ليس مقبولا ولا معقولا أن يسعى البعض لتحويل مناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد بطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات إلى منصة للهجوم بشكل مباشر أو غير مباشر على رفيق نضاله مفجر ثورة يوليو وصانع أمجادها الكبرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فينبرى لهم مؤيدو ومريدو عبد الناصر بهجوم مضاد وذلك أمر لا يليق ولا يجوز فالزعيمان طيب الله ثراهما أكبر وأخلد من تراشقات الصغار محترفى الرقص على جثث الموتى والراحلين.
إن أنور السادات صنع لمصر الكثير كمناضل ضد الاحتلال البريطانى من قبل أن ينال شرف الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار الذى أسسه جمال عبد الناصر، وقاد مسيرته فى كل معارك الاستقلال الوطنى والبناء الداخلى والعدالة الاجتماعية ومحاولة إحياء الحلم العربى فى الوحدة والتكامل، ولم نسمع يوما أو نقرأ سطرا فى كل وثائق المرحلة من 23 يوليو 1952 حتى لحظة رحيل جمال عبد الناصر فى 28 سبتمبر 1970 أن السادات كان على خلاف مع عبد الناصر بشأن أى قضية، بل إنه كان فى صف عبد الناصر على طول الخط وفى جميع المواقف التى كانت محل خلاف بين رفاق يوليو وبعضهم البعض.
إن أنور السادات، كما وصفه الرئيس السيسى فى كلمته قبل أيام «سوف يظل خالدا فى وجدان شعبه وشعوب العالم» وتلك ليست فقط شهادة تقدير ووفاء لرجل منحه المجتمع الدولى جائزة نوبل للسلام، وإنما هى أيضا شهادة للمؤسسة العسكرية المصرية التى مازالت تقدم لمصر الزعماء والرؤساء الذين يعرفون قيمة مصر، وليس واقع الحال الذى نعيشه الآن بعد عبور محنة السنوات العجاف سوى منحة قدرية ترد على أكاذيب وسخائم تحالف أهل الشر الذين يعتبرون المؤسسة العسكرية وزعماءها أكبر عائق يجهض أحلامهم المريضة فى اختطاف مصر وتغيير هويتها!
كل التحية لعبد الناصر والسادات اللذين ولدا فى عام واحد وجمعهما حب واحد هو حب مصر.
خير الكلام:
الذاكرة أحسن خادم للعقل، والنسيان أحسن خادم للقلب!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: