تريدون حلا لمشكلة المطبات؟ بسيطة! الحل فى العين الحمرا!. ما يشجع على فتح هذا الموضوع هو أن الرئيس نفسه تحدث عن هذه المشكلة فى المنوفية، فى إطار حديثه عن إصلاح وتطوير الطرق، مقترحا مسابقة لترميم الطرق.
نتحدث هنا عن مطبات صناعية، وأخرى طبيعية، ونتحدث أيضا عن خسائر فادحة، سواء فى حوادث الطرق، أو فى تعطيل حركة المرور، أو فى تعكير حياة المواطنين، أو فى زيادة مصروفاتهم لتشمل الجنوط والعفشة وأطقم المساعدين أمامى وخلفي، لتضاف إلى فواتير المصروفات اليومية للأسرة المصرية، بجانب فواتير الماء والكهرباء والبنزين وسابلايز المدارس.
أما عن الشكل العام، فحدث ولا حرج، فقد أصبح منظر شوارعنا المليئة بالعثرات عارا علينا جميعا، وما بها من حفر وردم ومطبات لا نظير له فى أى مكان بالعالم.
أتحدث عن العين الحمرا، بجانب المسابقة أيضا، لأن هذه هى الطريقة الوحيدة التى يمكن أن تؤتى ثمارها مع الموظف المصري، والعامل المصري، فكفانا طبطبة... ويعنى إيه عين حمرا؟
المطلوب مجرد تعليمات أو توجيهات أو حتى قرار من أعلى المستويات فى صورة مهلة إلى جميع المحافظين ورؤساء المدن والأحياء: إما ترميم المطبات الصناعية والحفر الطبيعية فى غضون شهر واحد فقط، كل فى منطقته أو فى مدينته، وإما تقديم استقالته فورا، أو الإقالة، ولتكن المسابقة لمكافأة الأفضل والأكثر استجابة وتطويرا.
طبعا سيخرج علينا من يفتى بأن المطبات الصناعية لها دور مهم فى تقليل سرعة السيارات ومنع حوادث الطرق، وبخاصة الدهس أمام المدارس، وأنا أتحدى كل مسئول يتحدث فى هذه النقطة أن يقدم لنا إحصائية رسمية توحد ربنا تفيد بأن المطبات تقلل الحوادث، هذا إن لم تكن مسئولة عن زيادتها. هل لدينا أرقام بذلك؟ هل عندنا ما يفيد بوجود أى فائدة لهذه المطبات؟
وعلى الجانب الآخر، ألا توجد لدى السلطات المختصة أى إحصائية بعدد الحوادث التى تسببت فيها مطبات صناعية أو طبيعية؟. هل تتوافر أرقام توضح لنا ما ينفقه المصريون أصحاب السيارات على قطع الغيار التى تحتاج إلى تغيير دورى بسبب هذه العوائق الشيطانية؟
وإذا كنتم تخافون على المدارس، أليس من الأفضل والأوفر تعيين عسكرى أمام كل مدرسة أو مستشفى لعبور الناس وقت الضرورة، بدلا من هذه النتوءات الممتدة 24 ساعة؟
وأيضا، سيخرج علينا المتلكئون والمتباطئون والمتنطعون ليعقدوا لنا الأمور، فيطالبون بوقت وخطة وميزانية وكام مليون ونجيب منين، لأن الميزانيات كلها مهدرة على جيش العواطلية المسمى زورا بـالموظفين، وهذا أيضا مردود عليه بأن إزالة المطب الصناعى مسألة سهلة، ولا تحتاج إلا إلى بلدوزر لإزالة الأسفلت المستخدم فى المطب الصناعى المراد إزالته، وتسوية مكانه، والبلدوزرات والحمد لله متوافرة بكل الأنواع والأشكال لدى كل البلديات والأحياء، ويمكن استئجار بلدوزر بمائة جنيه فى الساعة لو أرادوا!
أما الحفر الطبيعية، فلا تحتاج إلا إلى شوية رمل وجبس وأسمنت بعشرة جنيهات، ولا أقول إلى كمية أسفلت أقل من تلك التى تستخدم فى إنشاء مطبات صناعية جديدة، بل إن بعض الحفر يمكن تهذيبها بقليل من كسر الطوب أو البلاط، مع تسويتها بالأرض، ولعل هذه الطريقة، وإن كانت بدائية، تكون أكثر شرفا ونزاهة وأمانة من ترك حفر وبالوعات مفتوحة.
إذن الحل ليس فى المسابقات وحدها، بل حذروهم، وامنحوهم مهلة، ولا تستمعوا منهم إلى أى مطالب أو مقترحات أو شكاوى، ويكفى شهر واحد فقط، فإما إزالة المطبات وترميمها، أوإما برة، وانتظروا النتائج، وعندها تتم مكافأة الأفضل، رغم أن هذا «شغلهم»!
وأن يتحدث الرئيس شخصيا عن هذه المشكلة، التى تبدو صغيرة، وهى ليست كذلك، فى نفس اليوم الذى كان يفتتح فيه مشروعات طرق بمليارات الجنيهات، وفى وقت تخوض فيه الدولة معارك من نوع آخر ضد الإرهاب ومن أجل التنمية، فهذا معناه أنه مقتنع تماما بأن المطب الذى يعرقل المرور، ويضر الاقتصاد والتنمية، ويقطم وسط سيارات المواطنين، ويتسبب فى حوادث طرق مريرة، لا يختلف كثيرا عن أى تحد آخر تواجهه البلاد.
وإذا كان تطوير الطرق فى عموم مصر كلها فى حاجة إلى خطط وميزانيات بمليارات الجنيهات قد لا تتوافر حاليا، فإن عملية إزالة مطبات وحفر الشوارع ليست معضلة، فنحن لن نبنى أهرامات جديدة، ولن نحفر قناة سويس ثالثة. نحلم بمصر بلا مطبات، والحلول كلها ببلاش والله، ويكفينا ما نحن فيه!
لمزيد من مقالات ◀ هانى عسل رابط دائم: