رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دعائم البناء

لاشك أن البناء مُجهد ومكلف وشاق، وبقدر إصرارك عليه، بقدر الوصول لمبتغاك، وهذه من المسلمات التى لا جدال فيها، فمصر عانت كثيرا طوال العقود الأخيرة، معاناة أضنت أهلها، حتى إهترئت البنية الأساسية بشكل مفزع، بعد أن كانت المسكنات هى الحل الأسهل لفترة طويلة. حتى غلبنا الظن بأنه قُدر لنا القبوع فى حالة السكون بلا حركة، باعتباره البديل الأوحد الذى لا مناص منه، فالتحول من تلك الحالة, المسكنات, لبديل عملى، يقوم على البناء و التنمية الفاعلة، أمر يستلزم إرادة فولاذية، ونشاط حقيقى، وما يستتبعه ذلك من تغيرات جذرية على أرض الواقع.

تنقلنا من سكون مرير، كان سببا مباشرا فى اختزال التنمية فى بقع ضئيلة، لا يشعر بها إلا آحاد الناس، لواقع مغاير، يأخذ فى حسبانه كل فئات الشعب بلا تمييز. وهو ما بدأه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ولايته الأولى، فلأول مرة تشهد مصر اهتماما ملموسا بقضية العشوائيات، فتلك القضية كانت بمثابة كرة الثلج التى يزداد حجمها مع كل حركة لها، ولأن أصحابها، لا حول لهم ولا قوة، ولا يمثلون من الأهمية القدر المؤثر، كما أن حل مشكلاتهم يحتاج لميزانيات كبيرة، رغم أن التعامل الجاد مع بدايات ظهور العشوائيات كان أكثر يسرا بشكل لا يمكن مقارنته بها الآن، إلا لأنهم كانوا من المهمشين، ولافائدة منهم، فتُركت قضيتهم حتى استفحلت، وبات حلها صعبا للغاية، وأيضا مكلفا لدرجة أكثر صعوبة. ورغم ذلك أنجزت مصر فى هذا الملف، ما لا يمكن إدراكه بسهولة، فقريبا جدا، تعلن مصر قضاءها على العشوائيات تماما، وبصدق وشهادة لوجه الله، ما تم إنجازه، يصل لدرجة الإعجاز.

المبهر فى الأمر، هو عدم تحميل ساكنى العشوائيات، أعباء هذا التطوير الحضارى الجميل، فالحديث عن تفاصيل هذا الملف المبدع، يحتاج لصفحات كثيرة تحكى كواليس ما تم بذله من جهد مضنٍ، ليخرج هذا التطوير الرائع بهذه الكيفية.

ملف آخر، لم يستوعبه الناس، إبان الإعلان عنه، وهو العاصمة الإدارية الجديدة، حيث أمست القاهرة مختنقة ومكتظة بالوزارات والهيئات والمصالح التابعة، وكذلك بملايين الموظفين الإداريين الوافدين إليها، كل يوم من كل صوب وحدب، بخلاف المتعاملين، ولو كان للعاصمة لسان تتحدث به، لضجت بالشكوى من اختناقها، لذلك أن تمتلك مصر عاصمة جديدة، بتخطيط عالمى راعى أحدث ما توصلت إليه قمة التكنولوجيا فى العالم، يعنى أننا وفى عدد محدود من السنوات، نكون قد حققنا قفزة إدارية غير مسبوقة. نحقق من خلالها عددا معتبرا من المكاسب، أهمها، عودة الروح للقاهرة، قبل أن تموت، وبعدها، إيجاد كيان جديد بأحدث المعايير الدولية، وتسويقه ليكون مركزا إقليميا لإدارة المال و الأعمال، تتوافر به كل البنى الأساسية اللازمة.

للمرة الأولى أسعد بالسفر لبلدتى فى الوجه البحرى، فتطوير الطريق الزراعى واضح، وكاد يضاهى تطوير الطرق الصحراوية، وبعد استخدامى لمحور شبرا ـ بنها، أصبحت أتمنى تكرار الزيارة، بعد أن كنت أخشاها، ومن خلال تجاذب الحوار مع كثير من المعارف، أكدوا جميعهم باختلاف فئاتهم، إن ما حققته مصر فى تحديث وتطوير بنية الطرق أمر فى غاية الروعة، من أقصى شمالها، لأطراف جنوبها. وأعتقد أننا متفقون على أن مصر قضت تقريبا على أزمة الإسكان، فاليوم متاح لكل الفئات ما يناسبها وبوفرة، حتى الوحدات المعروضة للإيجار وبأسعار مناسبة، فى زيادة واضحة، ما أذكره تشاهده كل العيون، فهى إنجازات لا تحتاج إلى بصيرة، ولكن إلى بصر.

مجالات أخرى، مثل تنمية سيناء، التى تشهد جهودا جبارة تواصل من خلالها الليل بالنهار، حتى نستطيع الوصول لهذه البقعة الثمينة من أرضنا بيسر وسهولة، فالأنفاق التى ينفذها مهندسون مصريون، سيتحدث التاريخ عن إنجازهم لسنوات عديدة، مؤكدا دقة الأداء وسلاسته، أضف إليها المحاور الجديدة الرابطة بين ضفتى نهر النيل، ويكفى أن نعلم أن محور روض الفرج، هو أعرض كوبرى فى العالم، يُنفذ بأيدى مصريين.

كل ما سبق وغيره الكثير من الإنجازات الملموسة، تؤكد أن هناك جهودا جبارة تُبذل، تحتاج لتكاليف باهظة، ولرجالات عفية، تعى رؤية الرئيس، وتستطيع تحقيقها، بالجدية اللازمة، وهذا يعنى وجود قواعد من الأشخاص يعملون على مستويين. الأول، فهم ما يريده الرئيس واستيعابه بصورة صحيحة، حتى يتمكنوا من تنفيذه، الثانى، التواصل مع مرءوسيهم، وفتح قنوات اتصال دائمة، حتى يتمكنوا من شرح الظروف وتوضيح المعلومات للناس. وهو للأسف ما يخفق فيه البعض، فهناك مسئولون، لا يعلمون عن العمل المكلفين به شيئا، سوى بريقه الاجتماعى، منهم المُنشغل بأمور أخرى غير إدارة ملفه المنوط به، متفرغا لأشياء مختلفة، ومنهم من لا يعلم شيئاً عن مكتبه، ويترك زمام الأمور فى يد الصغار غير المؤهلين، ليديروا أمور الكبار. حتى التواصل مع الموظفين مفقود، فكيف يتواصل مع الناس؟

لقد حقق الرئيس إنجازات عظيمة، بفضل عزيمة جبارة، ولتكتمل و تزدهر، لابد من وجود قاعدة من المسئولين، يدركون حجم المسئولية التى يتولونها، ويعون حجم المخاطر التى تواجهها مصر، فدعائم البناء، تقتضى أن يعرف كل مسئول دوره تماما، كما تحتم عليه القيام به بالوجه الأمثل، فهل هذا متحقق؟

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات ◀ عمــاد رحيم

رابط دائم: 
كلمات البحث: