريكا لم تقم بغزو العراق دفاعا عن حق المجتمع الدولى فى ضمان عدم انتشار الأسلحة النووية، وإنما ذهبت إلى هذا الغزو البغيض لتأمين مصالحها وهى ترفع فوق دباباتها أعلام الديمقراطية المزيفة.. وأيضا فإن روسيا لم تضحى، بكل هذه الدماء من خيرة جنودها فوق الأرض السورية انتصارا لشرعية النظام القائم فى سوريا وتلبية مطلبه فى التصدى للإرهاب الدولى وإنما كانت المصالح هى الدافع والمحرك الأساسى لاستعادة مناطق نفوذ موسكو فى الشرق الأوسط فى زمن الاتحاد السوفيتى.
واليوم عندما يفاجيء ترامب العالم كله بقرار سحب القوات الأمريكية من سوريا نجد البعض يبدى اندهاشا من تلك الخطوة التى اتخذها ترامب وأغضبت ماتيس وزير دفاعه ودفعته إلى الاستقالة لأن أرقام الحسبة كلها فى رأس ترامب صاحب مدرسة «كل شيء بثمنه فى السياسة الدولية» وقد جنى ترامب كل ما كان يريده عدا ونقدا وليس مهما عنده كيف سيخرج حلفاء أمريكا من مأزق المستنقع السورى بعد أن تغيرت المعادلة وتغيرت قواعد الاشتباك!
ومن الغريب والعجيب أن نجد من يبدى اندهاشه من زيارة على المملوك الممسك بكل أوراق الملف الأمنى السورى للقاهرة لتبادل الرأى والمشورة مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل بشأن مستقبل سوريا التى هى - قديما وحديثا ومستقبلا – جزء لا يتجزأ من حسابات المصالح العليا لمصر شأنها شأن القضية الفلسطينية التى مازالت مصر تمسك بمعظم أوراقها، بينما يغيب عن البعض أن السياسة عند مصر مزيج من المبادئ والمصالح.. وهذا شيء تنفرد به أرض الكنانة!
خير الكلام:
<< تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعدا!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: