يبدو أن مصر ستظل – ولمدى غير منظور – تشكل عقدة لدى بعض من يشعرون رغم ما لحق بهم من ثراء طائل مفاجئ بعجزهم عن أن ينازعوا مصر فى مكانتها التاريخية فى هذه الأمة العربية العظيمة.
والحقيقة أن هذه العقدة تمثل مرضا مزمنا لكل من ينزلق إلى مستنقع التطاول على مصر أو التنبيش بالباطل فى أوراقها ليس بهدف النقد أو النصح أو المراجعة، وإنما من أرضية الرغبة فى الشهرة وحب الظهور لأنه بغير الحديث عن مصر يقل الاهتمام بهذه الفضائيات المشبوهة وتتراجع أهمية ما يبث على شاشاتها مهما يكن نوع ما يقال أو هوية ومكانة من يتحدث.
إن جوهر أزمتهم يكمن فى اقترابهم من مرحلة اليأس بعد أن طاشت كل سهامهم فى الهواء ولم تهتز ثقة الشعوب العربية وليس الشعب المصرى وحده فى أن مصر كانت ومازالت وستظل صاحبة العطاء الأكبر لأمتها حضاريا وثقافيا وتاريخيا ويشهد لها تاريخها بعظمة سلوك الكبار الذين يترفعون عن أى تصرفات صغيرة كنموذج فذ فى قدرة التحمل والترفع على صغائر الصغار.
والحقيقة أن أمثال هؤلاء الصغار هم جوهر الكارثة فى الأمة العربية لأنهم يتوهمون بأموالهم وأذرعهم الإعلامية إمكانية الارتفاع إلى مكانة مصر وذلك هو المستحيل بعينه لأن قيادة وريادة مصر للأمة العربية – كما ذكر المؤرخ المصرى العظيم جمال حمدان – هو قدر لا تملك مصر الفكاك منه، وأن الارتباط بين مصر والعرب تحتمه الأوضاع الجغرافية والجذور التاريخية.
ولكل هؤلاء الأقزام – رغم طول أجسادهم – والذين يعيشون فى وهم القدرة على إزعاج مصر وهز استقرارها أقول: إنكم تحرثون فى البحر لأن فى مصر شعبا لا يتأثر بأى كلمات تنطقون بها مهما تتعاظم حرفية التلفيق والتزوير وصناعة الأكاذيب بمفردات الغمز واللمز الرخيص.
وأظن أننى لست بحاجة إلى تسمية دول أو فضائيات أو أشخاص فقد سقط القناع عن الوجوه الكالحة، وأصبح اللعب على المكشوف وعموما إنهم فى النهاية خاسرون ومهزومون!
خير الكلام:
<< الحماقة أقصر طريق نحو الفشل والضياع فى نهاية المطاف!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: