رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العتبة الخضراء للبيع!

قاطع الطريق مهما كانت سطوته وجبروته يكون خائفا أثناء تثبيتك لسرقة ما لديك، إلا نوعية خاصة جدا وهم "قطاع طرق الحكومة" وهى فئة موجودة من زمان ولكن على استحياء، وزادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير، ولكن من هم قطاع الطرق بقلب جامد.

أول نوعية هى "المنادي" والذي تجده وأنت تغادر مكان انتظار سيارتك فقط، حيث لا تراه أثناء الركن، والدفع حسب مكان ومدة انتظارك فقد تصل في بعض الأحيان إلى خمسين جنيها لانتظارك فترة طويلة أمام بنك أو فندق خمس نجوم، والمبرر أن ما تدفعه يكون أقل مما لو دفعت مخالفة مرورية قد تصل إلى خمسمائة جنيه.

النوع الثاني وهم أصحاب المقاهي والكافيهات، والذين يخرجون بالكراسي والترابيزات في عرض الشارع تاركين شريطا ضيقا لعبور السيارات، ويستمر المشهد منذ المغرب حتى الساعات الأولى من الصباح.

فئة أخرى وهم أصحاب الأكشاك، حيث تكون مساحة الكشك متر× متر ولكن يخرج بمساحة مترين أو أكثر حول الكشك من جميع الجهات معلنا عن بضاعته وكراتينه.

هناك نوعيات كثيرة قامت باحتلال شارع الحكومة دون خوف، بل بكل بجاحة يؤكدون أنهم يدفعون للمسئولين مبالغ كبيرة، لذلك فهم يتحكمون في الشارع بحرية، ويا ويلك لو أردت أن تركن سيارتك أمام مقهى أو كشك، حيث ستجد مجموعة من البلطجية خرجوا عليك ليمنعوك مرددين "لو كنت خايف على عربيتك امشى".

دولتنا قوية جدا، والدليل هو قدرتها علي استرداد أراضي كانت في فم حيتان كبيرة وذوي جاه ونفوذ، حتى من قام بالبناء عليها تم هدم البناء لتعود الأراضي المنهوبة لمالكتها الأصلية مصر، فلماذا لا تقوم الدولة بالسيطرة على مراكن القاهرة بالكامل وتحصيل مبالغ رمزية هي تحصل بالفعل.

أيضا يتم تحويل المقاهي والكافيهات التي تخرج لعرض الشارع مثل المقاهي في فرنسا وإيطاليا والتي تحتل الرصيف ولكن بشكل حضاري جميل وليس عشوائيا كما يحدث لدينا، وكله بثمنه فيتم زيادة الضرائب عليهم، فهم يتحصلون على آلاف الجنيهات في اليوم الواحد مقابل تقديم المياه الساخنة.

هذه المخالفات لو تم حصرها على مستوى القاهرة فقط سيتم تحصيل ملايين الجنيهات من ورائها، لأن هذه المخالفات لو كانت تدخل في جيب الحكومة بجد، ستجد أصحاب هذه المخالفات يتوقفون فورا عن الاستمرار في قطع الطريق، لأن المخالفة تكون مرة واحدة أو اثنين ثم يتم إغلاق المنشأة المخالفة أو إزالتها فورا، ولكننا نرى حملات تقوم بعمليات الإزالة صباحا لتعود نفس المخالفات ليلا لتستمر حتى الصباح.

وأرجو أن تتوقف نغمة "غلابة" أو " أكل عيشهم" لأنهم لم يراعوا حق الطريق ويقومون بابتزاز المواطن، ويكفي ما نشاهده يوميا من حرب البلطجة والعشوائيات في ميدان العتبة وهي التي كانت تسمى زمان العتبة الخضراء تحولت لبضائع مفروشة على الرصيف والطريق وليس من حقك أن تسير فوق الرصيف أو في الشارع نفسه.

الحكومة أمام أمرين: إما أن تزيل هذه المخالفات وتغريم من يرتكبها وتضع عائدها في خزانة الحكومة بجد، أو الاعتراف بالأمر الواقع وتقوم بتطوير هذه الشوارع بتكلفة عالية وعائد كبير يدفع تكلفته من يستفيد وهم تجار المياه الساخنة وغيرهم، ويدخل العائد أيضا في خزانة الحكومة.

في فيلم "العتبة الخضراء" استطاع الفنان أحمد مظهر أن يبيع ميدان العتبة لإسماعيل ياسين، فهل تعيد الحكومة المشهد وتعيد بيعها للمنتفعين ولكن بشكل قانونى؟.


لمزيد من مقالات عادل صبري

رابط دائم: