رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حالة حوار
ترامب عندما ينسحب

حين أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تنفيذ وعده الانتخابى بالانسحاب من سوريا، بدا أن الولايات المتحدة تعيش فصلا جديدا فى صراع المؤسسات الأمريكية، إذ كان قرار الرئيس ترامب يصطدم باستراتيجية الأمن القومى الأمريكى للشرق الأوسط، واستراتيجية وزارة الدفاع، فضلا عن تجمعات عديدة من أعضاء الكونجرس بمجلسيه، وربما كان إعلان تقاعد الجنرال ماتيس وزير الدفاع بسبب عدم التطابق بين رؤيته وما قرره البيت الأبيض إزاء سوريا..

وبهذا الإعلان فإن واشنطن تتخلى عن مواجهتها المباشرة مع تنظيم داعش تاركة الأطراف الأخرى مثل تركيا وإيران وروسيا فى سوريا لتنهض بهذه المهمة، وهى التى لم تُقدر (من وجهة نظر ترامب) جهود أمريكا، والحقيقة أن أمريكا تخلت بانسحابها أيضا عن مواجهة إيران وامتداداتها فى بعض التنظيمات الشيعية على الأراضى السورية فلماذا إذن راحت تبتز دول الخليج باسم مواجهة إيران وتحصل على أموالها وتبيعها أسلحة؟ من جهة أخرى يتصاعد لغط وصخب من جماعات دراويش ومؤيدى الولايات المتحدة فى المنطقة قائلا إن مكافحة الإرهاب لن تتأثر بانسحاب أمريكا كما أن التسوية السياسية لا تتطلب الوجود الأمريكى فى سوريا، وفى الحقيقة هذا منطق مغلوط لأن الوجود الأمريكى دعم وعزز وجود داعش كما حدث فى دير الزور والتنف حين كانت أمريكا تضرب القوات السورية إذا أوشكت على دحر داعش فى أى موقع، ثم أى تسوية تلك تحتاج إلى الولايات المتحدة التى لم تعد طرفا فاعلا على الأرض السورية واقتصر دورها طوال قيادتها للتحالف الدولى (الذى يضم بريطانيا وفرنسا ودولا عديدة أخرى) على دعم المطالبات الفيدرالية الانفصالية لأكراد سوريا ودعم الإرهاب الذى صنعته باعتراف هيلارى كلينتون وكونداليزا رايس، وعلى أى حال فقد تخلت عن الأكراد وتركت هؤلاء الأكراد فى قوات سوريا الديمقراطية ووحدات الحماية الكردية يولولون ويصطخبون حديثا عن الخيانة الأمريكية، كما بالضبط فعلت المعارضة الإيرانية وبالذات مجاهدى خلق حين استخدمتها أمريكا ضد حكم الملالى ثم تخلت عنها فانخرطت فى ولولة كبرى تتحدث عن (خيانة الديمقراطية)..

الولايات المتحدة انهزمت فى سوريا وجاء الانسحاب الأمريكى ليجسد تلك الحقيقة، ويشير أيضا إلى الشلل الذى أصاب منظومة اتخاذ القرار فى الولايات المتحدة جراء سياسات ترامب الفوضوية والمفاجئة وبحيث صارت كل المؤسسات تقف ضد الرئيس.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: