ما زالت وسائل الإعلام الأجنبية تصر علي البقاء في برجها العاجي في تغطيتها الشأن المصري، فلا تري الأحداث إلا من الزاوية الضيقة التي تراها، إما بالهجوم علي الدولة المصرية والتركيز علي السلبيات، لإظهارها دائما في صورة الدولة الضعيفة، وإما بالتهويل من شأن شخصيات تخطاها الزمن، ولا تحظي بأي شعبية ولا مصداقية لدي عموم المصريين.
فقد استثمرت وكالتا «رويترز» و«أسوشييتدبرس» للأنباء هجوم المنيا الأخير في استئناف تناولهما المغرض أوضاع الأقباط في مصر، ومدي ضعف جهود أجهزة الدولة لحمايتهم، مع إبرازها عبارات بيان تنظيم داعش حول الهجوم، فيما يعد ترويجا لأهدافه الدعائية من وراء العملية، مع استمرار الوكالتين في وصف الإرهابيين منفذي الحادث بالمتشددين.
جاء ذلك في تقرير بثته رويترز يوم 2 نوفمبر 2018 تحت عنوان «المتشددون يقتلون سبعة مسيحيين لدي عودتهم من مراسم تعميد أحد الأطفال في مصر»، والذي تضمن تفاصيل بيان منسوب لداعش جاء فيه أن الهجوم «يأتي ردا علي حبس شقيقاتنا العفيفات اللائي ألقي النظام المصري المرتد القبض عليهن»، في إشارة إلي ست سيدات من قيادات وزوجات قادة تنظيم الإخوان الإرهابي، في محاولة ممجوجة لنقل تبريرات جريمة إرهابية بشعة.
كما جاء ذلك في تقرير بثته أسوشييتدبرس في اليوم نفسه بعنوان «داعش يهاجم الحجاج المسيحيين في مصر ويقتل سبعة ويصيب 17 آخرين»، جاء فيه أن الهجوم من شأنه أن يلقي بظلال قاتمة علي «أحد عروض الرئيس السيسي»، وهو منتدي شباب العالم في شرم الشيخ، بحسب وصف الوكالة، وهو ما لم يحدث بالطبع، وأقيم المنتدي وانتهي علي أكمل صورة، وتعمدت وسائل الإعلام الأجنبية تجاهل وقائعه!
كما أفرطت الوكالتان أيضا، بجانب هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في تناول الاستفزازات والإساءات التي يوجهها الكاتب عبدالخالق فاروق مؤلف كتاب «هل مصر بلد فقير حقا»؟ لمؤسسات الدولة المصرية، في إطار الترويج لمضمون كتابه المشار إليه، وتجاهل تلك الوسائل اعتياد فاروق الظهور كضيف دائم في برامج قناة «الجزيرة» المعادية لمصر في محاولة لإظهاره كباحث مستقل مضطهد بسبب آرائه العلمية.
وجاء ذلك تحديدا في البرنامج الذي بثته بي.بي.سي. يوم 2 نوفمبر 2018 بعنوان «بتوقيت مصر»، حيث استضافت مؤلف الكتاب، الذي زعم أن احتجازه جزء من سياسات عامة تمر بها مصر منذ سنوات، علي الرغم من أن خبراء ومحللين، بل ومسئولين كثيرين، كتبوا الكثير عن الأوضاع الاقتصادية، وعن قضايا الفساد، ولم يعاقبهم أحد!
من جانب آخر، واصلت شبكة «سي.إن.إن» نشر تصريحات وتعليقات الدكتور محمد البرادعي خاصة عبر «تويتر» رغم تراجع الاهتمام بمتابعتها بصورة ملموسة من جانب رواد الموقع، إلا أن انفراد الشبكة الأمريكية بعرض تلك التصريحات التي لا تحمل أي قيمة يعكس مدي إصرارها علي فرضها علي الجمهور، لا سيما وأن البرادعي يعتبر شخصية تجاوزتها الأحداث والتحديات التي تشهدها مصر والمنطقة عموما.
فقد نقلت الشبكة الأمريكية خبرا بتاريخ أول نوفمبر 2018 بعنوان «البرادعي للمصريين : الاختلاف ترف لا نملكه حاليا»، حول مخاطبة البرادعي للشعب المصري عبر تويتر داعيا القوي السياسية لتجاوز خلافاتها، بالنظر إلي مساهماتها في انحراف ثورة يناير عن مسارها، في إشارة إلي القوي المعادية للدولة، وعلي رأسها جماعة الإخوان التي تلجأ للعنف، كما أكد أهمية إعلاء التوحيد والانتماء لمصر أولا وأخيرا، وهو ما لم يفعله البرادعي نفسه، أو أن ذلك النداء أو هذه الدعوة كان من الأفضل نقلها علي لسان شخصية أخري غير البرادعي تحديدا، ولكنه مرض استشري في الإعلام الأجنبي منذ زمن، ومورس من قبل وفشل مع شخصيات من نوعية الدالاي لاما وتوكل كرمان، وغيرهما، ممن أصبحوا جميعا في الظل الآن، بعد أن انكشفت حقيقتهم وقيمتهم!.
رابط دائم: