وقف الأستاذ أمام تلاميذه فى إحدى الجامعات والتى يتم دفع مصاريفها بالدولار ليلقى محاضرته عن كتابة الخبر الصحفي، وضرب مثالا بخبر عن العلاوة الاجتماعية للدولة، فسألته طالبة: يعنى إيه علاوة؟. حاول الأستاذ أن يشرح لها أهمية هذه العلاوة عند الموظفين سواء فى الحكومة أو القطاع الخاص ولكن رد فعل الطالبة كان خليطا من عدم المبالاة والسخرية من مفهوم العلاوة. عندما سمعت هذه الحكاية تذكرت فيلم أم العروسة عندما التفت عائلة عماد حمدى وتحية كاريوكا حول الراديو لسماع خبر إقرار العلاوة للموظفين ومدى فرحتهم بها، وحلم كل فرد وكيف سيحققه من خلال العلاوة المنتظرة من فستان أو دراجة أو بدلة.
مشكلة آباء وأمهات الجيل الجديد هو عزل أبنائهم عن أحوالهم المادية، فكل أوامر الأبناء المادية تنفذ حرفيا دون أن يشعره بحجم التعب فى الحصول على هذا المال، فتحول سلوك الشباب إلى نمط استهلاكى شره جدا فتجدهم فى المطاعم والكافيهات يسرفون ببذخ شديد وأى زيادة فى أسعار لا يهتمون بها، فما يطلبه من مال يحصل عليه وبسهولة.
وتزيد المشكلة عندما يتخرج الشاب فهو لا يتعب نفسه بالبحث عن وظيفة فهو ينتظرها داخل الكافيه ويجب على أبيه أن يوفرها له وبالراتب الذى يرضيه، وعندما يبدأ البحث عن الزواج فهو يرى أن أباه أيضا هو من سيتكفل بكل مصاريف زواجه بالكامل. أشركوا الأبناء فى معرفة قيمة الجنيه وأن الحصول عليه ليس سهلا حتى لو كان الأب تاجرا أو موظفا يشقى ويعرق طمعا فى بركة العلاوة.
لمزيد من مقالات عادل صبرى رابط دائم: