رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أسوشييتدبرس.. وخطة «تسميم» العاصمة الإدارية!

هانى عسل
أسوشييتدبرس

على طريقة «عواجيز الفرح»، وفى محاولة لـ«تسميم» فرحة المصريين بقرب افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، وعلى نفس منوال ما حدث إبان افتتاح قناة السويس الجديدة، التى كالوا لها أسوأ التهم والأكاذيب، قبل أن يتبين كذبهم، بدأت وسائل إعلام أجنبية حملات مدروسة للتقليل من أهمية إنجاز مشروع العاصمة الجديدة، عبر ترديد وتجميع كل ما تردده الأبواق المعادية للدولة فى الداخل والخارج من أكاذيب وشائعات وكلام «مصاطب» حول جدوى هذا المشروع.

فقد بثت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء تقريرا مسموما بتاريخ 16 نوفمبر 2018 تحت عنوان «مع بناء العاصمة الجديدة لمصر، ماذا تبقى من القاهرة»، وتم نشره بسرعة فائقة فى أكثر من وسيلة إعلامية أجنبية أخرى، كما لو كان ضمن حملة مخططة ومتفق عليها.

وتناول التقرير حديثا مطولا عن مدينة القاهرة العاصمة الحالية لمصر والأضرار التى ستلحق بها جراء إنشاء العاصمة الجديدة، مع تجاهل تام لمعلومة أساسية تقول إن إنشاء عاصمة جديدة لمصر كان مطلبا، بل حلما، شعبيا انتظره المصريون طويلا، للتخلص من أعباء وزحام وضجيج القاهرة، ولكى تمتلك بلادهم عاصمة جديدة أنيقة تليق بمكانة بلدهم بين شعوب العالم.

بالطبع، تناول التقرير نفس «الكليشيهات» السخيفة إياها عن جدوى إنشاء العاصمة الجديدة، حيث ذكر أن منتقدى المشروع يرون أن الأموال التى تم ضخها فى العاصمة الجديدة كان من الأفضل توفيرها لإعادة بناء الاقتصاد المتردى وتجديد مدينة القاهرة، بل ونقل التقرير عن هؤلاء الأشخاص المجهولين قولهم إن العاصمة الجديدة «دليل على استبدادية النظام الحالي»، لأنه أطلق خطة تتكلف مليارات الدولارات مع القليل من النقاش حولها.

وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى غالبا ما يصرح بأن موارد مصر محدودة، وهو ما دفع بعض المصريين الذين يعانون من الأسعار المرتفعة بشدة إلى التساؤل عن السبب الذى يدعو لإنفاق الكثير من الأموال على مشروعات محل شك.

ونقلت الوكالة عن أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة زعمه إن هناك شيئا ما خطأ فى ترتيب الأولويات، قائلا : «ربما يريد الرئيس السيسى أن يدخل التاريخ باعتباره من بنى عاصمة جديدة، ولكن إذا لم يلمس المصريون تحسنا فى مستويات معيشتهم وخدماتهم فإنهم سوف يتذكرونه على أنه الرئيس الذى دمر ما تبقى من الطبقة المتوسطة».

ومضى التقرير يستعرض بطريقة عاطفية نغمة المقاربة بين مطالب «الغلابة» من سكان القاهرة، وإعلانات الشقق الجديدة فى العاصمة الفاخرة، واصفا القاهرة بأنها ذات منازل فقيرة وطرق حافلة بالأتربة وغالبا ما تغمرها مياه الصرف الصحي، وتجمع بين السحر والبؤس!

وتوقع التقرير أن تحدث فى القاهرة حالة هجرة جماعية من قبل السكان الميسورين والموظفين فى الحكومة والسفارات الأجنبية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، تاركين القاهرة فى حالة من الإهمال والتعفن.

ولم يخجل التقرير من وصف العاصمة الجديدة بـ«المشروع التافه»، زاعما أن هذا الوصف جاء على لسان منتقدى هذا المشروع، ولكن من هم، وما هى أسماؤهم، أو هوياتهم، لا أحد يعرف!

الغريب أن تقرير الوكالة لم يحاول من قريب أو من بعيد التطرق إلى أى وجهة نظر أخرى بخلاف نظرة الاستخفاف بالعاصمة الجديدة والطعن فى مصداقية المشروع، وكأنه شرط على مستقبلى خدمة الوكالة المحترمة أن يتلقوا مضطرين وجهة نظر أحادية فى هذا الموضوع.

فلم ينقل التقرير أى معلومات أو أرقام عن حقيقة ما أنفقته الدولة على مشروع العاصمة، ولا عن الجدوى الاقتصادية التى ستعود على الخزانة العامة جراء هذه العاصمة، وبخاصة بعد أن أصبح متر الأرض الواقع فى رمال صحراء مهجورة يباع بآلاف الجنيهات، كما أغفل التقرير الجدوى الاقتصادية من هجرة «بعض» سكان القاهرة وموظفيها إلى العاصمة الجديدة، وتأثير ذلك على تخفيف الأعباء والزحام والتلوث عن العاصمة القديمة.

كنا نود أن تستعرض الوكالة فى تقريرها أى معلومات أو أرقام أو تصريحات حول الجانب الإيجابى للمشروع، بنفس الحماس والإخلاص اللذين عرضت بهما سلبيات المشروع والانتقادات الموجهة إليه، ولكن هذا لم يحدث، لأن الوكالة تؤدى دورا محددا، وسوف تنضم إليها فى الفترة المقبلة منصات إعلامية أجنبية أخرى تحمل التوجه ذاته، فالعاصمة الجديدة إنجاز، وطبيعى أن يكون هذا هو حجم الهجوم عليه ممن لا يريدون أن يروا فى مصر أى إنجاز من هذا النوع!

يا عزيزى .. إنه الإعلام الموجه، ويا ليته حتى كان موجها بقليل من الذكاء والمهنية!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق