رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

من تغريدات «علاء» إلى «حكاوى مرسى»..
مصر.. وانتقائية إعلام «دبة النملة»!

هانى عسل

خدعوك فقالوا : «الإعلام الأجنبى لا يعرف شيئا عما يجرى فى مصر»!

فالمتابع الجيد لما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية يتأكد بما لا يدع مجالا لأى شك من أن هذا الإعلام يعرف دبة النملة داخل مصر، ولكنه يتعمد انتقاء ما يريده من أخبار وتقارير ومعلومات كاذبة أو تافهة لتقديمها إلى الرأى العام العالمي، وإخفاء الأحداث الأكثر أهمية أو شمولية، أو ربما إيجابية، أى حسب «المزاج»!

على مدار الأيام الماضية، اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية بمجموعة من الأحداث الصغيرة جدا التى لا يكاد يتصور أحد منا أنها لها قيمة فى الإعلام الخارجي.

وفى المقابل، تجاهل الإعلام الأجنبى نفسه كثيرا من الأحداث المهمة للغاية، لمجرد أنها تحمل أى مؤشرات إيجابية لا تتواءم مع متطلبات الرسالة المشوهة التى يقدمها هذا الإعلام.

خذ عندك مثلا على سبيل المثال التقرير الذى بثته شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأمريكية بتاريخ 7 نوفمبر 2018 تحت عنوان «أبو تريكة فى احتفاله بعيد ميلاده الأربعين : أشتاق إلى مصر»، حول سلسلة تعليقات للاعب المعتزل جرى نشرها عبر تويتر عبر خلالها عن تطلعه للعودة إلى القاهرة، مؤكدا قدرته على تجاوز أى ظروف صعبة، وذلك بمناسبة حلول عيد ميلاده الأربعين، ولكن دون أن تشير سى إن إن إلى الموقف القانونى للاعب المقيم حاليا فى قطر وعلاقته بقضايا الإرهاب، ولكنها كانت تغريدات حب الظهور واستجداء عطف صغار مشجعى الكرة قبل مباراتى الأهلى والترجى فى نهائى بطولة إفريقيا، واللتين أسفرتا عن نهاية مأساوية!

واستمرارا لالتقاط أنصاف المعلومات من على مواقع السوشيال ميديا، بثت سى إن إن خبرا بتاريخ 6 نوفمبر 2018 بعنوان «علاء مبارك يتساءل: ما هى أكذوبة القرن»؟ حول مجموعة تعليقات مطولة منسوبة لنجل الرئيس الأسبق عبر موقع تويتر نفى خلالها الاتهامات الموجهة لوالده والمقربين منه بنهب أموال الدولة المصرية، محذرا من دور وسائل الإعلام فى تضليل الرأى العام، بحسب تعبيره. وها هى أمثلة أخرى من هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي.».

فقد بثت الشبكة خبرا بتاريخ 8 نوفمبر 2018 بعنوان «حرب الهاشتاجات تشتعل بين السيسى ومرسي»، حول محاولة المؤيدين لجماعة الإخوان الإرهابية التشويش على هاشتاج أطلقه مؤيدو الرئيس السيسى بعنوان «السيسى أجمل حدوتة مصرية»، بمناسبة نجاح انعقاد منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ، وذلك عبر ترويجهم لهاشتاج مضاد بعنوان «إحكى عن مرسي»، زاعمة أن الهاشتاج الأخير استحوذ على تعليقات أكثر من هاشتاج السيسي، باعتبار أن الهاشتاجات والحسابات المزورة أصبحت الآن من وجهة نظر الشبكة الإعلامية المحترمة وسيلة لقياس الرأى العام!

وبجانب هذا الصراع الوهمي، تركت وكالة «أسوشيتدبرس» كل قضايا مصر وكل مشكلات العالم لتبرز تقريرا لمنظمة حقوقية تدين فيه قانون وسائل الإعلام فى مصر، بثته بتاريخ 5 نوفمبر 2018، حول إعلان منظمة «مراسلون بلا حدود» أن تطبيق قواعد تنظيمية جديدة فى مصر تمثل «ابتزازا» وتهدف إلى إخراس صوت ما تبقى من وسائل الإعلام المستقلة، تقصد بالطبع منصات الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان.

وأبرز التقرير اعتراض المنظمة المذكورة على أن القانون الجديد الذى دخل حيز التنفيذ الشهر الماضى يلزم الصحف الإلكترونية بإيداع مبالغ طائلة من أجل الحصول على ترخيص، زاعمة أن الصحفيين بذلك يجب عليهم «الدفع» من أجل ممارسة عملهم، وهو تعميم ساذج وغير مقبول.

ولم تكتف الوكالة بذلك، بل بثت تقريرا بتاريخ 4 نوفمبر 2018 بعنوان «منظمة حقوقية توقف عملها وسط عمليات اعتقال»، عن إعلام منظمة تسمى التنسيقية المصرية للحقوق والحريات التى تدعم ضحايا عمليات التعذيب المزعومة التى تقوم بها الشرطة وحالات الاختفاء القسرى وقف أنشطتها بسبب إجراءات الحكومة المصرية، وبخاصة اعتقال محام هو نفسه زوج ابنة القيادى الإخوانى المحبوس خيرت الشاطر، فهل هذه هى أهم قضايا مصر فى نظر الوكالة؟!

أما وكالة «رويترز» فكانت أكثر اهتماما بما هو أبعد من ذلك، فقد بثت تقريرا بتاريخ 9 نوفمبر 2018 بعنوان «بطاطس السيسى الساخنة .. المصريون يردون بقوة على تصريحات الرئيس بشأن التقشف» حول المناقشات التافهة التى دارت عبر السوشيال ميديا معتمدة على اجتزاء تصريحات الرئيس فى منتدى الشباب حول الإنفاق على التعليم!

فهل هذا إعلام لا يعرف ما يجرى فى مصر؟

أم أنه يعرف دبة النملة، ولكنه يقدم ما يشاء، ويضخم ما يريد، ويتجاهل ما يشاء، ويهون ويسخف مما يريد؟!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق