جيل كامل من عمالقة الأطباء والمحامين و لاعبى الكرة عاش حقبة الستينيات والسبعينيات، ولكن كان القرش كما يقال شحيحا فكشف الطبيب لا يتجاوز الخمسة جنيهات وقد تبدأ بخمسين قرشا، أتعاب المحامى أو المهندس جنيهات قليلة، أما مكافآت لاعبى الكرة بعد موسم طويل لا تتجاوز الألف جنيه. التسعينيات والألفية الثالثة شهدت انقلابا فى الأجور فتجد الآن كشف الطبيب يتجاوز عند البعض الألف جنيه أما العمليات فهى أرقام فلكية، وأتعاب المحامى فى الجنايات خاصة القتل والمخدرات تتجاوز المليونى جنيه، أما لاعبو الكرة فتجاوزت المكافآت وعقود الاحتراف والانتقال ملايين الدولارات. أحس الجيل القديم بالحسرة فبعد أن تقدم بهم العمر تضاعفت أجورهم مئات المرات فما هو الحل؟
الحل أن يضع ابنه مكانه فى المنصب نفسه، فتجد فى الشارع يافطة قديمة تحمل اسم طبيب شهير وبجوارها يافطة أخرى تحمل اسم ابن الطبيب، وكذلك المحامى أو المهندس، حتى لاعبى الكرة تجد الكثير من اللاعبين أو المعلقين يواصلون مسيرة الأب دون الاهتمام بإجادته لهذا المركز، أو أن يكون موهوبا، المهم أن يعوض مافقده أبوه من مال خلال السنوات العجاف، ويستفيد بهذه الزيادة المجنونة فى أجور هذه الفئة من الناس. الموهبة لم يعد لها مكان داخل المجتمع، المهم أن تكون ابن مين فى مصر بعد ذلك ستفتح لك كل الأبواب المغلقة، لتجد نفسك طبيبا أو مهندسا أومحاميا أو أستاذا جامعيا أو لاعب كرة، ولكن عند نزولك ملعب الحياة الحقيقى ستجد نفسك أمام الأمر الواقع، فقد تكمل رسالة أبيك أو تسقط من نفسك سقوطا مدويا.
لمزيد من مقالات عادل صبرى رابط دائم: